أظهرت دراستان جديدتان أن هرمون "البرولاكتين"، الذي يلعب دورًا حيويًا في إنتاج الحليب أثناء الحمل، يمكن أن يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في سرطان الثدي، مما يسلط الضوء عليه بعد أن تم إغفال دوره طويلًا.

وتعد هذه النتائج الأحدث ضمن سلسلة طويلة من الأبحاث التي أجراها فريق عالم أمراض السرطان "تشارلز كليفينجر" من جامعة "فرجينيا كومنولث"، والذي كان يحاول فهم دور "البرولاكتين" في سرطان الثدي منذ أن اكتشف في منتصف التسعينيات أول دليل على أنه قد يكون متورطًا في المرض.

وأوضحت الدراسة الأولى أن وجود بعض مستقبلات "البرولاكتين" يحول خلايا الثدي غير الطبيعية إلى خلايا سرطانية، أما الدراسة الثانية فأوضحت كيف يمكن لحظر مسارات الإشارات الخلوية التي ينشطها "البرولاكتين" أن يوقف نمو خلايا سرطان الثدي.

ويمكن أن تساعد الأبحاث العلماء الآخرين على تطوير علاجات جديدة لسرطان الثدي مصممة لاستهداف إصدارات محددة من مستقبلات "البرولاكتين".

يُفرز هرمون "البرولاكتين" عبر الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وقد سُمي بهذا الاسم لدوره في تحفيز إنتاج حليب الثدي، قبل أن يكتشف دوره في أكثر من 300 وظيفة، مثل التأثير على عملية التمثيل الغذائي، والمساعدة في تنظيم جهاز المناعة، كما تم ربطه بالصداع النصفي ويعتقد أنه يحد من الأسى.

ومع ذلك، فإن دور "البرولاكتين" ومستقبلاته في سرطان الثدي كان أقل وضوحًا، وتم إغفاله لعقود، ربما بسبب وجود عدة أشكال مختلفة من مستقبلات "البرولاكتين".

كما تراجعت الجهود المبكرة لفهم دور "البرولاكتين" في سرطان الثدي عقب فشل عدد كبير من التجارب السريرية في الثمانينيات، بعدها مال الباحثون إلى التركيز على دوره في تحفيز نمو أنسجة الثدي وإنتاج الحليب.

وقال "كليفينجر": "هذا البحث يتحدى الفكرة الراسخة القائلة بأن البرولاكتين يعمل فقط على إنتاج الحليب ويسلط الضوء على الاكتشاف الفريد بأن الهرمون يمكن أن يساهم في سرطان الثدي".

وأضاف: "من خلال فهم كيفية ارتباط مستقبلات البرولاكتين بسرطان الثدي، يمكن تطوير عوامل علاجية وإنذارية جديدة لعلاج المرض بشكل فعال."