جوائز أوسكار 2021.. تنوع قياسي بفضل كورونا

الخميس 22 أبريل 2021 10:26 م

تسعى جوائز الأوسكار هذه السنة، من خلال الحضور البارز لذوي البشرة الملونة في ترشيحاتها، أو من خلال وجود نساء وذوي أصول آسيوية بين المتنافسين على لقب أفضل مخرج، إلى تحقيق أرقام قياسية على كل مستويات التنوّع.

كان لجائحة كورونا الفضل الأكبر في تغيير خطط هوليوود. ولكن لا شك في أن أحد عوامل هذا التغيير كان الإصلاح الذي شرعت فيه الأكاديمية التي تمنح الجوائز السينمائية الأمريكية الأهم، سعياً إلى تنوّع تركيبة أعضائها بحيث تعكس المجتمع على نحو أفضل.

ورأى الممثل الأمريكي الأسود "دواين بارنز" (سوسايتي مينيس 2) في مقال عبر موقع "ديدلاين" المتخصص، أن جوائز الأوسكار هذه السنة ستبقى في الذاكرة "نظراً لكونها السنة التي تحققت فيها التغييرات الموعودة التي اعتُمِدَت قبل ست سنوات، عقب حملة (#أوسكارز سو وايت)، أو الأوسكار بيضاء جداً".

وثمة فرص كبيرة ليفوز بجوائز أوسكار، الأحد، كلٌّ من الممثل الراحل "تشادويك بوزمان" وزميلته "فيولا ديفيس" عن فيلم "ما رينيز بلاك باتم"، والممثل دانيال كالويا عن دوره في "جوداس أند ذي بلاك ميسايا"، والكوري الجنوبي "يوه جونج يون" عن دوره في "ميناري". أما الأمريكية من أصل صيني "كلويه جاو"، فهي الأوفر حظاً للحصول على جائزة أفضل مخرج عن فيلمها "نومادلاند".

وأُطلقَت حملة #أوسكارز سو وايت في يناير/كانون الثاني 2015 على الشبكات الاجتماعية للتنديد بكون الغالبية الساحقة من الذين فازوا بالجوائز تلك السنة من المرشحين البيض الذين اختارتهم أكاديمية مكونة أساساً من رجال أنجلوساكسونيين كبار في السن.

وتحت الضغط، أقرت الأكاديمية عام 2016 بأن 93% من أعضائها البالغ عددهم ستة آلاف حينها كانوا من البيض، وبأن 76% منهم ذكور، متوسط أعمارهم 63 عاماً. وأعلنت إثر ذلك مضاعفة عدد النساء والأعضاء من الأقليات العرقية بحلول عام 2020 لضخ دماء جديدة في صفوفها.

وأوفت الأكاديمية بوعدها الصيف الفائت، وباتت الهيئة التي تتولى التصويت لجوائز الأوسكار تضم نحو 33% من النساء، و19% من الأقليات ذات التمثيل المنقوص (1787 في المجموع).

مزيج مثالي

بعد #أوسكارز سو وايت، برزت حركات تطالب بتعزيز التقدير لدور المرأة في كل المهن السينمائية، أمام الكاميرا وخلفها، واكتسب الأمر زخما بسبب الفضائح التي كشفتها قضية "هارفي واينستين".

ولاحظت مؤسِسَة موقع "أووردز دايلي" المتخصص في الجوائز السينمائية منذ عام 1999، "ساشا ستو"ن، أن "كل هذه الأمور أدت إلى اهتزاز شجرة جوز الهند. وقد حصل ذلك للمرة الأولى هذه السنة، نظراً إلى أن الجائحة أدت إلى تأجيل الإنتاجات الكبيرة، ما ترك المجال مفتوحاً أمام الأفلام الأخرى". وقالت: "تبيّن أن كثيراً من هذه الأفلام هي لمخرجين ذوي بشرة ملونة ولنساء".

وفي ظل إغلاق دور السينما وتحوّل الجمهور إلى مشاهدة الأفلام في المنزل عبر منصات البث التدفقي، شكّلت هذه العوامل "مزيجاً مثاليا".

وتضيف "ستون": "لم يعد يوجد سوى الأفلام وأهل السينما، وبات بإمكانهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بعيداً من هاجس شباك التذاكر".

وأكد عالِم الاجتماع المتخصص في تمثيل الأقليات في وسائل الإعلام "دارنيل هانت"، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن الإقبال على منصات البث التدفقي خلال الجائحة "كان بالتأكيد من العوامل"، إذ "لوحظ أن التنوّع في الأعمال التلفزيونية ازداد بشكل أسرع بكثير مما في السينما".

وأضاف "هانت"، الذي يدير كل عام منذ 2014 دراسة عن التنوع في هوليوود، أن نجاح منصات الفيديو "ساهم في تقديم مجموعة من الأفلام إلى الأكاديمية أكثر تنوعاً بكثير مما هو مألوف، وقد تُرجم ذلك في الترشيحات".

بالنسبة إليه كما بالنسبة إلى "ساشا ستون"، لن يكون التقدم الكبير الذي حققته الأكاديمية مذهلاً بالقدر نفسه في السنوات المقبلة، لكنه لا يعتقد أن "الوضع يمكن أن يعود إلى سابق عهده".

ورأى أن "كل شيء يسير في الاتجاه الصحيح، فالأكاديمية مستمرة في تعزيز التنوع، وقد اعتمدت معايير جديدة لفئة أفضل فيلم روائي يُتَوَقع أن تعزز اعتباراً من سنة 2022 حضور الأقليات العرقية والنساء والمثليين في الأوسكار، سواء كان دورهم على الشاشة أو وراءها.

لكن هل سيكون ذلك كافياً لتغيير هوليوود ككل؟

أملت "ساشا ستون" في ذلك، لكنها أشارت إلى أن الجوائز السينمائية منفصلة اليوم فعلياً عن شباك التذاكر. لكنها اعتبرت أن صناعة السينما تسعى قبل كل شيء إلى كسب المال.

وأضافت: "إذا كان المخرجون الذكور يحققون ربحاً أكبر للإنتاجات، فستستمر الاستعانة بهم. وإذا كان الممثلون البيض يجعلون الفيلم يحقق مداخيل أكبر، فسيستمر إسناد الأدوار إليهم".

ولاحظت أن "هوليوود تسعى إلى كسب المال، لكنها تريد أيضاً تكوين صورة جيدة وتساعدها جوائز الأوسكار في ذلك".

وأضافت: "إنها مثل مطاعم ماكدونالدز: تبيع بيغ ماك في كل أنحاء العالم، لكن لديها هذه السلطة التي تجعلها تبدو كأنها تهتم بالصحة. هكذا هي جوائز الأوسكار لهوليوود: مجرد سَلَطة".

 

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أوسكار 2021 كورونا

رسميا.. سيدة البحر يمثل السعودية في أوسكار 2021

تأجيل حفل توزيع جوائز أوسكار 2021 إلى أبريل

جوائز أوسكار.. كواد يكسح وفوز أول أصم وصفعة سميث تقلب الأجواء