دحضت دراسة كبيرة في كندا بشكل لا لبس فيه فكرة أن التخدير حول الجافية أثناء الولادة يزيد من خطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال.
ومن بين أكثر من 120 ألف ولادة مهبلية، لم يجد الباحثون أي دليل على وجود أي صلة حقيقية بين هذا النوع من مسكنات الألم واضطراب طيف التوحد.
طُرحت هذه الفكرة للمرة الأولى في العام الماضي في دراسة لمستشفيات جنوب كاليفورنيا، وقوبلت النتائج على الفور بالشكوك و"القلق الشديد" من قبل الآلاف من أطباء التوليد والنساء وأطباء التخدير والخبراء في طب الأم والجنين.
وذكر أحد الخبراء في ذلك الوقت إلى أن الجرعات الدنيا من المخدر الموضعي غير كافية للتسبب في تسمم عصبي، وأن الولادة الأطول وحمى الأمهات، قد تم تجاهلها تمامًا.
وقال فريق من باحثي التخدير والتوليد آنذاك: "خلافنا الجاد مع هذه الدراسة هو خطر حدوث سوء التفسير لدى النساء عند اتخاذ قرارات بشأن تخفيف آلام المخاض".
لكن الباحثين في كندا قاموا في الدراسة الجديدة بعمل تحليل أكثر تفصيلاً، وضبطوا قائمة طويلة من العوامل المساهمة المحتملة التي تم التغاضي عنها سابقًا.
نظرت الدراسة في 123 ألف ولادة، وأشار الباحثون لعدم وجود ارتباط بين التعرض لتخدير حول الجافية وزيادة خطر إصابة الأبناء بالتوحد.
حتى عندما قارن المؤلفون بين الأشقاء، الذين ولد أحدهم بتخدير حول الجافية والآخر بدونه، لم يجدوا صلة مهمة.
وقالت عالمة الإحصاء والباحثة في السياسة الصحية "إليزابيث وول ويلر": "هذا يجعلنا واثقين حقًا من مدى قوة نتائجنا. الغالبية العظمى من الأدلة حول التخدير فوق الجافية، بما في ذلك تلك الموجودة في دراستنا الجديدة، تُظهر أنها أكثر الوسائل فعالية لتسكين الآلام للنساء أثناء المخاض وأن المضاعفات الخطيرة نادرة".
ويجب أن تطمئن نتائج الدراسة الجديدة الآباء، الذين قد يكونون قلقين أو متخوفين من آثار تخدير فوق الجافية بعد دراسة العام الماضي.
ويؤكد الباحثون أن تخدير فوق الجافية يظل الشكل الوحيد الأكثر فاعلية لتسكين الآلام أثناء المخاض، ويجب أن تشعر الأمهات بالأمان في قرارهن بتلقيه.
