الانتخابات الفلسطينية.. دحلان يمارس لعبة النفس الطويل

الأربعاء 21 أبريل 2021 05:19 ص

أثارت الانتخابات الفلسطينية المقبلة قدرًا كبيرًا من التكهنات وذلك لوجود شخصية غامضة إلى حد ما هي "محمد دحلان" والذي يعتقد منذ فترة طويلة أنه يحمل طموح خلافة "محمود عباس" كرئيس للسلطة الفلسطينية، والذي يواجه حاليًا معضلة سياسية.

قال مسؤول في السلطة الفلسطينية مؤخرًا إن "دحلان مجرم مُدان، وبالتالي لن يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات. إذا دخل رام الله، فسيتم اعتقاله على الفور وسجنه". لطالما اعتبره "عباس" خصمًا ومنافسًا رئيسيًا، وقد دفعت سلسلة من الخلافات الشخصية رئيس السلطة الفلسطينية إلى إسقاط الحصانة البرلمانية عن "دحلان"، ما مهد الطريق لمحاكمته غيابيا من قبل محكمة فلسطينية بتهمة الاختلاس.

وجرى إدانة "دحلان" في ديسمبر/كانون الأول 2016، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات وطرد من حركة "فتح"، ثم اتهمه "عباس" علانية بالتورط في مقتل رئيس السلطة الفلسطينية السابق "ياسر عرفات"، ولكن "دحلان" نفى جميع التهم الموجهة إليه.

يمتلئ ماضي "دحلان" بالكثير من الأنباء عن دوره في المناورات السياسية والمؤامرات الدولية (لدى الحكومة التركية مذكرة توقيف للقبض عليه بتهمة التخطيط لانقلاب عام 2016). والآن يبدو أن "دحلان" ابتكر استراتيجية معقدة بشكل مميز لتحقيق طموحاته السياسية.

تقدمت 36 قائمة للانتخابات البرلمانية والتشريعية المقبلة. وفيما ترشحت "حماس" كقائمة موحدة، فإن "فتح" انقسمت إلى 3 قوائم. يتزعم "عباس" قائمة فتح الرئيسية، بينما توجد قائمة أخرى بقيادة "مروان البرغوثي" (يقضي حاليًا 5 أحكام بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية) و"ناصر القدوة" (الذي طُرد من "فتح"). أما القائمة الثالثة فيقودها "دحلان"، ولكن "البرغوثي" و"دحلان" لم يترشحا للبرلمان.

كانت مهمة لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية هي الموافقة على القوائم أو حظرها، وكانت القواعد التي تحكم قراراتها غامضة، ناهيك عن فكرة التعسفية. لذلك، لم يكن من المؤكد أن تيار "دحلان" سيُسمح له بالمشاركة في الانتخابات. ولكن بهذه الطريقة، سمحت لهم لجنة الانتخابات المركزية بالقيام بذلك.

في عام 2011، طُرد "دحلان" من الضفة الغربية بعد خلاف مع "عباس" ليقيم في دولة الإمارات، ويعمل مستشارًا لولي العهد "محمد بن زايد". ويُعتقد على نطاق واسع أنه لعب دورًا رئيسيًا في نجاح صفقة التطبيع الإماراتية الإسرائيلية. ويقول مسؤولون فلسطينيون إنه ليس لديهم شك في ذلك.

افتتح "دحلان" حملته في 17 مارس/آذار بمقابلة على قناة "العربية". وقال إن "عباس قدم 3 وعود هي إصلاح وتقوية فتح، وإصلاح السلطة الفلسطينية، وإقامة سلام مشرف مع إسرائيل ولكنه لم يفعل أيا منها".

ادعى "دحلان" أن "حماس" و"فتح" كانا يتآمران للسماح لـ"عباس" البالغ من العمر 85 عامًا بالترشح دون معارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال "دحلان" بشكل غامض، دون الخوض في تفاصيل ما إذا كان سيرشح نفسه، "لن يكون عباس هو المرشح الرئاسي الوحيد في الانتخابات".

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن "دحلان" يأمل أن يفوز أنصاره بعدد كافٍ من المقاعد تسمح لهم بأن يكونوا جزءًا من ائتلاف حكومي مستقبلي. وأضافت أنه بمجرد دخول الموالين لـ"دحلان" في البرلمان والحكومة، فإن خطتهم ستكون التفاوض بشأن مشاركة زعيمهم في الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في 31 يوليو/تموز المقبل.

وإذا كانت هذه هي بالفعل استراتيجية "دحلان"، فإن نتيجتها لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير. في الواقع، ربما يلعب لعبة أطول وأكثر دقة. وبافتراض صحة قوله عن صفقة "حماس" و"فتح"، فإن "عباس" سيعود بالفعل كرئيس للسلطة الفلسطينية لمدة 4 سنوات أخرى حتى عام 2025، وعندها سيكون عمر "عباس" 90 عاما. وبحلول ذلك الوقت سيكون "دحلان"، البالغ من العمر 63 عامًا، قد حصل على الوقت والفرصة لتوطيد وتعزيز نفوذه بين الفلسطينيين، وهي عملية بدأها بالفعل بترتيب توصيل عشرات الآلاف من لقاح "سبوتنيك" الروسي إلى غزة، بإذن من راعيه الإماراتي.

كما يعد "دحلان" بحل سريع للمشكلة المزمنة المتمثلة في عدم كفاية إمدادات الكهرباء في قطاع غزة. وقال "دحلان" في مقابلته التلفزيونية: "يمكن لأحد زملائي في العمل حلها بسهولة.. هذه ليست مهمة كبيرة. نحن لا نتحدث عن منح هائلة. إن الانقسامات السياسية والخلافات الشخصية هي التي حوّلت - وأنا آسف لوضعها على هذا النحو - الشعب الفلسطيني إلى متسول".

كانت الخطوة الأكثر سرية لتعزيز نفوذ "دحلان" في المشهد السياسي الفلسطيني هي الصفقة التي قيل إن "دحلان" أبرمها مع "حماس". وبموجبها، وافق "دحلان" على ما يبدو على دفع ديّات لعائلات عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا على يد رجاله في العقود الثلاثة الماضية، مقابل السماح لمؤيديه بالعودة إلى قطاع غزة. وبالفعل في الأسابيع القليلة الماضية بدأ العشرات من الموالين لـ"دحلان" بالعودة بعد تأكيدات من "حماس" بأنهم لن يعتقلوا أو يقتلوا.

وعلى المدى الطويل، قد تكون الأهمية الحقيقية لهذه الانتخابات الفلسطينية هي العودة الرسمية لـ"دحلان" إلى المشهد السياسي بعد سنوات من المنفى في الإمارات.

المصدر | نيفيل تيلر | أوراسيا فيو – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد دحلان الانتخابات الفلسطينية محمود عباس حركة حماس حركة فتح

تصريحات دحلان وصمت حماس

صحيفة: الإمارات تدعم دحلان في الانتخابات الفلسطينية بـ400 مليون دولار

دعما لدحلان.. الإمارات تتبرع لفلسطين بـ40 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي

في ظل التعنت الإسرائيلي..ممثل الرئيس الفلسطيني: تأجيل الانتخابات وارد جدا

استطلاع رأي: البرغوثي تفوق على عباس وفتح تفوقت على حماس

إلا دحلان.. فتح باب المراجعات لعودة المتجنّحين إلى صفوف فتح

دورية استخباراتية: من منفاه في أبوظبي.. دحلان يحقق طموحات الإمارات بفلسطين