السعودية .. سياسة «أكل الرز» تفشل في وقف هجوم الإعلاميين المصريين ضدها

الأربعاء 14 أكتوبر 2015 01:10 ص

قام نحو 50 صحفيا وإعلاميا مصريّا بأداء فريضة الحج، مدعوين من وزارة الإعلام السعودية، التي جهدت في إبداء إشارات التكريم، بدءا من تذاكر سفر الدرجة الأولى، إلى الإقامة في فنادق الدرجة الأولى، وفي مخيم وزارة الإعلام الفخم في «عرفة» و«منى».

وأدى هؤلاء فريضة الحج بناء على دعوة من سفير السعودية في القاهرة النشيط «أحمد قطان»

وتقوم وزارة الإعلام السعودية باستضافة إعلاميين كل عام، في جدة وفي المشاعر المقدسة. ويزورها معظم مبعوثي أجهزة الإعلام العربية والإسلامية والدولية الذين يوفدون لتغطية أعمال الحج كل موسم.

وهناك العشرات من الإعلاميين الذين تستضيفهم وزارة الإعلام السعودية للحج كل عام استضافة كاملة (تتضمن تذاكر السفر والإقامة والتنقلات) عبر دعوات يوجهها سفراء المملكة في العالم للإعلاميين من أصدقاء المملكة. وقد جرت العادة أن تستضيف بعض رؤساء التحرير والكتاب الصحفيين «الأصدقاء» في بعض الصحف العربية، وبعدد محدود، ويكون العدد الأكبر من مصر، ولكن لم يكن يتجاوزعددهم الـ15 صحفيا او إعلاميا.

ولكن يبدو واضحا أنه بسبب المواقف «المناهضة» للسعودية التي زادت مؤخرا في الصحف والقنوات التلفزيونية المصرية فإن المملكة، وبواسطة سفيرها في القاهرة، رأت استضافة أكبر عدد ممكن من الصحافيين والإعلاميين المصريين هذا العام، لاسيما أن السفير السعودي قدم شكاوى رسمية للمسؤولين في مصر بشأن الحملات الإعلامية المناهضة لبلاده ولكن دون فائدة. 

وهذا الأمر دعا موقع «شؤون خليجية» الإخباري الخليجي لنشر مقال بعنوان «هل أصبح الحج (رز خليجي) لوقف هجوم الإعلاميين المصريين على السعودية؟»، قال فيه إن السفير السعودي في القاهرة قدم «حجة» هدية لكل من «تطاول» على المملكة.

لكن المهم أنه بعد أن انتهى الإعلاميون والصحفيون المصريون من حجهم وعادوا إلى بلادهم، وبعد نحو أسبوع، عادت بعض المواقف الإعلامية المناهضة للسياسة السعودية للظهور في بعض القنوات التلفزيونية والصحف المصرية، مثل برامج الصحفي والإعلامي «إبراهيم عيسى» ومقالاته في صحيفة «المقال» المصرية التي تخصصت بمقالات لكتابها في مهاجمة المملكة، الأمر الذي يشير إلى أن هدف السفير السعودي «أحمد قطان» في إسكات الأصوات الإعلامية المناهضة للمملكة، لم ينجح تماما، ويبدو أن السفير سيلجأ إلى دعوة سابقة له لعقد لقاء إعلامي سعودي – مصري في المملكة يدعى إليه كبار الإعلاميين في الرياض والقاهرة «لكسر الفجوة بين الطرفين».

واستغرب السعوديون من المسؤولين والإعلاميين عن معنى هذه المواقف المناهضة للمملكة عند العديد من الصحفيين والإعلاميين المصريين والتي توحي بأن العلاقات بين الرياض والقاهرة على غير ما يرام.

وما يزيد في الاستغراب السعودي أن بعض الإعلام الرسمي المصري يشارك في انتقاد المواقف السعودية «رغم أن العلاقات بين البلدين على أحسن ما يرام والجيش المصري يشارك في الحرب في اليمن دون ضجيج، والحديث عن خلافات مع مصر بشأن سوريا مبالغ فيه»، وفق ما يقوله مسؤول سعودي لنا.

في العهود المصرية السابقة، كان للسعودية أصدقاء في الوسط الصحفي المصري من كبار الصحفيين والكتاب مثل «أنيس منصور» و«محمد الحيوان» و«أحمد الجندي»، وحتى بين رؤساء تحرير الصحف المصرية مثل «إبراهيم نافع» و«سمير رجب» وغيرهم.

الآن لم يعد معروفا من هم أصدقاء المملكة في الإعلام المصري، عدا المرتبطين بها، مثل «عمرو أديب» الذي يعمل مع شبكة «أوربيت» المملوكة من أمير سعودي، حتى أن صحفيين عملوا في المملكة لسنوات عند عودتهم للقاهرة انقلبوا ضدها، مثل «ماهر عباس» نائب رئيس تحرير «الجمهورية» الذي ينتقد بشدة المملكة ويقف مؤيدا للنظام السوري، ليس حبا في «بشار الأسد»، كما يقول عارفون، بقدر ما هو عداء للمملكة، و«عباس» عمل في السعودية نحو 25 عاما صحفيا في مؤسسة إعلامية كبيرة تملك العديد من المجلات والصحف، ولكنهم حين أنهوا عمله معهم بعد 25 عاما لم ينصفوه بمكافأة نهاية الوظيفة، فاشتكى للأمير «سلمان بن عبد العزيز» أيام كان أميرا للرياض وصديقا للصحفيين ومدافعا عنهم، ولكن من المؤكد أن الشكوى لم ترفع له لذا لم يأت رد لماهر عباس فغادر إلى مصر وهو «حانق».

وربما كان هذا سببا لتهجم «ماهر عباس» على السعودية، ولكن أن يتهجم صحفي آخر قضى سنوات مراسلا لجريدة «الأخبار» المصرية في الرياض على المملكة فهو أمر غريب، لا سيما أن الأمير «سلمان» أمر بعلاجه في المستشفى التخصصي وتم إنقاذه من أزمة قلبية طارئة حين أبلغ الأمير ذات ليلة بحاله.

وفي الأردن ليس هناك ود للمملكة عند الرأي العام، ولولا تعليمات من القصر الملكي باعتبار السعودية خطا أحمر لشاهدنا العديد من مقالات الانتقاد المناهضة للسعودية في الإعلام الأردني.

وفي لبنان كان للمملكة أصدقاء وخلان كثيرون في عالم الصحافة والإعلام، ولم يكن المال السبب الوحيد وراء صداقة ومحبة العديد من الصحافيين والإعلاميين للسعودية، بل كانت هناك أسباب سياسية، والأهم من ذلك العلاقات الشخصية التي بناها الملك «سلمان» مع معظم الوجوه اللامعة من الصحافيين اللبنانيين الكبار.

ويشعر أصدقاء المملكة من الصحفيين والإعلاميين في لبنان، كما نقُل عن بعض منهم، أنهم يتامى لأن لا أحد في المملكة يتواصل معهم.

ووزير الإعلام السعودي الجديد لا يرد على أي أحد منهم، والإعلاميون، مصريين كانوا أو غير مصريين، لا يحتاجون لـ«الرز» فقط، لكي يدافعوا عن المملكة أو لا يهاجموا مواقفها.

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر السيسي الانقلاب الحج الإعلام المصري إعلام السيسي إبراهيم عيسى أحمد قطان

«خاشقجي»: مصر وإعلامها متحمسان للعدوان الروسي والسعودية لن تقبل بذلك

«السيسي»: حرية الإعلام في مصر غير مسبوقة وعلاقتنا مع أمريكا أكبر من السلاح

إعلامي مصري يحذر «السيسي» من «جفاف» المال السعودي والمنح الخليجية

إعلامي مصري يصف معاهد إعداد الدعاة الممولة من السعودية بـ«مراكز الفتنة والتكفير»

إعلامي مصري للسعودية: دعم المعارضة المسلحة في سوريا «عبط وهبل»

إعلامي مصري: لن نسمح بتدخل السعودية في شأننا الداخلي و«حماس» ستظل «إرهابية»

وسائل إعلام إيرانية تحتفي بهجوم «الأهرام» المصرية على السعودية

أكاديمي سعودي: المهاترات الإعلامية سبب تغير موقفنا من مصر