تحالفات وإصلاحات.. السياسة التركية تشهد تطورات مهمة في مارس

الأحد 7 مارس 2021 12:14 ص

يشهد شهر مارس/آذار الجاري تطورات مهمة قد تشكل مستقبل السياسة التركية، حيث سيعقد حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه السياسي الرئيسي في ظل التحالف الشعبي، (حزب الحركة القومية)، مؤتمرهما الكبير في 18 و24 هذا الشهر.

وسيكون هذا المؤتمر المقبل مهمًا لا سيما لحزب العدالة والتنمية، إذ يُعتقد أن رئيس الحزب "رجب طيب أردوغان"، سيجري تغييرات على نواب الحزب ومجلس الوزراء.

ولطالما كان التعديل الوزاري المحدود على جدول أعمال "أردوغان"، ويبدو أنه سيتخذ هذه الخطوة في أعقاب المؤتمر.

في الوقت نفسه، سيغير أيضًا بعض الشخصيات في الفروع التنفيذية للحزب، ومن الواضح أن تعيين شخصية جديدة رئيسا للإدارة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول هو علامة على أنه يمكن ملاحظة المزيد من التغييرات خلال المؤتمر المقبل.

بعد أن كشف بالفعل عن خطة عمل حقوق الإنسان التي طال انتظارها في الأيام الأولى من شهر مارس/آذار، سيعلن "أردوغان" أيضا مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الأسبوع المقبل.

في غضون ذلك، يواصل كبار مسؤولي حزب العدالة والتنمية صياغة قانون الانتخابات وقانون الأحزاب السياسية.

وتُفسر اجتماعات "أردوغان" مع زعيم حزب الحركة القومية "دولت بهتشلي" مرتين في الأيام العشرة الماضية بأن الأعمال المتعلقة بالتعديلات القانونية التي تشمل تخفيض عتبة الانتخابات وإدخال معايير جديدة للأحزاب للمشاركة في الانتخابات تقترب من نهايتها.

ويرى كثير من المحللين أنه سيتم تقديم مشروعات القوانين إلى البرلمان الشهر الجاري بعد مؤتمري كل من حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية.

ربما ناقش "أردوغان وبهتشلي" كيفية تنسيق سياساتهما فيما يتعلق بمصير حزب الشعوب الديمقراطي، وفي حين يستمر الأخير في الإصرار على ضرورة إغلاق الحزب بسبب صلاته بمنظمة "بي كا كا" المصنفة إرهابية، لا يرى حزب العدالة والتنمية أي مصلحة في حظر الحزب تمامًا، لكن من المرجح أن يستمر الضغط على النواب الفرديين، إذ تنتظر العشرات من الإجراءات الموجزة بشأن نواب حزب الشعوب الديمقراطي في مكتب رئيس البرلمان.

شهر مارس/آذار مهم أيضا لتحالف الأمة المعارض، إذ سيعلن "محرم إينجه" الذي استقال من حزب الشعب الجمهوري تكوين حزبه الجديد في الأسابيع المقبلة.

وجذب بالفعل 3 نواب من حزب المعارضة الرئيسي، ويواصل في الوقت نفسه انتقاداته لحزبه السابق.

وبالمثل، أعلن "أوميت أوزداغ" المنشق منذ مدة طويلة عن رئيسة الحزب الصالح "ميرال أكشينار"، أنه سيكون كيانًا سياسيًا جديدًا بعد استقالته من الحزب بعد توجيه اتهامات قوية ضد قيادة أكشنار حظي كل من إينجه وأوزداغ باهتمام إعلامي واسع النطاق في الأسابيع الماضية ، لكن يُعتقد أن تأثيرهما المحتمل في تغيير التوازن السياسي الحالي محدود.

واعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليشدار أوغلو"، في مقابلة أجريت معه أخيرا، أن إنشاء أحزاب جديدة كان جزءًا مما أسماه الهندسة السياسية التي تهدف إلى إضعاف تحالف الأمة، مشيرا إلى أن هذه المؤامرة من تصميم التحالف الحاكم.

ولوحظ نقاش داخلي مماثل في حزب السعادة بعد أن زار "أردوغان" عضو الحزب الأكثر مصداقية، "أوغوز هانن أصيل تورك"، في يناير/كانون الثاني. وأصبح "أصيل تورك"، وهو سياسي محافظ بارز منذ فترة طويلة، أكثر نفوذاً في معارضته لرئيس حزب السعادة "تيميل كرم أوغلو" الذي يقف بحزم عنصرا مهما في تحالف الأمة.

وهذا يدل على أن لعضو التحالف المعارض هدفان رئيسيان: الحفاظ على وحدة التحالف ونزاهته، وإنجاز عملهم في تحديد ما يقصدونه بشكل ملموس من خلال العودة إلى النظام البرلماني المعزز.

في الوقت الذي تتصدر فيه الحكومة وحزب الحركة القومية جدول الأعمال باقتراحهما الخاص بدستور جديد، يتخلف تحالف المعارضة كثيرًا عن الركب.

وعلى ذلك، فإن الإجراءات التي سيتخذها التحالفان المتعارضان في مارس/آذار ستكون مهمة للغاية من حيث تحديد أسس المناقشات السياسية المستقبلية في البلاد

المصدر | الخليج الجديد + ترك برس

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان معارضة إصلاحات

اقتصادية وقانونية.. أردوغان يعلن إطلاق حملة إصلاحات جديدة