تعتقد الولايات المتحدة، أن التدخل التركي في ليبيا، أوقف هجوم مرتزقة "فاجنر" الروسية والميليشيات التابعة للجنرال الليبي المتقاعد قائد قوات شرق ليبيا "خليفة حفتر"، على العاصمة طرابلس.
وأشاد السفير الأمريكي لدى ليبيا "ريتشارد نورلاند"، السبت، بالدور التركي في ليبيا، قائلا إن تدخل أنقرة أوقف هجوم مرتزقة "فاجنر" و"حفتر".
وأضاف: "لم يكن هناك أي مبرر كي يشن هذا الأخير هجومه على العاصمة طرابلس".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة حاولت بطرق مختلفة إقناع "حفتر" بوقف الهجوم، وقدمت مقترحات عديدة، كاشفا أن السلطات في طرابلس أبدت استعدادها لمناقشتها، لكن "حفتر" تجاهل كل تلك الفرص للتفاوض.
كما كشف إٔن مهمته منذ توليه منصبه كانت إنهاء الهجوم على طرابلس.
وأضاف السفير الأمريكي في ليبيا: "على الرغم من انسحاب حفتر ومرتزقته قليلا من سرت والجفرة، إلا أنهم ما زالوا في ليبيا، ولم يغادروا، وليس هناك مؤشرات على أنهم يريدون المغادرة".
إلا أنه لفت إلى إٔن الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس "جو بايدن" تعتقد اعتقادا قويا أن هناك فرصة الآن في ليبيا للوصول إلى نتيجة إيجابية للمستقبل.
وتتجه الإدارة الأمريكية في عهد "بايدن"، لإعادة بلورة استراتيجية جديدة في ليبيا، تختلف عن تلك التي تبناها الرئيس السابق "دونالد ترامب"، والتي اعتمدت لغة غامضة وملتبسة تجاه طموحات "حفتر" لحكم البلاد.
وعلى عكس "ترامب" (2017-2021)، لا تبدو إدارة "بايدن" متساهلة مع التجاوزات التي ارتكبتها ميليشيات "حفتر".
واتهم تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان لعام 2020، قبل أسبوعين، ميليشيات "حفتر" بالتورط في عمليات قتل تعسفي وغير مشروع وإخفاء قسري وتعذيب، وتجنيد أطفال واستخدامهم في الصراع.
ويتحدث التقرير عن استيلاء جماعات متحالفة مع "حفتر" على مدينة سرت (وسط) وتعرض العديد من المدنيين للاختطاف والاحتجاز بسبب "ولائهم" لحكومة الوفاق الوطني، وكذلك جرائم ميليشيا الكاني في مدينة ترهونة (غرب).
ويعتبر هذا التقرير مؤشرا على طبيعة تحرك واشنطن خلال المرحلة المقبلة تجاه ميليشيات "حفتر"، في ظل انتشار الاغتيالات والاختطافات خاصة في مدينة بنغازي (شرق)، التي يكاد يخرج الوضع الأمني فيها عن السيطرة.
وسبق لمستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان"، أن أصدر بيانا في 12 مارس/آذار المنصرم، أكد فيه العمل "على تعزيز المساءلة لأي طرف يسعى إلى تقويض خارطة الطريق الانتخابية التي وضعها الليبيون".
ورمت واشنطن بثقلها خلف إجراء الانتخابات في موعدها، مع تهميش دور "حفتر" دون استبعاده تماما، لقدرته على تقويض السلام في البلاد.