نقلت مجلة "ناشيونال إنترست"، تحذيرات مسؤولين مغاربة من التغلغل الإيراني في شمال أفريقيا، عبر بناء وجود إقليمي مستدام بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية.

جاء ذلك في مقال نشره "إيلان بيرمان"، نائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، بعنوان "رسالة المغرب: احذروا توسعات إيران في أفريقيا"

ونقل "بيرمان"، عن المسؤولين المغاربة، قولهم إن إيران تحاول استغلال الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية؛ لتحقيق هذا التغلغل في هذه المنطقة التي تعد مسرحا استراتيجيا مهما.

وقال "بيرمان" إنه سمع هذا التحذير في الرباط خلال زيارة له، الشهر الحالي، بناء على دعوة من وزارة الخارجية المغربية.

ووفقا للمسؤولين المغاربة فإن هناك أدلة موثقة على قيام إيران بالعمل مع مجموعات إقليمية متطرفة في شمال أفريقيا، عبر وكلائها بالمنطقة.

وأوضح: "على سبيل المثال، دعمت طهران جبهة البوليساريو، التي يصفها الكاتب بـ"اليسارية"، منذ عام 2017 على الأقل، عن طريق جماعة "حزب الله" اللبنانية.

وأشار الكاتب إلى أن تعاون طهران مع البوليساريو أقلق المغرب ودفعه لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران رسميا عام 2018.

ونقل الكاتب عن خبراء أمنيون قولهم إن وفود البوليساريو سافرت أيضا إلى لبنان للتدريب.

وأكد الخبراء أن هناك أيضا وجود إيراني كبير في موريتانيا وتونس، ويعتقد أن طهران تنشط في كلا البلدين في القيام بعمليات التجنيد.

دوافع التغلغل الإيراني

وأرجع المسؤولون المغاربة الدوافع الإيرانية في محاولة التغلغل بشمال أفريقيا إلى ثلاثة عوامل، الأول هو "الانتهازية الاستراتيجية"؛ إذ تنمو القارة الأفريقية في الأهمية الاقتصادية والسياسية والعالمية، واستغلال التمدد الشيعي فيها برعاية إيران.

والثاني هو جهود النظام لتخفيف وطأة سياسة الضغط القصوى لإدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، التي نجحت إلى حد كبير في التأثير في الاقتصاد الإيراني على مدى العامين الماضيين.

والثالث هو أن إيران كانت مهتمة بشكل أكبر بأفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري "قاسم سليماني"، في يناير/كانون الثاني 2020، وذلك ما زاد المخاوف بين المسؤولين المحليين من أن طهران قد تنتقم في النهاية باستهداف المصالح الأمريكية أو حلفاء في القارة.

وعقّب "بيرمان" بالقول إن هذا النمط من النشاط الإيراني مألوف جدا، ويعكس عن كثب جهود إيران السابقة منذ ما يقارب 15 عاما لاختراق أمريكا اللاتينية، وخلق ساحة دعم في نصف الكرة الغربي لمساعدتها على تجنب العقوبات الدولية، وتعزيز العلاقات مع الأنظمة، وإقامة قدرة تشغيلية كاملة يمكن حشدها في مواجهة الولايات المتحدة.