شارك الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، السبت، في مراسم إحياء الذكرى السنوية الـ28 لوفاة الرئيس الثامن لتركيا "تورغوت أوزال".

وأقيمت المراسم عند ضريح "أوزال"، في إسطنبول، بمشاركة "أردوغان" والعديد من المسؤولين الأتراك، فضلا عن عائلة أوزال.

ووضع "أردوغان" إكليلا من الزهور على ضريح "أوزال".

ونشر التلفزيون التركي، مقطع فيديو لـ"أردوغان"، وهو يتلو سورة الانفطار عن روح "أوزال".

وولد "أوزال" في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1927 في مدينة مالاطيا (شرقي تركيا).

وحمل المبادئ الإسلامية دون تخليه عن مبادئ العلمانية، وكان يمارس الشعائر الدينية، وكان عضوا في حزب السلامة الوطنية الإسلامي، ومع ذلك تولى رئاسة الوزراء والجمهورية على التوالي لنحو عقد كامل من غير صدام مع الجيش التركي.

أسس "أوزال" حزب "الوطن الأم" عام 1983، وفي أواخر ذاك العام فاز الحزب الجديد بالانتخابات العامة ليتولى تشكيل الحكومة منفردا، في الوقت الذي كان فيه الجنرال "كنعان إيفرين" قائد انقلاب عام 1980 رئيسا للجمهورية.

وخلال فترة وجوده بالسلطة أظهر "أوزال" بشكل واضح تعاطفا شديدا مع الأنشطة والشعائر الإسلامية.

وتوسعت في عهد "أوزال" المدارس الدينية، وتمكن أبناء الجماعات الإسلامية من إصدار صحف وتأسيس دور للنشر ومحطات خاصة للإذاعة والتلفزيون.

وحينما تولى "أوزال" رئاسة الجمهورية عام 1991، قام باستضافة احتفالات بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك في القصر الرئاسية.

وهذا الأمر لم تشهد له تركيا نظيرا منذ تأسيسها، ولم يتكرر بعد تلك المرحلة، إلا مع الرئيس الحالي "أردوغان".

وبالرغم من صمت الجيش، إلا أن القوى العلمانية السياسية في تركيا وجهت انتقادات واسعة لسياسات "أوزال".

توفي "أوزال" في 17 أبريل/نيسان 1993، إثر نوبة قلبية.

ولكن بعد 19 عاما من وفاته، تم استخراج جثمانه عام 2012، من أجل تشريح الجثة واستكمال عملية التحقيق التي تجريها النيابة العامة.

وتشكّك عائلة "أوزال" في وفاته بشكل طبيعي نتيجة سكتة قلبية، حيث تقول زوجته إنه مات مسموما، مطالبة لنحو عقدين من الزمن بتشريح جثته من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية لوفاته.

وعلى الرغم من العثور على آثار السم في جثمانه، فإن تقرير الطب الشرعي لم يخلص بشكل نهائي إلى تحديد ما إذا كان قد مات بسبب السم أو بسبب آخر.