استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بيت للحرية أم للخوف؟

السبت 10 أبريل 2021 08:55 ص

بيت للحرية أم للخوف؟

تسريب معلومات المستخدمين يضع «صدقية» العالم الافتراضي موضع شك في حماية بيانات الأفراد والمؤسسات والحريات الشخصية.

هل هناك استبداد أشدّ خطورة من انتهاك حرية الأفراد في خصوصية بيانات شخصية لا يرغبون في مشاركتها إلا مع من يثقون بهم؟

بيانات شخصية لنصف مليار مستخدم لـ«فيسبوك» تعرضت للتسريب وفيها أرقام هواتف وأسماء كاملة ومواقع وبريد إلكتروني وسيرذاتية.

كامبريدج أناليتكا شركة استشارات بريطانية استخدمت بيانات ملايين من رواد فيسبوك في توجيه دعاية سياسية وأثارت جدلاً واسعاً حول إدارة فيسبوك لمعلومات حساباتها.

*     *     *

تقارير طازجة تتحدث عن أن البيانات الشخصية لأكثر من نصف مليار مستخدم لموقع «فيسبوك» تعرضت للتسريب، بما فيها أرقام الهواتف، والأسماء الكاملة، والمواقع، وعنوان البريد الإلكتروني، ومعلومات السيرة الذاتية عبر الإنترنت.

وتعود هذه البيانات إلى مستخدمين من 106 دول، بينهم أكثر من 32 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، و11 مليوناً في المملكة المتحدة، و6 ملايين في الهند، ونسبت هذه التقارير إلى خبراء تحذيرات من استخدام القراصنة البيانات المسربة لارتكاب عمليات احتيال.

هذه المعلومات ليست جديدة، من نوعها، في مجال تعرض المعلومات الشخصية على الحسابات الإلكترونية المختلفة للاختراق من قراصنة، أو حتى استخدامها من قبل الشركات التي تدير هذه الحسابات.

وتذكّرنا هذه التقارير بما جرى في عام 2016، عندما أثارت فضيحة تتعلق بـ«كامبريدج أناليتكا»، وهي شركة استشارات بريطانية استخدمت بيانات ملايين من رواد «فيسبوك» في توجيه دعاية سياسية، جدلاً واسعاً حول معالجة عملاق التواصل الاجتماعي للمعلومات الخاصة بالحسابات.

وإذا كنا لسنا في وارد التقليل مما أتاحه العالم الافتراضي من كمّ هائل من المعلومات العامة في مختلف حقول المعرفة، وما يسّره من سهولة الوصول إليها، وبسرعة قياسية، قياساً لما كان عليه الحال قبل أن تظهر وسائل التواصل الحديثة، فإن مثل هذه التقارير عن تسريب معلومات المستخدمين تضع «صدقية» العالم الافتراضي موضع المساءلة، في العلاقة ليس مع سرّية البيانات الشخصية للأفراد فقط، أو حتى المؤسسات، وإنما أيضاً في العلاقة مع الحريات الشخصية للأفراد.

وتبدو صحيحة إلى حدٍ بعيد الفكرة القائلة إن التقنيات الحديثة في العالم الرقمي ليست جيدة أو سيئة بحدّ ذاتها، فما يحدد الجيد والرديء في الأمر هو الطريقة التي توظف بها هذه التقنيات، فإن كانت من جهة تجعل العالم «أكثر حرية» بتعبير الباحث المصري د. أحمد محمد صالح المهتم بدراسة التداعيات الاجتماعية والسياسية للعالم الرقمي، فإنها يمكن أن تتحول إلى أداة للتطاول على حرية الأفراد.

وينسب صالح إلى مختص في عالم التقنيات الحديثة اسمه جين بيرن بارلو قوله: «الإنترنت هو البيت الجديد لحرية العقل، وإن الفضاء الاجتماعي للإنترنت خالٍ من الاستبداد، ومن أي سبب للخوف»، لكن التقارير التي نحن بصددها الآن عن تسريب البيانات تضع مقولتي «البيت الجديد للحرية»، و«الخالي من الخوف»، موضع الشكّ الكبير.

فهل هناك استبداد أشدّ خطورة من انتهاك حرية الأفراد في أكثر أمورهم خصوصية، وهي بياناتهم الشخصية، التي لا يرغبون في مشاركتها إلا مع من يثقون بهم؟

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

خوف، فيسبوك، البيانات الشخصية، تشريب، كامبريدج أناليتكا، حرية، إنترنت، قراصنة،