مساومات الميدان.. الحوثيون يسابقون الزمن لانتزاع مأرب قبل محادثات السلام

الجمعة 12 مارس 2021 07:12 ص

قد تصبح المعركة المستمرة في قلب اليمن نكسة كبيرة للجهود الأمريكية لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد، إذا سقطت مدينة مأرب الغنية بالموارد في أيدي الحوثيين. وورد أن محادثات جرت في عُمان بين مسؤولين أمريكيين وحوثيين في 26 فبراير/شباط كجزء من جهود إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لوقف إطلاق النار في اليمن.

ومع ذلك، استمر القتال على قدم وساق في مأرب، حيث حقق المتمردون الحوثيون مكاسب غير مسبوقة في هجومهم، ما أثار المخاوف من أن حكومة الرئيس "عبدربه منصور هادي"، المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا، قد تفقد السيطرة قريبا على المدينة الاستراتيجية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل 7 أعوام.

وتشهد مأرب ومناطق وسط اليمن المجاورة قتالا عنيفا منذ أن جدد الحوثيون هجومهم على المحافظة في أوائل فبراير/شباط 2021، ما أدى إلى سحب القوات الحوثية بعيدا عن الخطوط الأمامية الأخرى في محاولة للسيطرة على المنطقة.

كما واصل الحوثيون شن هجمات روتينية على السعودية نفسها، بما في ذلك ضربات الطائرات بدون طيار والصواريخ على الحدود الجنوبية للمملكة.

وتمكنت الحكومة اليمنية حتى الآن من الحفاظ على مأرب، لكن الموارد النفطية والزراعية في المدينة والمنطقة المحيطة بها جعلت منها هدفا جذابا بشكل متزايد للمتمردين الحوثيين.

ويعد سد مأرب أكبر خزان للمياه في اليمن، وهو ضروري للزراعة في المنطقة. وفي بلد حار وجاف، تعد السيطرة على السد ورقة ضغط مهمة تمنح الحوثيين نفوذا تفاوضيا كبيرا.

كما يوجد في مأرب أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في اليمن. وينطلق من المدينة أيضا واحد من أكبر خطوط أنابيب الطاقة في اليمن والذي يمتد إلى الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون أيضا على البحر الأحمر. وبعد توقفه عن الخدمة إلى حد كبير طوال الحرب الأهلية، عاد إنتاج خط الأنابيب بشكل مطرد في الأشهر الأخيرة.

ومن أجل ترسيخ سيطرتهم على شمال اليمن، يحاول الحوثيون كسب نفوذ ضد حكومة "هادي" والسعودية. ومن خلال زيادة الضغط في ساحة المعركة، يحاول الحوثيون إظهار الضعف العسكري للحكومة اليمنية.

ومن خلال القيام بذلك، يأمل الحوثيون في الحصول على تنازلات في المفاوضات السياسية التي يمكن أن تشمل تقاسم الإيرادات والسيطرة على الأراضي وموارد المياه والطاقة، فضلا عن الوصول لصفقات مواتية لتبادل الأسرى.

وفي غضون ذلك، تضغط الولايات المتحدة على السعودية لكبح حملتها العسكرية في اليمن، تاركة حكومة "هادي" مع دعم مباشر أقل على الأرض.

وعلى مدى 5 أعوام من تدخلها العسكري في اليمن، سعت السعودية إلى إبقاء قواتها بعيدة عن خط النار المباشر من خلال الاعتماد على القوة الجوية والوكلاء والقوات الخاصة. ومع ذلك، أدت هذه التكتيكات إلى انتهاكات لحقوق الإنسان وسقوط ضحايا مدنيين، بما في ذلك الضربة الجوية السعودية الأبرز عام 2018 على حافلة مدرسية والتي أدت إلى مقتل 26 طفلا يمنيا وأثارت غضبا دوليا واسعا.

لهذا السبب، مارست إدارة "بايدن" ضغوطا دبلوماسية لتقييد الضربات الجوية السعودية مما يؤثر على التوازن العسكري حول الخطوط الأمامية في مأرب وأماكن أخرى في اليمن.

ومن المرجح أن يؤدي فقدان مدينة مأرب قبل بدء محادثات السلام إلى إضعاف حكومة "هادي"، بينما يشجع الحوثيين على تنفيذ ضربات عسكرية ضد السعودية والإمارات. وقد يؤدي مثل هذا الانتصار الكبير للحوثيين إلى مزيد من الانقسام في حكومة "هادي"، ما يدفع عناصر مثل المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الإصرار على دوافعهم الانفصالية. ويمكن لتنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية وتنظيم "الدولة الإسلامية" في اليمن السعي للاستفادة من ضعف الحكومة اليمنية أيضا.

واستولى المجلس الانتقالي الجنوبي سابقا على أراضي في جنوب اليمن. وفي عام 2020، انسحب المجلس من اتفاق تقاسم السلطة لعام 2019 مع حكومة "هادي"، لكنه عاد في وقت لاحق من ذلك العام بعد تحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية في إطار سعيه لاستعادة استقلال اليمن الجنوبي.

وأدت الحرب الأهلية المستمرة في اليمن إلى تقويض عمليات "مكافحة الإرهاب" المشتركة بين حكومة "هادي" والمجلس الانتقالي الجنوبي والولايات المتحدة والإمارات. وتستمر الحرب أيضا في خلق الظروف الاجتماعية التي تساعد على التطرف، حيث تزداد الأزمة الإنسانية في البلاد خطورة.

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب اليمن مأرب الحديدة الحوثيون حكومة هادي

مأرب أكثر من معركة وجودية لليمن

أمريكا و4 دول أوروبية تدين هجوم الحوثي على مأرب اليمنية

المبعوث الأمريكي لليمن: خطة لوقف القتال مطروحة على قيادة الحوثيين

التحالف يعلن تدمير منظومة دفاع جوي تابعة للحوثيين في مأرب

هجوم مأرب.. الحوثيون يحاصرون مليوني يمني من 3 جبهات