تحديد حد أدنى لسعر النفط قد يكون خطوة أولى في خطة «أوبك»

الخميس 15 أكتوبر 2015 04:10 ص

يراهن المتعاملون في أسواق النفط على أن خطة فنزويلا لاستعادة آلية نطاق سعري قديمة لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» يكون فيها الحد الأدنى للسعر هو 70 دولارا للبرميل محكوم عليها بالفشل منذ البداية.

ولم تبد السعودية الزعيم الفعلي لـ«أوبك» أي اهتمام في العودة إلى استراتيجية دعم الأسعار كما استبعد المنتجون الكبار من خارج المنظمة، لاسيما روسيا أي خفض للانتاج.

محاولات غير مجدية

ويقول معظم المحللين إن محاولة تحديد نطاق للأسعار غير مجدية أو إن سعر 70 دولارا مرتفعا بشكل غير مستدام أو كلا الأمرين.

لكن نفرا قليلا من الخبراء والمراقبين يقولون إن الاقتراح الذي تحدث عنه وزير النفط الفنزويلي السابق «رفاييل راميريز» في مقابلة مع وكالة «رويترز» ربما يكون حافزا للابتعاد عن سياسة «أوبك» بعدم التدخل لوقف انهيار أسعار النفط والتي خنقت الاستثمارات وعصفت بالميزانيات وتركت بعض الاقتصادات مثل فنزويلا تترنح على شفا الهاوية.

وحتى لو أخفقت الفكرة في جذب أي اهتمام فقد تمثل أول خطوة مهمة في شهور صوب ايجاد قواسم مشتركة يمكن أن تساعد في تحقيق الاستقرار في سوق النفط.

وتبدو الخطة التي ستطرح على مائدة البحث في اجتماع الخبراء الفنيين في فيينا في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بسيطة: «خفض تدريجي في الانتاج من أجل السيطرة على الأسعار على أن يكون الحد الأدنى الأول 70 دولارا للبرميل ويكون الهدف التالي 100 دولار للبرميل» حسبما يقول «راميريز».

وجاءت تصريحات «راميريز» بعد أشهر من زيارات وتصريحات غامضة أدلى بها الرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو» وصفت معظمها بأنها محاولات يائسة من زعيم لا يعرف الكثر عن دبلوماسية النفط.

وعلى النقيض كان «راميريز» هو الوجه المألوف لسياسة فنزويلا النفطية لأكثر من عقد من الزمن وتعاون مرارا مع وزير البترول السعودي «علي النعيمي»، وهو واحد من وزراء «أوبك» المستمرين في العمل منذ العقد الماضي الذي كان من أكثر فترات الانسجام في تاريخ المنظمة، حينما قفز سعر النفط من 20 دولارا للبرميل إلى 150 دولارا ثم تراجع ثانية بعد الأزمة المالية.

يقول «بول هورسنيل» رئيس بحوث السلع الأولية لدى «ستاندرد تشارترد» والذي يكتب عن أسواق النفط و«أوبك» منذ عقدين: «أعتقد أن هذه (الخطة) قد يكون لها أكثر من مغزى».

وقال وزير النفط الفنزويلي «إيولوجيو ديل بينو» إنه تم توجيه الدعوة لثماني دول غير أعضاء في «أوبك» هي أذربيجان والبرازيل وكولومبيا وقازاخستان والنرويج والمكسيك وسلطنة عمان وروسيا.

البحث عن قيادة

تم استخدام صيغة النطاق السعري من قبل كوسيلة للتغلب على الأزمة، فبعد انهيار الأسعار في أواخر تسعينيات القرن الماضي إلى عشرة دولارات للبرميل حددت أوبك نطاقا سعريا بين 22 و28 دولارا للبرميل.

وتم التخلي عنه في 2005 إذ سبب النمو الكبير في الطلب ارتفاعا هائلا في الأسعار ولم تحدد المنظمة بشكل رسمي مطلقا أي هدف أو نطاق منذ ذلك الحين.

وباءت بالفشل كل محاولات فنزويلا في السنوات الأخيرة لاقناع «أوبك» بالعودة إلى نظام النطاق السعري.

والأسعار منخفضة هذا العام لكن المنتجين الكبار ومن بينهم السعودية والكويت يترددون في التضحية مرة أخرى بحصتهم في السوق من أجل انعاشها.

إلا أن هناك دلائل أخرى على أن الأسعار المتدنية منذ أكثر من عام وعدم اليقين بشأن أمد استمرار الأسعار دون 50 دولارا للبرميل أمور لن تستمر طويلا.

واجتمع وزير الطاقة الروسي «الكسندر نوفاك» مع «النعيمي» الأسبوع الماضي في اسطنبول وعبر عن استعداد موسكو للاجتماع مع «أوبك» ومع الدول المنتجة من خارج المنظمة.

وفي كلمة ألقاها في الكويت تحدث «إبراهيم المهنا» مستشار وزير البترول السعودي عن غياب «قيادة» في سوق النفط وقال إن عدم وجودها يغذي التقلب ويبعد الاستثمارات.

وأضاف أن هذا الوضع غير طبيعي ومن الصعب أن يستمر لكنه لم يطرح أفكارا محددة عن أسلوب معالجة هذه الوضع.

دور السعودية وروسيا

وذكر مصدر قريب من وفد فنزيلا في «أوبك» أنه سيكون من المستحيل تقريبا الجمع بين السعودية وروسيا على مائدة واحدة للتفاوض على خفض الانتاج في ضوء نكوص موسكو عن تنفيذ وعود لخفض الانتاج، لكن إطلاق محادثات عن الحد الأدنى للسعر على مستوى الخبراء قد يساعد في الجمع بين موسكو والرياض في نهاية المطاف.

ويقول كثير من المحللين إن السعي وراء تحديد سعر مفترض دون أي التزامات حقيقية بخفض الانتاج سيكون خطوة فارغة من أي معنى لكن آخرين يرون أنه قد يساعد في تهدئة قلق السوق وربما يسهم في تخفيف مواقف بعض الأعضاء في «أوبك».

وذكر «ألفارو سيلفا» الذي عمل أمينا عاما لأوبك في 2002 و2003 حينما كان أول نطاق سعري مازال ساريا: «يمكن أن تستخدم الدول النطاق كمعيار واسع».

وأضاف: «لقد عمل (النطاق السعري) بشكل جيد في الماضي لإعطاء السوق سعر مرجعي وتجنب التذبذبات الكبيرة في الأسعار».

بعيدا عن الآلية نفسها سيظل السؤال مطروحا عما إذا كان المنتجون سيتفقون على أن 70 دولارا هو الهدف الصحيح. وبينما اقترح عدة أعضاء من بينهم العراق وأنجولا في يونيو/حزيران أن سعرا بين 75 و80 دولارا للبرميل مناسب فربما يخشى منتجون رئيسيون في الخليج من خسارة حصة أكبر من اللازم في السوق عند هذا المستوى.

  كلمات مفتاحية

أوبك النفط أسعار النفط وفرة المعروض إنتاج النفط السعودية روسيا

النفط السعودي يغزو شرق أوروبا.. وروسيا تعتبره أصعب منافسة

نصف مليار برميل ارتفاع تخمة المعروض النفطي في 2015

من يخشى انخفاض أسعار النفط في الخليج؟

تداعيات انخفاض أسعار النفط

هل سيفقد الخليج ميزة النفط: نعمة الجيوـ فانتازيا!

وزير البترول السعودي يتوقع تحسن الطلب على النفط

«أوبك» ستبقي إنتاج النفط مرتفعا

مفارقات توقع أسعار النفط في 2016

خسائر منتجي النفط تتجاوز 338 مليار دولار في 2014