أبلغ الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، نظيره الكونجولي رئيس الاتحاد الأفريقي، أن مصر تريد التوصل إلى اتفاق ملزم لإثيوبيا ينظم عملية ملء خزان "سد النهضة" قبل حلول موسم الفيضان المقبل، بينما أكدت وزيرة الخارجية السودانية أن التعبئة الثانية للسد قبل التوصل لاتفاق، تشكل خطرا حقيقيا على بلادها.
وفي رسالة سلمها إلى الرئيس الكونجولي "فيليكس تشيسيكيدي" كل من وزير الخارجية المصري "سامح شكري" ووزير الري "محمد عبدالعاطي"، قال "السيسي" إن مصر "لديها نية سياسية صادقة للتوصل للاتفاق المنشود بشأن سد النهضة الإثيوبي في أقرب فرصة ممكنة، وقبل موسم الفيضان المقبل"، مشيرا إلى أن مصر ستدعم جهود رئيس الكونجو في هذا الصدد، بحسب ما نقلت وسائل إعلام مصرية.
وأوضح "السيسي" أن "مصر تتطلع لأن تنجح الاجتماعات التي ستعقد في كينشاسا في إطلاق مسار فعّال للمفاوضات بمشاركة الشركاء الدوليين، وبما يمكن الدول الثلاث في إيجاد حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، بهدف بلورة اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة".
بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية السودانية "مريم الصادق المهدي" أن التعبئة الثانية لسد النهضة قبل التوصل لاتفاق تشكل "خطرا حقيقيا" على بلادها.
وأضافت "المهدي"، في تصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية، أن السودان لم يقدم مطالب جديدة في المفاوضات المنعقدة في كينشاسا بشأن "سد النهضة"، لكنه شدد على موقفه المطالب بتغيير منهجية التفاوض.
وانطلقت، مساء الأحد، في كينشاسا محادثات بين وزراء الخارجية والري لكل من مصر والسودان وإثيوبيا في اجتماع هو الأول وجها لوجه، منذ عدة أشهر، استجابة لمبادرة من الكونحو، التي تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي؛ لمحاولة تخفيف التوتر الناشب حول أزمة "سد النهضة" الذي تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق.
وتبحث جولة المحادثات الحالية في كينشاسا منهجيةَ وآليات التفاوض تمهيدا لعودة الأطراف لطاولة المفاوضات بعد انقطاعٍ استمر عدة أشهر.
وتناقش الجولة أيضا مقترح الوساطة الرباعية بإضافة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تحت قيادة الاتحاد الأفريقي، والذي يطرحه السودان ومصر، وترفضه إثيوبيا.
وكانت إثيوبيا قد استبقت الاجتماع بالتأكيد – على لسان وزير الري "سليشي بقلي" – بأن الملء الثاني لـ"سد النهضة" سيتم في موعده، وأن أديس أبابا "تبذل جهودا مضاعفة لإنتاج أول طاقة من السد في أغسطس/آب المقبل، بعد نجاح عملية الملء الثاني"، وهو الأمر الذي تعترض عليه مصر والسودان.
