خبير أمريكي يحذر من خطورة عزل بن سلمان

الأربعاء 31 مارس 2021 04:40 م

حذّر الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط، "إف جريجوري جوز" واشنطن من محاولة "عزل" ولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان"، لأن ذلك، وبحسب تعبيره، "لا يؤدي إلى الإطاحة به من السلطة"، بل سيقضي على قدرة الإدراة الأمريكية على "كبح سلوكه في الخارج".

واستهل "جوز"، وهو خبير أمريكي رائد في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، مقاله في مجلة "فورين أفيرز" بالحديث عن موقف الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، والذي اعتبره أكثر تشدداً من سلفه الرئيس السابق، "دونالد ترامب"، في تعاطيه مع السعودية وولي العهد الذي اعتبره "الحاكم الفعلي للبلاد".

وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى تقرير الاستخبارات الأمريكية حول دور "بن سلمان" في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" عام 2018، والذي صدر في مطلع عهد "بايدن"، فضلاً عن تخفيض المساعدات العسكرية للمملكة. 

واعتبر الخبير الأمريكي أنّ "التقويم الصارخ للعلاقات مع السعودية لم يكن كافياً للعديد من منتقدي بن سلمان، الذين انتقدوا عدم معاقبته من قبل الإدارة الأمريكية"، مضيفاً أن "بعض النقاد والمدافعين عن حقوق الإنسان أشاروا إلى أن بايدن لديه القوة للضغط على الملك السعودي بهدف استبدال بن سلمان بقائد جديد".

وفي معرض نقله للآراء المتناقضة بشأن طبيعة تعاطي الإدارة الأمريكية مع ولي العهد السعودي، أشار "جوز" إلى موقف الصحفي في "نيويورك تايمز"، "نيكولاس كريستوف"، الذي قال إن: "المملكة في وضع أفضل مع ولي عهد جديد".

وفي المقابل، لفت إلى مقابلة "بروس ريدل"، الخبير السياسي في معهد "بروكينجز"، مع صحيفة "الجارديان"، والذي قال فيها: "إذا كان هدف الولايات المتحدة هو جعل السعودية مستقرة ومعتدلة في المنطقة، فلا مكان لبن سلمان فيها".

وهنا اعتبر "جوز" أن "النقاد يغيب عنهم ثابتة أنّ بن سلمان أصبح ركيزة راسخة في هيكل صنع القرار السعودي، وذلك بدعم من والده الملك سلمان"، مشيراً إلى أن "محاولة عزل ولي العهد لن تؤدي إلى الإطاحة به من السلطة، بل ستقضي على قدرة واشنطن على كبح سلوكه في الخارج، وبدرجة أقل، في الداخل".

وأضاف: "الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاون مع السعودية في الأمور الأمنية الملحة في كل من اليمن والمنطقة، ولهذا، سيتعين عليها التعامل مع بن سلمان".

عقد بين الشعب السعودي والقيادة

وردا على كلام "جوز"، رأى اللواء السعودي المتقاعد، "محمد الحربي"،  المتخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لموقع "الحرة"، أن "هناك عقدا بين الشعب السعودي والقيادة على نظام الحكم الثابت والراسخ منذ عقود"، مشدداً على أن "بن سلمان عين وليا للعهد بموجب أمر العاهل السعودي الملك سلمان، وذلك وفقا للنظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة".

وأشار "الحربي" إلى أن "السعودية مركز ثقل سياسي ديني استراتيجي على خارطة العالم، ونظام الحكم ثابت ولا تستطيع أي دولة التحكم به، علماً أن العلاقات مع واشنطن تاريخية ومتجذرة منذ عام 1945".

وشدد على أن "الرياض تتعامل مع الولايات المتحدة كدولة مؤسسات، ولا تأخذ الجانب الإعلامي في أي اعتبارات"، لافتاً إلى أن "للسعودية أهمية خاصة في الملفات الخارجية، لاسيما الأمن القومي الأمريكي".

وأوضح الخبير السعودي أن "صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة ممتدة لأكثر من 20-25 عاماً، وهي تتطلب تدريبات لوجيستية قد يمر عليها 4 رؤساء أمريكيين"، معتبراً أنه "لا أحد يستطيع التدخل في سياسة الحكم الداخلية للسعودية، وهذا شأن داخلي خاص".

كما ذكّر "الحربي" بمقابلة وزير الخارجية الأمريكي، "أنتوني بلينكن"، مع شبكة "سي.إن.إن"، والذي قال فيها إن "بن سلمان هو قائد السعودية في المستقبل، ولدينا مصلحة قوية معه".

وبالعودة لكاتب المقال، فقد اعتبر أنّ "ولي العهد بعدما سيطر على السعودية، يواجه عقبة واحدة وهي الولايات المتحدة، لاسيما أنه يخطط للتغيير الاقتصادي معتمدا على الاستثمار الدولي، حيث يلعب المستثمرون الأمريكيون دورا رائدا"، مضيفاً: "لا يمكن أن يكون بن سلمان لاعباً في النظام المالي العالمي إذا وقفت واشنطن ضده، إذ لا تزال الولايات المتحدة أهم شريك دولي للسعودية وضمانة أمنية نهائية لها".

وأكد "الحربي" أن المملكة "تشهد نقلة نوعية نحو التنمية الشاملة المستدامة، وبن سلمان هو مهندس رؤية 2030 الطموحة والمواكبة للثورة الصناعية الرابعة"، مضيفاً أنّ بلاده "محصنة ضد الحملات الإعلامية الموجهة ضدنا".

وختم "جوز" مقاله، بالقول: "أي جهد لإخراج بن سلمان من موقعه المركزي في النظام السعودي الحالي سيكون بمثابة شيء قريب جدا من تغيير النظام، وهو تفكير خطير، علما أن إدارة بايدن اختارت الطريق الأكثر حكمة، ويتمثل في إيصال ما تريد وما لن تسمح به لولي العهد السعودي".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

السعودية بن سلمان بايدن حقوق الإنسان