خروج 100 مليار دولار من إيران في 9 سنوات.. وتركيا أكبر المستفيدين

الأحد 28 فبراير 2021 09:09 م

رأى خبراء أن تدفق نحو 100 مليار دولار من رؤوس أموال الإيرانيين إلى خارج البلاد في السنوات التسع الأخيرة يعد بمثابة خسارة لها، لأن عائدات تلك الأموال لا تعود على اقتصاد البلاد.

وأشاروا إلى أن تركيا تعد المستفيد الأكبر من خروج هذه الأموال من إيران، حيث يتوجه الكثيرون للاستثمار فيها.

ومؤخرا، كشف رئيس غرفة تجارة طهران "مسعود خوانساري" أن الإحصائيات المعلنة والموثقة تظهر أنه خلال السنوات التسع الماضية، تدفق نحو 100 مليار دولار من رؤوس أموال الإيرانيين إلى خارج البلاد لتوجه نحو الشراء والاستثمار في قطاع الإسكان بالدول المجاورة من قبل الإيرانيين.

ووفق رصد لموقع "الجزيرة نت"، تمكنت بعض الدول المجاورة لإيران مثل تركيا والإمارات وجورجيا، من جذب بعض الاستثمارات الإيرانية، واستطاعت تركيا الاستفادة من الوضع الاقتصادي الإيراني أكثر من أي دولة أخرى، على الصعيد السياحي والاستثمار العقاري.

ووفقا للإحصاءات التركية، يعد الإيرانيون من بين السياح الأوائل لتركيا حيث زار أكثر من 2.5 مليون سائح في عام 2017 و2.1 مليون سائح في عام 2019 بمعدل صرف 693 دولارا لكل سائح في تركيا.

من ناحية أخرى، يعتبر الإيرانيون من الرواد في شراء العقارات وتأسيس شركات منذ عدة سنوات، وأظهرت بيانات حديثة لهيئة الإحصاء التركية، أن الإيرانيين اشتروا 7198 منزلا خلال عام الماضي، واحتلوا المركز الأول لشراء العقارات في تركيا لعام 2020.

واقترح مسؤولون في قطاع السياحة بتركيا في أواسط الشهر الجاري، إلغاء الدخول بجواز السفر بين كل من إيران وتركيا، ويظهر هذا العرض ما تجنيه تركيا من السفر والاستثمار الإيرانيين فيها.

من جانبه، قال المحلل والخبير في الاقتصاد الدولي "علي سعدوندي"، إنه إذا كان تدفق رأس المال إلى الخارج مرتبطا ببلد المنشأ، يُعرف باسم الاستثمار الأجنبي ويمكن أن يفيد اقتصاد بلد المنشأ، أما إذا انقطع الاتصال بين رأس المال في الخارج وبلد المنشأ، فإنه يُعرف باسم هروب رأس المال وهو ما يضر بالبلد، وخروج رأس المال من إيران كان غالبا على هذا النوع الأخير.

وأضاف أن مشكلة الاقتصاد الإيراني في العقود الأخيرة، هي المرض الهولندي (Dutch Disease)، ويرجع ذلك إلى ضخ موارد النقد الأجنبي الناجمة عن المبيعات النفطية إلى اقتصاد البلاد، بدلا من استثمارها في القطاع الصناعي، ولهذا السبب حاولت الحكومات السابقة بإيران في معظم الحالات إبقاء سعر الصرف أقل من سعر التوازن (أو السعر الحقيقي)، مما يمهد الطريق لتدفق رؤوس الأموال إلى خارج البلاد.

ولم يقتصر هروب رأس المال من إيران في السنوات الأخيرة على المال فحسب، بل غادر عدد كبير من رأس المال البشري والعقول بحثا عن بيئة عمل أفضل.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي وعضو هيئة تدريس بكلية الاقتصاد بجامعة "العلامة الطباطبائي" بطهران، "محمد قلي يوسفي" إن رفع العقوبات سيساعد الحكومة في حل مشاكلها وليس مشاكل الشعب، "لأن مشاكل اقتصادنا متجذرة في الداخل، وتحتاج إلى تعديل الدستور وخلق بيئة آمنة للتجارة والسيطرة على الفساد والانفتاح على الناس للانخراط في الأنشطة الإنتاجية".

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

تركيا استثمارات إيران الإمارات عقوبات النووي

أمريكا تدعم الاستثمار الخليجي لمواجهة الإيراني بالعراق

ناشيونال إنترست: تنامي النفوذ التركي في آسيا الوسطى فرصة هائلة لبايدن

ناشيونال إنترست: تركيا وإيران تقتربان من الصدام في العراق