يستعد السودان لانخفاض كميات المياه الواردة إليه من النيل الأزرق، بعد إعلان إثيوبيا نيتها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء "سد النهضة"، وهو القرار الذي رفضته الخرطوم والقاهرة، وهددتا بالتصعيد.

ونبهت وزارة الري السودانية المزارعين والرعاة ومحطات مياه الشرب ومشروعات الري وكل مستخدمي المياه والمواطنين عامة من الدمازين إلى الخرطوم لوجود احتمال انخفاض كميات المياه الواردة من النيل الأزرق خلال الفترة من أبريل/نيسان وحتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، منوهة إلى تأثر مساحات الجروف المروية على طول هذا القطاع، وكذلك مداخل محطات مياه الشرب ومضخات الري.

وأضافت الوزارة أن "النيل الأبيض، من الجبلين إلى جبل أولياء، سيتأثر أيضا بملْء سد النهضة، نسبة لتعديل نظم تشغيل خزان جبل أولياء، وسيؤدي ذلك لتقليص مساحات الجروف والمراعي نسبة لعدم التفريغ الكامل للبحيرة، وستزيد فترة المناسيب العالية للبحيرة بالنسبة لمحطات مياه الشرب وطلمبات الري".

أما على النيل الرئيسي، من الخرطوم إلى عطبرة، شمال السودان، فأوضحت الوزارة أن ذلك القطاع "سيتعرض لنفس التأثيرات، وستقل كميات المياه وتنخفض المناسيب وستتقلص مساحة الجروف المزروعة والمراعي".

ودعت الوزارة جميع المعنيين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجاوز آثار الملء والتشغيل خلال الفترة من أبريل/نيسان وحتى سبتمبر/أيلول.

وتعهدت الوزارة بتوفير تفاصيل أكثر حول برامج تفريغ وملء الخزانات أولا بأول.

وأوضح وكيل وزارة الري، "ضو البيت عبدالرحمن"، في تصريح صحفي، أن مهندسي الوزارة بإدارتي الخزانات ومياه النيل، يعملون للتحسب لكل السيناريوهات المحتملة جراء الملء الأحادي لـ"سد النهضة" في يوليو/تموز المقبل، وذلك للحد من الآثار السلبية المتوقعة، مشيرا إلى أن من بين تلك السيناريوهات القيام بتعديلات في نظم تفريغ وملء خزاني الروصيرص وجبل الأولياء.

وقبل أيام، قالت وزيرة الخارجية السودانية "مريم الصادق المهدي" إن بلادها لن تتحمل الأخطار الناتجة عن الملء الثاني لـ"سد النهضة"، إذا جرى بشكل أحادي، مشددة على ضرورة وجود سقف زمنى لجهود التسوية أو التفاوض الخاصة بسد النهضة الإثيوبي "لأن الوقت محدود".

وعقب زيارة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إلى السودان، قالت مصادر إعلامية إن القاهرة والخرطوم حددتا يوم 15 أبريل/نيسان المقبل، موعدا نهائيا لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني "عبدالفتاح البرهان"، شدد "السيسي" على ضرورة الوصول لاتفاق نهائي ملزم بشأن السد الإثيوبي قبل حلول موسم الفيضان المقبل.

وأكد "السيسي" أن السد يمثل تهديدا خطيرا للمصالح المصرية السودانية، لذا يجب المضي قدما بشكل سريع لإتمام الاتفاق.

يذكر أن مصر والسودان وقعتا، الثلاثاء، اتفاقية للتعاون العسكري، وذلك على هامش زيارة لرئيس أركان الجيش المصري الفريق "محمد فريد حجازي" إلى الخرطوم.

وتعثرت مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، التي أجريت برعاية الاتحاد الأفريقي، قبل أن تطالب القاهرة والخرطوم الأمم المتحدة، بإطلاق مفاوضات برعاية دولية لحل أزمة السد.