تقرير لفايننشال تايمز يتحدث عن حسابات فرنسا الخاطئة في تشاد

الجمعة 23 أبريل 2021 10:05 م

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا قالت فيه إن موت قائد محارب (حاكم تشاد) في قلب المعركة ضد "الجهاديين"، ينذر بفترة غامضة في منطقة الساحل.

التقرير الذي أعده "نيل مونشي" و"ديفيد فيليب" جاء تحت عنوان "فرنسا، ليبيا والموت الجنوني في جبهة القتال لديبي، حاكم تشاد القوي".

وقالا إن "إدريس ديبي إتنو" كان ميتا متأثرا بجراحه في الوقت الذي أنهت فيه لجنة الانتخابات التشادية الإعلان عن فوزه.

وقال التقرير إن موت "رجل نجامينا القوي" هو "لحظة نادرة يموت فيها رئيس دولة في معركة ويفتح ثغرة في معركة فرنسا ضد الجهاديين ويخرج من المعادلة واحدا من أكبر حلفاء الغرب في الكفاح ضد المتشددين، ويترك التشاديين عالقين وسط صراع على السلطة".

ولفت إلى أن "الوفاة المفاجئة للرئيس إدريس ديبي تركت تشاد في حالة من الغموض السياسي والأمني والاجتماعي".

ولا تعتبر تشاد فقط الجيش الأهم الذي يقاتل إلى جانب 5.000 جندي فرنسي في عملية باركان، بل هي اللاعب الرئيسي في الحرب التي مضى عليها عقد ضد حركة بوكو حرام،  وحلت محل الجيش النيجري الذي يعاني من سوء تسليح.

 وأشارت الصحيفة إلى الظروف الغامضة لمقتل "ديبي"، وتعيين ابنه البالغ من العمر 37 عاما زعيما انتقاليا؛ مما دعا بعض المراقبين للتكهن أن السخط داخل الجيش وقبيلته الحاكمة وصل أخيرا إلى ذروته.

ولكن لم يكن مفاجئا أن سافر "ديبي" في يوم الإعلان عن نتائج الانتخابات مئات الكيلو مترات لجبهة القتال مع جبهة التغيير والوفاق في تشاد التي اتخذت من ليبيا مركزا لها، وهو ما دعا "كاميرون هدسون"، الخبير في المجلس الأطلنطي، لوصفه بـ "الجنون".

وقال: "هذا يتناسب مع طريقته في العمل وشخصيته. فقد كان قائدا ميدانيا وهنا يجد موقعه الطبيعي".

وأضاف:  "في محاولات الانقلاب السابقة كان يذهب إلى جبهات القتال ويوجه الهجمات بنفسه. وكان مخططا عسكريا في كل الأحيان؛ ولهذا أعجبت به واشنطن وباريس كثيرا".

 وتتساءل الصحيفة عن سوء الحسابات الفرنسية، فقد كان هناك تدخلات فرنسية نيابة عن "ديبي" الذي واجه منذ سيطرته على السلطة عام 1990 سلسلة من المحاولات الانقلابية والانتفاضات.

فقبل عامين أرسلت باريس مقاتلاتها لضرب قافلة من المتمردين كانت متوجهة نحو نجامينا.

وفي 2008 ساهم الجنود الفرنسيون بإحباط تمرد آخر. وأدت الطريقة العملية التي يعمل فيها "ديبي" ضد "الجهاديين" وجيشه المدرب من فرنسا والولايات المتحدة إلى غض الطرف عن فساده وقمعه الذي ترك الدولة الغنية بالنفط من أفقر دول العالم.

 

وقال "جي بيتر فام"، الذي عمل مبعوثا لمنطقة الساحل في إدارة "دونالد ترامب": "مهما فكرت بشأن الطريقة التي حكم فيها ديبي تشاد على مدى 30 عاما الماضية، فقد جعل نفسه في مركز شبكة من العلاقات السياسية والأمنية التي توسعت في كل المنطقة، وجعل من نفسه بشكل مقصود نافعا إن لم يكن لا يستغنى عنه".

ووصفه الرئيس "إيمانويل ماكرون" بـ "الصديق الشجاع"، فيما دافع وزير الخارجية الفرنسي عن حل البرلمان وتعيين مجلس عسكري، ووصفه بـ"التحرك الضروري وباسم الاستقرار"، وذلك رغم شجب المعارضة وجنرال قال إنه يتحدث باسم عدد كبير من الضباط.

وقال دبلوماسي بالمنطقة إن الدولة الاستعمارية السابقة أخطأت التقدير عندما اعتمدت كثيرا على شخص واحد. وقال إن "تشاد وجيشها وجهازها الأمني بشكل عام كانوا دائما العمود الفقري لتحالف الجيش الفرنسي في الساحل، وبات العمود الفقري الآن في وضع خطر".

المصدر | الخليج الجديد+ القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تشاد فرنسا مقتل ديبي مقتل رئيس تشاد فرنسا في أفريقيا

تشاد: مات الرئيس عاش ابن الرئيس!

وسط احتجاج المعارضة.. المجلس العسكري في تشاد يعين رئيسا لحكومة انتقالية

ماذا يعني انتقال السلطة في تشاد بالنسبة لقوى الشرق الأوسط؟

بلا حوادث.. أول قافلة عسكرية فرنسية غادرت النيجر تصل إلى تشاد