هاكان فيدان يستعرض حصاد 2020 للاستخبارات التركية

الأحد 7 مارس 2021 11:56 ص

وسعت الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، دورها في مجال جمع المعلومات القيمة على الجبهتين المحلية والخارجية، خلال العام الماضي.

وقال مدير جهاز الاستخبارات التركية "هاكان فيدان"، في استعراضه لتقرير جهازه السنوي، إنه يسعى لتطوير وإنتاج استراتيجيات لتغيير قواعد اللعبة، والتكيف بسرعة ومرونة مع التغيير العالمي.

ولفت إلى أن الإجراءات التي اتخذها الجهاز أظهرت نتائج إيجابية بزيادة فاعليتها في مجال الاستخبارات الخارجية، مع نقل مسألة مكافحة الإرهاب إلى بُعد دولي.

وأضاف "فيدان"، في مقال له نشرته وسائل إعلام تركية، السبت: "لقد تحمل جهازنا واجبات عديدة وفقاً لمصالح بلادنا في مناطق الصراع، وزاد أنشطة الاستخبارات الخارجية، ونقل مكافحة الإرهاب إلى بُعد دولي".

وكشف الجهاز عن أنشطة استخباراتية استهدفت تركيا، وجعل الاستخبارات التقنية جزءاً من المكون الرئيسي لأعماله.

وأكد "فيدان" نجاح أنشطة الاستخبارات التركية، سواء داخل الحدود التركية أو خارجها، وسط جائحة "كورونا"، قائلا إنها نجحت في درء أنواع جديدة من التهديدات داخل البلاد وخارجها.

وتابع: "في عام 2020، في ظل السلطة والمسؤولية التي يمنحها القانون، اضطلعت منظمتنا بواجبات نشطة بما يتماشى مع المصالح الوطنية لبلدنا في مناطق الصراع".

وأنهى رئيس الاستخبارات تقريره بعبارة: "سيواصل أعضاء المنظمة خدمة الوطن دون تردد في واجباتهم كأبطال سريين ومستعدين للوصول إلى رتبة الشهادة من أجل الوطن دون أن يغمض أعينهم"، لافتا إلى أن الاستخبارات تتحول إلى هيكل أقوى وأكثر فاعلية واحترامًا.

وتضمن التقرير بإيجاز، معلومات إنفاق جهاز الاستخبارات، والتي وصلت إلى نحو مليارين و449 مليون ليرة تركية (325 مليون دولار).

ونفذ جهاز الاستخبارات التركية بشكل متكرر عمليات لمكافحة الإرهاب عبر الحدود، وبخاصة في شمال سوريا والعراق في السنوات القليلة الماضية.

وتعليقاً على تصريحات "فيدان"، قال الخبير الأمني ​​والضابط العسكري التركي السابق "عبدالله أغار"، إن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016، دفعت مؤسسات الدولة التركية بما في ذلك الاستخبارات التركية إلى إنتاج "بدائل مختلفة ضد التهديدات المختلفة".

وأضاف: "بينما كانت الاستخبارات التركية في السابق تضطلع فقط بدور تلقِّي المعلومات وفهمها قامت الآن بتحسين قنواتها لتلقي المعلومات بشكل كبير".

وتابعت: "كما أن لها دوراً مهماً للغاية في التحليل والتفسير والتقييم، وبدأت الانخراط في المعادلات على أعلى مستوى جيوسياسي".

وبدأت الاستخبارات التركية في إيجاد حلول فعالة للأحداث التي تقع على الأرض، إذ بدأت المخابرات التركية التعامل مع القضايا من منطق الاستخبارات والعقيدة القتالية أيضاً.

ووفقاً لـ"أغار"، كان يوجد جانب سلبي في السنوات السابقة بتوفير المعلومات المتقدمة، لكن أصبحت الآن الاستخبارات التركية قوة نشطة وفعالة.

وتابع أن "المخابرات التركية تشهد عملية تغيير كبيرة (..) نشهد الآن مؤسسة ديناميكية وليست ثابتة تعمل باستمرار على تطوير نفسها من خلال نماذج مختلفة".

واستكمل: "كان جهاز الاستخبارات التركية ينفذ مهام فعالة في مناطق جغرافية صعبة وعمليات خطيرة للغاية وهذه أشياء مهمة للغاية في نجاح تركيا".

وأشار "أغار" إلى أنه "ستكون لجهاز الاستخبارات الوطني التركي استراتيجية مختلفة في المستقبل، هذه مجرد بداية.. وسيذهب الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ يجري تشكيل بنية تحتية مهمة للغاية".

وأضاف: "هذه مسيرة نحو ذروة النفوذ".

ويرى الخبراء أنه لم يتوافر تعاون استراتيجي بين تلك المؤسسات من قبل، أما الآن فأصبح متحققاً بقوة.

وتنفذ القوات المسلحة التركية وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية وعناصر أخرى عمليات مثمرة بتنسيق كامل، لذلك تحولت وكالة الاستخبارات التركية إلى مؤسسة تُحوِّل المعلومات إلى نتيجة.

و"فيدان" كان ضابط صف سابق، خدم في الخارج في قيادة الاستخبارات والعمليات في فيلق "الرد السريع"، التابع لحلف الناتو بألمانيا، قبل أن ينتقل إلى السلك المدني.

وتؤكد تقارير إعلامية أن "فيدان" هو الجندي المجهول الذي تمكن بحكنته من إفشال الانقلاب ضد الرئيس "رجب طيب أردوغان"، منتصف 2016.

ووصفه "أردوغان"، بحافظ أسراره، ويطلق عليه الأتراك "يد أردوغان الضاربة"، ومعروف عالميا بأنه الرجل الذي تخشاه إسرائيل.

واستطاع "فيدان" إدخال تعديلات كبيرة في تكوين جهاز المخابرات، وأقنع الرئيس بتجميع جميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت جهاز المخابرات العامة، وهو الأمر الذي أزعج الأوساط في الأمن والجيش.

وشهد جهاز المخابرات التركية في عهده نقلة نوعية كبيرة، وانتقل من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى جهاز من أقوى وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

هاكان فيدان الاستخبارات التركية تركيا أردوغان

كيف ساهم الكوماندوز والاستخبارات في العملية التركية بإدلب؟

برعاية الكاظمي.. لقاء مرتقب لرئيسي المخابرات التركية والسورية في بغداد