استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رسائل إسرائيل من مفاعل نطنز

الأربعاء 14 أبريل 2021 09:09 ص

رسائل إسرائيل من «نطنز»

سيصبح من حق طهران أن تعتقد بأن أكريكا وإسرائيل تتبادلان لعبة «الشرطي الطيب والشرطي اللئيم»!

يبلغ «الهوس» و«صراع البقاء» بنتنياهو حد المقامرة بأمن إسرائيل والمجازفة بتلقي اللوم والانتقادات الدولية على فعلته النكراء.

«هوس» يخفي وراءه «جنون عظمة» فنتنياهو ذاته يصرح بأن إسرائيل تخطت حاجز «القوة الإقليمية الضاربة» لتصبح «قوة عالمية».

ضربة مفاعل نطنز خطوة استباقية لتبديد مناخات الانفراج بمفاوضات فيينا ومنع عودة واشنطن للاتفاق النووي وإعادة إدماج إيران في الاقتصاد العالمي.

أمريكا تلعب دور الشرطي الطيب وتمضي في «أقصى الديبلوماسية» وإسرائيل تلعب دور الشرطي اللئيم، وتواصل «أقصى الضغوط» باستخدام القوة لا تلويحا بها فقط.

*     *     *

بعد «حرب السفن» التي أطلقتها منذ ثلاثة أعوام في البحار والممرات المائية ضد السفن والناقلات الإيرانية، ها هي حكومة نتنياهو، توسع نطاق اعتداءاتها على منشآت طهران النووية، وتضرب للمرة الثانية، مفاعل نطنز الاستراتيجي في غضون ستة أشهر فقط.

استراتيجياً، إسرائيل أعلنت الحرب على برنامج إيران النووي، لا يهم إن كان مدنياً أو عسكرياً، فمن منظورها، لا ينبغي لإيران أن تكسر الانفراد الإسرائيلي في تملك التكنولوجيا النووية، حتى وإن أخضعت إيران، كافة منشآتها النووية، لرقابة الوكالة الدولية.

فإسرائيل حين يتعلق الأمر بـ«أمنها القومي»، لا تثق بأحد، لا بالوكالات الدولية، ولا بالولايات المتحدة ذاتها، حليفتها وشبكة أمانها، وراعية تفوقها الاستراتيجي.

تكتيكياً، تبدو ضربة مفاعل نطنز، خطوة استباقية، تستهدف تبديد مناخات الانفراج التي خيّمت على مفاوضات فيينا الأخيرة، ومحاولة لقطع الطريق على عودة واشنطن للاتفاق النووي، وإعادة إدماج إيران في الاقتصاد العالمي، بمختلف أدواته المالية وأسواقه، ورفع العقوبات عنها...

هذا تطور خطير يُبقي إسرائيل وحيدة في المواجهة مع طموحات إيران النووية، ومجردة من الدعم الدولي، باستثناء التأييد المضمر من حفنة من دول المنطقة، التي لا تتوفر على «قيمة مضافة» في حسابات القوى وموازينها، بين إيران وإسرائيل.

العدوان الإسرائيلي الجديد على إيران، يبعث برسائل عدة، محمّلة بإشعاعات نووية، كان يمكن أن تكون قاتلة ومدمرة:

- الأولى؛ لإدارة بايدن، ومفادها أنها لن تُبقي سلاحاً دون استخدامه لتعطيل مقاربتكم الجديدة حيال طهران.

- الثانية؛ لإيران، ومؤدّاها لا تطمئنوا إلى سلامة برنامجكم النووي، فإسرائيل تقف له بالمرصاد، حتى وإن ارتضى العالم بأسره، بحقكم في امتلاك التكنولوجيا النووية.

- الثالثة؛ لبعض حلفائها «المستجدين» في المنطقة، وتقول: لا تقلقوا إن تخلت واشنطن عن وعود ترامب وهوسه بمطاردة إيران، فلديكم في إسرائيل، صديقاً موثوقاً، وحليفاً يمكنكم الركون إليه.

من ناحية منطقية (أمنياً وسياسياً)، كان يتعين على إسرائيل أن تُبقي على «غموضها غير البناء» في حالات من هذا النوع، وهذا رأي المستوى الأمني والعسكري فيها على أية حال، لكن حاجة نتنياهو لتسجيل «الانتصارات» في هذا الظرف الحرج له، سياسياً وشخصياً، دفعته للبوح عن مسؤولية كيانه عن العملية.

يبلغ «الهوس» و«صراع البقاء» بنتنياهو حد المقامرة بأمن إسرائيل والمجازفة بتلقي اللوم والانتقادات الدولية على فعلته النكراء.

على أنه «هوس» يخفي من ورائه «جنون عظمة»، فنتنياهو ذاته، يصرح بأن إسرائيل تخطت حاجز «القوة الإقليمية الضاربة» لتصبح «قوة عالمية».

فهو لا يكتفي على ما يبدو بأن تكون إسرائيل واحدة من ثلاث قوى إقليمية نافذة (إلى جانب تركيا وإيران)، بل يقدم نفسه وكيانه على أنه القوة العالمية الصاعدة.

وضع الاعتداء على مفاعل نطنز إيران وأمريكا في خانة ضيقة: بالنسبة لطهران، لا شك أنها في حيرة من أمرها، فهل ترد «التحية الإسرائيلية بمثلها» أو أشد منها، وتقامر بخروج قطار المفاوضات عن «سكة فيينا»، أم «تتجرّع» الضربة التي تخطت الإهانة إلى الحاق إعاقة ببرنامجها النووي، لا نعرف حجمها ومداها حتى الآن.

أما بالنسبة لأمريكا، فلن يعود كافياً بعد اليوم، الاستمرار بسياسة «النأي بالنفس» عن العربدة الإسرائيلية، وإلا غلّفت الشكوك استراتيجيتها الجديدة: «أقصى الديبلوماسية»...

وسيصبح من حق طهران أن تعتقد بأن واشنطن وتل أبيب، تتبادلان لعبة «الشرطي الطيب والشرطي اللئيم»: واشنطن تلعب دور الشرطي الطيب، وتمضي في «أقصى الدبلوماسية»، وإسرائيل تلعب دور الشرطي اللئيم، وتواصل «أقصى الضغوط»، بما فيها استخدام القوة، وليس التلويح بها فقط.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

إيران، مفاعل نطنز، رسائل، إسرائيل، نتنياهو، ضربة، النأي بالنفس، أقصى الدبلوماسية،

مفتشو وكالة الطاقة الذرية يتفقدون منشأة نطنز الإيرانية بعد الانفجار