اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن استراتيجية أقصى ضغط التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" ضد إيران، فشلت، ولم يعد بالإمكان الحفاظ عليها رغم أنها شلّت إيران.
ووفقا لتلك الاستراتيجية التي وصفتها بالمقامرة، لجأت إدارة "ترامب" لفرض عقوبات؛ لعزل إيران عن الاقتصاد العالمي. واستهدفت العقوبات عددا من المؤسسات الإيرانية بما فيها المصرف المركزي ووزارة النفط وشركة النفط الإيرانية.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، إلى أن هذا الفشل يجبر خليفة "ترامب" الرئيس "جو بايدن" على العودة للاتفاق النووي؛ رغم وجود معارضة لذلك في واشنطن ومخاوف من دول منطقة الشرق الأوسط من أنشطة طهران.
وقالت الصحيفة إن الشلل الذي أصاب إيران دفعها إلى خرق بنود الاتفاق النووي، والاتجاه نحو الصين وتوقيع صفقة تعاون شامل لمدة طويلة، لمعاقبة واشنطن.
وذكرت الصحيفة إنه في محاولة منها لمعالجة الأمر، عرضت واشنطن إنهاء عقوبات أقصى ضغط من أجل أن تعود إيران للاتفاق النووي.
وألمح نائب وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، إلى أن إيران قد توقف وتُرجع للوراء عملها النووي، لو تم رفع العقوبات عنها حسب الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطوات لا تجد دعما من قبل معارضي الاتفاق النووي في واشنطن أو الذين يرون أن ثمة ضرورة ملحة في تلجيم إيران بالعقوبات المذكورة لوقف أنشطتها المثيرة لمخاوفهم في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا للصحيفة، فإن المنتقدون في واشنطن يرون أن رفع عقوبات أقصى ضغط سوف تؤدي لتضييع النفوذ الذي تم تحقيقه خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا موقف لا يحمل أي منطق.
وتساءلت أنه لو رفضت الولايات المتحدة الوفاء بالتزامات الاتفاقية الأولى، فلماذا يجب على الإيرانيين الثقة بها وأنها ستلتزم بمبادئ اتفاق ثانٍ؟.
وذكرت الصحيفة أن هناك دول في المنطقة تخشى من دعم طهران للجماعات الشيعية المسلحة، ومن برامج الصواريخ الباليستية، ولهذا تدعم الحفاظ على العقوبات القاسية لحرمان النظام من المال كي يواصل عملياته، لكن تجويع النظام لم ينجح، وأصبحت إيران دولة ميالة للحرب أكثر.
ورأت الصحيفة أنه لو تمت السيطرة على البرنامج النووي بطريقة سلمية، فعندها سيتم النظر إلى نشاطات إيران الأخرى في المنطقة وعبر تحالف إقليمي.
ولدى إدارة "بايدن" أوراق نفوذ مهمة، فبعد إلغاء العقوبات التي فرضها "ترامب"، ستحتفظ واشنطن بالعقوبات الأخرى؛ مما سيساعدها على الدفع باتفاقيات متممة للأولى، وفقا للصحيفة
