في رسالة لبايدن.. دبلوماسي سعودي سابق يهاجم إيران وتركيا والربيع العربي

السبت 27 مارس 2021 11:05 م

بعث السفير السعودي السابق في لبنان وباكستان "علي عسيري"، رسالةً مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، دعاه فيها إلى تصحيح علاقات بلاده بالرياض، ومواجهة التهديدات الإيرانية والتركية في المنطقة، ومعالجة تداعيات الدعم الأمريكي لثورات الربيع العربي.

ونشر "عسيري" رسالته في موقع "ناشونال إنترست"، وحذر فيها من أن إيران وتركيا تهددان أمن الدول العربية، داعيا الولايات المتحدة للتعاون مع بلاده لمواجهة هذا الخطر.

وشدد على ضرورة تعامل إدارة "بايدن" مع الصواريخ الإيرانية الموجهة، في أي اتفاق نووي جديد.

وأكد "عسيري" أن الرياض تعلن الاستعداد للمشاركة بأي عملية دبلوماسية تعيد التفاوض بشأن شروط معاهدة نووية جديدة مع إيران، شريطة أن يكون رفع العقوبات الاقتصادية عن نظامها التوسعي أمرا مشروطا، وليس مجرد كبح لجماحها النووي فقط، بل بمعالجة الصواريخ دقيقة التوجيه وسلوك (إيران) الخبيث في المنطقة.

وأوضح أن موقف السعودية المبدئي من احتواء "العسكرة" الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان "منطقي تمامًا"، حسب قوله.

وأضاف "عسيري" في الرسالة: "سيدي الرئيس لعلك تتذكر المقال الذي نشرته في مجلة (فورين أفيرز) العام الماضي، والذي أيدت فيه الموقف نفسه بقولك (لست متوهمًا بشأن النظام الإيراني، الذي شارك في سلوك مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفي قمع المتظاهرين بوحشية واعتقال الأمريكيين ظلما)".

وانتقد "عسيري" بعض أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين، قائلا إنهم لم يدخروا جهدا في انتقاد ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ووضعه في صورة سيئة بسبب علاقته الشخصية القوية مع مستشار البيت الأبيض السابق "جاريد كوشنر".

قبل أن يعرب "عسيري" عن اعتقاده أنهم بقيامهم بذلك، قد تسببوا في ضرر كبير للعلاقات التاريخية بين البلدين.

ورأى الدبلوماسي السعودي السابق، أن تعبير "بايدن" عن تضامنه مع السعودية في محادثة هاتفية مع الملك "سلمان بن عبدالعزيز" الشهر الماضي، وتأكيد القيادة السعودية على مواصلة توسيع علاقاتها المتبادلة، يرسي الأساس الحقيقي لما تحتاجه الرياض وواشنطن بشكل مشترك لإنجازه في العالم العربي.

وشدد على ضرورة التعاون من أجل إحلال السلام في اليمن، وإرساء الاستقرار في العراق، وإنهاء المأساة الإنسانية في سوريا، ومنع إيران من تهديد المستقبل العربي.

وقال: "كما سهّل خفض الولايات المتحدة مسؤولياتها في المنطقة، التدخل التركي في الشؤون العربية، لا سيما في سوريا والعراق، حيث لم يظهر نظامها العثماني الجديد في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان أي توقف عن متابعة أجندته التوسعية".

وتابع: "لذا ليست إيران وحدها هي التي تشكل خطراً على أمن الدول العربية.. ولذلك يتعين على الولايات المتحدة الآن أيضًا بالتعاون مع حلفائها العرب التعامل مع تركيا، بما في ذلك علاقة أنقرة المتنامية مع روسيا".

وزاد "عسيري": "لقد أحدثت شراكتنا الاستراتيجية فرقاً كبيراً في العقود الماضية في تحرير العالم من أخطار الشيوعية والإرهاب.. هذه الشراكة مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى حيث تسببت الأزمات المتعددة في المنطقة في إرباك كبير".

واستطرد: "ينبغي لأمريكا تحت قيادتكم الحكيمة، أن تسعى جاهدة لتبني نهج مختلف لاستعادة مصداقيتها المفقودة في المنطقة.. لذلك من المهم وضع الحقائق كما هي في العالم العربي والتأكيد على المظالم المتصورة لدينا في المملكة".

ولفت إلى أن السعودية لا تزال تشعر بالمرارة بشأن سنوات الرئيس السابق "باراك أوباما"، لأنها تعرضت للتوبيخ على أنها "الحليف المزعوم"، فيما طلب منها "مشاركة المنطقة مع إيران"، وهي دولة لا تزال ترعى الإرهاب في نظر الولايات المتحدة.

علاوة على ذلك، والحديث لـ"عسيري"، فإن السبب الذي يجعلنا ما زلنا نتصارع مع التداعيات المأساوية للربيع العربي، هو أنه كان من الخطأ في البداية مغازلة قوى التطرف مثل جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، وترك ضحايا الصراع اللاحق كما هو الحال في سوريا وحدهم لمواجهة غضب النظام المستبد.

وزاد: "انظروا إلى أين تقف سوريا والعراق وليبيا اليوم، ولبنان على حافة الهاوية والعديد من الدول العربية الأخرى بما في ذلك مصر والجزائر لا تزال تجد صعوبة في التعافي من تداعيات انتفاضات 2011".

وعلى عكس إدارة سلفه "دونالد ترامب"، أعلن "بايدن" وقف دعم عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن مع تجميد مبيعات أسلحة للمملكة، كما وجه بشطب اسم جماعة "الحوثي" من قائمة الإرهاب، لكن مع إبقاء العقوبات على قيادتها، والتعهد بمواصلة مساعدة السعودية في الهجمات التي تستهدفها. 

كما شددت إدارة "بايدن" مرارا على اهتمامها بحالة حقوق الإنسان في السعودية، مؤكدة أنه سيتم طرح هذه القضية خلال الاتصالات مع المملكة.

فيما نشرت مؤخرا التقرير الاستخباراتي حول مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، والذي خلص إلى أن اغتياله جرى بموافقة من ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية إدارة بايدن جو بايدن بن سلمان الحرب في اليمن الربيع العربي سلمان بن عبدالعزيز محمد بن سلمان

هل ينجح النواب الديمقراطيون في إجبار بايدن على معاقبة بن سلمان؟

السعودية تتهم إيران بتنفيذ خطة تغيير طائفي وسكاني في سوريا

يوسف بن علوي: أسباب الربيع العربي موجودة الآن بالخليج

الثاني خلال شهر.. أردوغان يهاتف الملك سلمان لبحث القضايا الثنائية

تركيا تعلن عن عملية عسكرية مشتركة مع إيران.. ما القصة؟