استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أميركا بايدن - الصين وروسيا: بداية متشنّجة

الثلاثاء 23 مارس 2021 06:49 م

أميركا بايدن -الصين وروسيا: بداية متشنّجة

في مقابل القُطبَين الصاعدين المبشّرين بقِيَمهما، تبدو أميركا كأنها تدافع عن قيم لم تعد «واقعية» أو مناسبة للعصر.

كانت روسيا مرتاحة للتنافر بين إدارة ترامب وبين الناتو والاتحاد الأوروبي لكنها اليوم تتحسّب لعودة الانسجام بين هذه الأطراف.

أراد بايدن تأكيد أن «التدخل الروسي» في الانتخابات الأميركية في 2016 و2020 والاختراقات الإلكترونية التي رافقته أو تلته، لا يمرّان عنده.

أصبحت المشكلة أزمةً دبلوماسيةً إذ رأّت موسكو في هجوم بايدن تقليلاً من أهميتها الاستراتيجية فقالت إنها لا تريد تجديد «الحرب الباردة» لكنها «تستعدّ للأسوأ».

*     *     *

الاشتباكات الديبلوماسية والتلاسنات العلنية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، قد تكون عابرة ومجرّد عراضات سياسية في مسار يطول أو يقصر، بحثاً عن توافقات أو تفاهمات، وقد تكون على العكس إرهاصاً لمواجهات دائمة، باعتبار أن التحديّات تتعاظم وتتعمّق باستمرار بين الدول العظمى الثلاث.

وبمقدار ما مرّ الاتصال الأول، الساخن، بين الرئيسين الأميركي والروسي من دون مضاعفات، بمقدار ما أن موافقة جو بايدن على وصف فلاديمير بوتين بـ«القاتل» كانت سابقة مفاجئة أرفقها صاحبها متوعّداً بتدفيع بوتين الثمن!

ولم يردّ الأخير على الاتهامات الأميركية، بل أخذ بشيء من علم النفس الفلسفي ليخلص إلى «أننا نرى دوماً خصالنا في الآخرين ونعتقد أنهم فعلاً أمثالنا».

لم تبقَ المشكلة في إطار شخصي بل تحوّلت أزمةً ديبلوماسيةً، إذ استشفّت موسكو في هجوم بايدن تقليلاً من أهميتها الاستراتيجية، لذا قالت إنها لا تسعى إلى تجديد «الحرب الباردة» لكنها «تستعدّ للأسوأ».

ليس واضحاً أن بايدن يسعى إلى حرب كهذه، لكنه أراد التأكيد أن «التدخل الروسي» في الانتخابات الأميركية في عامي 2016 و2020، والاختراقات الإلكترونية التي رافقته أو تلته، لا يمرّان عنده كما مرّا عند سلفه دونالد ترامب الذي شكّك في تقارير الاستخبارات ثم تبنّى نصف اعتراف بوجود ذلك «التدخّل».

لكن الملفات الأخرى العالقة بين واشنطن وموسكو (العقوبات، سوريا، أوكرانيا، شبكات الصواريخ في أوروبا، الخلافات التجارية..) تُبقي العلاقات بين الطرفَين على درجة عالية من التوتّر.

وفيما كانت روسيا مرتاحة إلى التنافر بين إدارة ترامب وحلف شمالي الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، فإنها اليوم تتحسّب لعودة الانسجام بين هذه الأطراف.

وفي تقويم الحدث المستجدّ بين واشنطن وموسكو، طلب مسؤولون روس تفسيراً واعتذاراً، وتحدّثوا عن «لحظة فاصلة في العلاقات» قد يكون الجانب الأميركي ساعياً إليها.

غير أن مقاربته للخلاف مع الصين مختلفة، فالمواقف المتشدّدة التي تبادلها وفدا المحادثات الأولى المباشرة بدأت متوتّرة لكن الواضح أنها لا تريد الانزلاق إلى نزاع، وإن كانت «المنافسة الشرسة» واردة (بحسب مستشار الأمن القومي الأميركي).

وبات تقليداً أن تظهّر واشنطن انتقاداتها لبكين في مسائل الديمقراطية وحقوق الأقليات وقضية تايوان، بل زادت إليها الهجمات الإلكترونية و«الضغوط التجارية على حلفائنا».

لكن بكين لم تعد تجادل في الدمقرطة مقابل المصالح التجارية، فهذا خلاف حسمته تجارياً مع كل الدول. بل إنها تنتقد حالياً الديمقراطية نفسها وسوء معاملتها للأقليات (السود) وتشير بدورها إلى «ضغوط أميركا على حلفائها» لفرملة تعاملاتهم التجارية مع الصين.

بين غرب وشرق، كان الخلاف على أنماط الحكم والسياسة والاقتصاد واحترام حقوق الإنسان من الخلافات البارزة خلال الحرب الباردة مع المعسكر الاشتراكي.

وساعد انتصار أميركا في تلك الحرب على إعادة الاعتبار إلى نظام القيم الغربية، قبل أن تشوبه اختلالات خلال العقدَين الماضيين، سواء بسبب أخطاء السياسات الأميركية أو المنافسة الصينية والروسية على القطبية الدولية، بما في ذلك دحضهما مفاهيم الديمقراطية الغربية التي سبق للرئيس الروسي أن اعتبرها بالية وآفلة.

وفي المحادثات الأخيرة في ألاسكا، دعا المفاوض الصيني «يانغ جي شي» الجانب الأميركي إلى «التخلّي عن عقلية الحرب الباردة». وفي مقابل القُطبَين الصاعدين المبشّرين بقِيَمهما، تبدو أميركا كأنها تدافع عن قيم لم تعد «واقعية» أو مناسبة للعصر.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، الصين، روسيا، جو بايدن، الحرب الباردة،

تحديات بايدن للحفاظ على نفوذ أمريكا في الخليج