مراقبون: حنكة ميركل تصعب مهمة من يخلفها في قيادة ألمانيا

الأربعاء 3 مارس 2021 06:17 م

ذهب مراقبون إلى أن خبرة وحنكة ودهاء المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" على مدار عقد ونصف في قيادة ألمانيا، كلها أمور تصعب مهمة من سيخلفها في منصب المستشار، إذا ما قورن بها.

ولن تكون "ميركل" على رأس ألمانيا بعد سبتمبر/ أيلول المقبل، إثر استقالتها من رئاسة حزبها "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" وإعلانها عدم الترشح مستقبلا للانتخابات، حيث يتولى رئاسة الحزب حاليا "آرمين لاشيت" إثر انتخابه رئيسا له الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن يقود "لاشيت" الحزب أثناء الانتخابات المقبلة في سبتمبر/أيلول، وقد يكون مستشارا ألمانيا جديدا حال فوز حزبه في الانتخابات، علما بأن "ميركل" استقالت من قيادة الحزب في 2018، ولن تترشح مجددا لانتخابات.

وسيجد "لاشيت" منافسة قوية على منصب المستشار من "ماركوس زودر"، رئيس وزراء ولاية بافاريا ورئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والذي سينافس بقوة في الانتخابات المقبلة.

وعن مهمة خليفة "ميركل" وأي من المرشحين يستطيع تحقيق تميز في قيادة ألمانيا، رأى "يوهانس فارفيك"، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هالي، أن "مهمة  كل من لاشيت وزودر، لن تكون سهلة".

وأضاف: "أي خليفة لمستشارة تمتلك عقدا ونصفا من الخبرة في السياسة الخارجية والتي تم تعزيزها في العديد من الأزمات، عليه أن يرتقي أولاً إلى لعب هذا الدور، لا سيما مع ازدياد الأهمية الدولية لألمانيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بات لا يسمح لأي مستشار بالتخلف عن الركب.. على العكس من ذلك، المستشار الجديد سيزداد الضغط عليه فيما يتعلق بالتعامل مع القضايا المركزية".

وأشار إلى أنه "من حيث الخبرة السياسية الخارجية وبالأخص الأوروبية، من الواضح أن لاشيت يتقدم بخطوة واحدة، وذلك بفضل نشاطه، فقد نشأ في آخن على المثلث الحدودي بين ألمانيا وبلجيكا وهولندا، وطور وعياً مبكراً بأهمية التعاون عبر الحدود".

وتابع: "حتى في أوقات كورونا، دافع لاشيت، بصفته رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، عن الحدود المفتوحة، ومن 1999 إلى 2005 كان عضواً في البرلمان الأوروبي، وبالتالي لديه تعامل مع السياسة الخارجية والأمنية ودعا في كثير من المناسبات إلى المزيد من الشجاعة في الاندماج الأوروبي".

في المقابل، وفق المتحدث، "لن تجد هذا الاهتمام بالقضايا الأوروبية لدى ماركوس زودر، فمن منظور السياسة الأوروبية، صفحته ما زالت بيضاء إلى حد ما".

وفي الوقت نفسه رأى "فارفيك": "كلاهما سياسيان مهنيان لم يكن لهما أي تركيز على السياسة الخارجية حتى الآن. (...) بالتأكيد، سيكتشف كلاهما بسرعة أن السياسة الخارجية مهام المستشار الأساسية. لاشيت يتمتع بخبرة دولية أكثر من زودر، ولكن كلاهما لهما علاقات جيدة على المستوى الدولي. ويمكن الوثوق بهما بنفس القدر في أداء دور جيد على الساحة الدولية".

من جانبه، ذهب "تورستن بينر"، رئيس المعهد العالمي للسياسات العامة في برلين، إلى أبعد من ذلك، إذ يرى أن "زودر لديه ارتباط عاطفي ضئيل أو معدوم بالمشروع الأوروبي ولن يخجل من التحريض الانتهازي ضد بروكسل إذا بدا له أن ذلك مفيد سياسياً".

ووفق موقع إذاعة "دويتشه فييله"، فإن "القاسم المشترك بين السياسيين هو التركيز على الاتحاد الأوروبي وفرنسا أكثر من التركيز على الولايات المتحدة الأمريكية".

وكانت "ميركل" قامت بزيارة إلى واشنطن في عام 2003 كرئيسة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ودعمت حرب العراق التي شنها الرئيس "جورج دبليو بوش"، والتي قوبلت في ذلك الوقت بالرفض الشديد من قبل الأغلبية الكبيرة في ألمانيا، بما في ذلك من قبل رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي والمسشتار آنذاك "جيرهارد شرودر".

وبالنسبة للسياسة تجاه روسيا، يعارض كل من "لاشيت" و"زودر" مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بوقف بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا، كما يريد "لاشيت" أن يفصل بشكل صارم الهجوم على السياسي المعارض الروسي "أليكسي نافالني" - الذي يدينه بشدة - عن صفقات الغاز.

المصدر | الخليج الجديد + دويتشه فيلله

  كلمات مفتاحية

ميركل ألمانيا السياسة الخارجية مستشار ألمانيا الاتحاد الأوروبي فرنسا

ميركل: التعددية تعززت بتولي بايدن الرئاسة الأمريكية

في اتصال نادر مع ميركل.. روحاني يشدد على استحالة تعديل الاتفاق النووي