استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سلفيون ضد «إنتفاضة السكاكين» والرد «مسيحي»

الأربعاء 21 أكتوبر 2015 02:10 ص

يعيد رد الكنسية المقاومة في قطاع غزة على خطيب سلفي اردني انتاج الاسئلة مجددا حول تفصيلات العلاقة المشتبكة والحدود الفاصلة ليس ما بين الموقف المسيحي الوطني قياسا بموقف بعض المتأسلمين المتخاذل في بعض المفاصل فقط.

ولكن بين خفايا الخطاب المزدوج عندما يتعلق الامر بالتمييز ما بين المتشدد والمتطرف وما بين المعتدل في الحالة الاردنية تحديدا.

لا يعرف كثيرون ان في الاردن تيارا سلفيا معتدلا بشدة يقابل التيار السلفي الجهادي الملاحق والمطارد بشدة اليوم.

ويعرف كثيرون بان التيار السلفي المعتدل قريب من السلطة ولديه حوارات واحيانا علاقات معه ويحظى ببعض الرعاية والعناية وملامسات الحنان والدلال التي تم حرمان اكثر التعبيرات اعتدالا مثل الاخوان المسلمين طوال السنوات العشر الماضية.

ما حدث في منطقة طبربور وسط العاصمة الاردنية خلال احد ايام الجمعة ينطوي على مفارقة لا بد من التوقف عندها.. خطيب في احد المساجد فصيح ومتحدث ومحسوب على التيار السلفي المعتدل المتعاون مع السلطة ووزارة الاوقاف يتحدث عن انتفاضة السكاكين في فلسطين فيصدر فتواه الشاذة التي يمكن اختصارها بالتنديد بالطاعنين الشهداء واظهار التعاطف مع المحتلين الذي يقتلون الشهداء الفلسطينيين على اساس عبثية استخدام السكين والارتداد السلبي على الإسلام والمسلمين من النضال عبر السكاكين.

طبعا في مثل هذه الحالة يستحضر المراقبون نظام المكافآت او التعيين في طواقم وزارة الأوقاف حيث يستغل بعض الطامحين برتبة وراتب منابر الأوقاف في وصلات غنائية من النفاق والتسحيج على ان يلتفت اليهم القوم، الأمر الذي يعكس الجرأه في مخالفة كل تطلعات واشواق ومشاعر المزاج الوطني العام في الاردن.

قال الرجل ما قاله فغادر المسجد وسط اللعنات ومحاولات ضربه وفي الجمعة التالية تغيب عن المنبر لأن المصلين العاديين المناصرين للشعب الفلسطيني والمتعاطفين مع ضحاياه قرروا منعه.

المحطة التالية لافتة اكثر فقد تجنب المشايخ بكل اصنافهم بالبلاد من الجهاديين للسلفيين للصوفيين للإخوان المسلمين الرد على الخطيب المسحج.

كما يفعل بالعادة قرر المطران المقاوم الأب «مانويل مسلم» ممثل الكنيسة الوحيد في قطاع غزة الرد على ذلك الخطيب السلفي الاردني.

الرد جاء إسلاميا بامتياز ومقاوما بامتياز وبعيدا عن نصوصه وحيثياته المتاحة على الانترنت والتي لا اريد الخوض فيها اثبت هذا الرد مجددا بان رجال الدين المسيحي الشرفاء وهم كثر في الاردن وفلسطين قد يقدمون للإسلام ولنا نحن المسلمين وللقضايا الوطنية الأساسية مواقف وخدمات لا يمكنها الولادة عند بعض البؤر المتكلسة التي يمكن ان تمثل تيارات ظلامية سواء كانت جهادية او إرهابية او كانت معتدلة تغازل السلطة وتصدر المؤلفات والكتب والدراسات والفتاوى لصالح الاجهزة الامنية.

كلاهما برأيي الشخصي ضار وكلاهما لا يخدم قضايا المسلمين والإسلام.

لكن الاهم هو العودة مجددا لمربع البحث في الاسباب الحقيقية التي تدفع السلطة والحكومة في الاردن للسماح باستنساخ ظواهر التسحيج الديني للرد على ظواهر التطرف الديني مع ان النتيجة في المجتمع واحدة ومع ان الدولة لا تستفيد من رعاية هذا الفصام لأن حجم المشكلات التي ينتجها سلفي معتدل ضد المقاومة في وجدان المجتمع وانحيازاته لا تقل اهمية في الواقع عن تلك التي ينتجها سلفي متطرف لا يعترف بالقانون والمؤسسات ويقتل الآخرين ويستهدفهم حتى يدخل الجنة.

كلاهما غير نافع لأن التيار الإسلامي المعتدل المتمرس والمجرب في الحالة الاردنية تحديدا في دائرة الاستهداف ونتحدث هنا عن الاخوان المسلمين تحديدا حيث انتهت عملية تزوير الانتخابات ضدهم بالإعلاء من شأن خصوم لهم يحملون صفة الإسلاميين لم يكن لهم حتى اللحظة اي دور منتج في عملية التشريع او في مساعدة ومساندة السلطة وخياراتها بل اصبحوا جالبين للمشكلات ويتنافرون مع المسؤولين والوزراء ويرهقون الدولة بالبحث عن مكاسب تؤدي إلى تسمين مصالهم في المجتمع.

بالمقابل محاولات الاستعانة بخطباء سلفيين من النوع المغرق في الاعتدال انتهت ليس فقط بغياب الدور الراشد للمنبر والمسجد في المجتمع انما ايضا بتمكين بعض هؤلاء من تعزيز الحجة على الدولة وعلى السلطة على اساس مقايضة غريبة وسلبية تستبدل التشدد باعتدال مغرق في السذاجة والسطحية ومنفر للمجتمع ويشغل الناس بقضايا هامشية من طراز ووزن حرمة مصافحة المسيحيين وتحريم ارسال التهنئة لهم بالأعياد او من طراز مخاطر نانسي عجرم في إنتاج الزلازل في صدع البحر الأحمر.

وكذلك من طراز صاحبنا إياه الذي قرر التنديد بالشعب الفلسطيني والاساءة للشهداء قبل ان يتنطح له رجل وازن ومقاوم يمثل المسيحية.

بعض المساجد مليئة بالبدلاء البسطاء الذين تستعين بهم وزارة الاوقاف فيخففون من جرعات الدعوة للإصلاح ويمنعون الحديث عن الفساد لكنهم بالمقابل يزرعون الفتنة ويسيئون للوحدة الوطنية ولتطلعات ومواقف الشعب الاردني ولديهم اولويات غريبة مثل منع تلميذات مسيحيات من زيارة مسجد يحمل اسم الملك شخصيا بدون ارتداء حجاب رغم ان عمر الزائرات لا يتجاوز سبع سنوات ومن طراز الافتاء بان ارسال بطاقة معايدة لأردني مسيحي حرام شرعا وفقا لسلفي لازال متمكنا من كل المنابر في الجامعة الام الرئيسية في المملكة.

عموما ما يحصل كالتالي : تحصل الدوائر الرسمية التي ترعى الخطاب البديل عن التطرف والاخوان المسلمين في الاردن على خدمات صغيرة امنية الطابع لكن رموز هذا الخطاب البديل ينتجون في المجتمع اطنانا من السذاجات والمشكلات والتعقيدات ويروجون ثقافة الكراهية لكن هذه المرة برعاية رسمية تقودها وزارة الاوقاف وفي بعض الاحيان وزارة التربية.

* بسام البدارين إعلامي اردني. 

  كلمات مفتاحية

السلفيون الأردن إنتفاضة السكاكين الكنسية قطاع غزة كنيسة غزة

للمرة الأولى.. طعن شرطيين بسكين شمالي مصر

«ستراتفور»: كيف دخلت تكتيكات «الدولة الإسلامية» إلى ميدان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

وهم القبة الحامية وفعل السكين الحامي

«مشعل»: «حماس» لا تبحث عن أدوار سياسية ورفضنا مفاوضات سلام بلندن

الانتفاضة اليتيمة

للمقاومة في فلسطين القول الفصل