سقط 32 قتيلا وأصيب 84 آخرين، في حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة المصرية، لحادث تصادم قطارين، الجمعة، بمحافظة سوهاج (جنوب)؛ نتيحة ما اعتبرته وزارة النقل "عبث مجهولين بمكابح الطوارئ".

وشهدت قرية الصوامعة غرب، التابعة لمدينة طهطا شمالي سوهاج، وقوع حادث تصادم بين قطار الركاب رقم 157، وقطار الركاب رقم 2011.

وفيما سارعت الأجهزة الأمنية والصحية بالانتقال إلى موقع الحادث والدفع بـ36 سيارة إسعاف، أعلنت وزارة الصحة على لسان متحدثها الرسمي "خالد مجاهد" سقوط 32 قتيلا و84 مصابا.

ولفتت "مجاهد" إلى أن وزير الصحة "هالة زايد" توجهت إلى سوهاج للوقوف على حالة المصابين، الذين تم نقلهم إلى مستشفيات "سوهاج العام"، و"سوهاج التعليمي"، و"طهطا"، و"المراغة".

كما شكلت الوزيرة غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث، وتقديم أى إمدادات ومستلزمات طبية، فضلا عن توفير فرق طبية من كافة التخصصات الطبية لتقديم سبل الدعم اللازم للمصابين، وقدمت العزاء لأسر الضحايا، وفق البيان.

من جانبه، أمر النائب العام المصري "حمادة الصاوى" بفتح تحقيق عاجل في الحادث.

وقالت النيابة العامة في بيان، إن فريقا من النيابة العامة انتقل إلى موقع الحادث لمباشرة إجراءات التحقيق.

يأتي ذلك في وقت لا تزال قوات الحماية المدنية في حالة استنفار عام في محاولة لإنقاذ عالقين في القطارين.

ووفق مصادر ومراقبين، فإن أعداد القتلى والمصابين، قابلة للزيادة، في ظل تداول مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل لركاب تحت أنقاض القطارين، لم يتم إنقاذهم بعد.

ونشر ركاب من القطار استغاثات لنجدتهم عبر البث المباشر على "فيسبوك"، حوت صورًا مروعة لمصابين محتجزين تحت ألواح معدنية، داخل القطارين.

أما وزارة النقل، فاتهمت في بيان رسمي، مجهولين، بالعبث في مكابح الطوارئ؛ مما تسبب في توقف أحد القطارين، قبل اصطدام القطار الثاني فيه من الخلف.

وقال بيان للوزارة إنه "أثناء سير قطار 157 مميز الأقصر الإسكندرية، ما بين محطتي المراغة وطهطا، تم فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، وعليه توقف القطار".

وأضاف: "في هذه الأثناء، وفي تمام الساعة 11:42 تجاوز قطار 2011 مكيف أسوان القاهرة سيمافور 709، واصطدم بموخرة أخر عربة بقطار 157 مما أدى إلى انقلاب عربتين من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة، وانقلاب جرار قطار 2011، وعربة القوى، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات".

وعلى الرغم من الإعلان الرسمي عن سبب الاصطدام، إلا أن وزير النقل "كامل الوزير"، أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث.

كما تم التحفظ على السائقين للتحقيق.

من جانبه، غرد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، معلقا على الحادث، قائلا: "تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عاينناه اليوم بتصادم قطارين في محافظة سوهاج".

وأضاف: "إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث، ولقد وجهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات".

وتشهد مصر العديد من حوادث القطارات الدامية خلال العقود الأخيرة سقط فيها مئات القتلى وأرجعها مسؤولون ومراقبون إلى قدم القاطرات والعربات والإهمال في صيانتها وتشغيلها.

وفي فبراير/شباط 2018، نشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام قطار بصدادة حديدية؛ ما أدى لخروجه عن القضبان، وأسفر عن مصرع 28 شخصا وإصابة 50 آخرين.