بدأ المقدسيون في حي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة معركة إرادة جديدة ضد السلطات الإسرائيلية، رفضا لبدء أولى خطوات إخلاء الحي بالكامل، والسيطرة على منازله، في إطار خطة لتهويد المدينة.

واعتصم سكان 4 منازل بداخلها بمساندة العديد من الناشطين، صباح الأحد، مع انقضاء مهلة حددها الاحتلال لهم؛ حيث ستكون هذه المنازل الأولى التي سيتم إخلاؤها، ليتم الانتقال في الأيام القادمة، لباقي منازل الحي، من أجل تسليمها للمستوطنين.

وهاجمت قوات الاحتلال الشبان المعتصمين داخل حي "الشيخ جراح"؛ حيث اعتدت عليهم في شوارع الحي، وطالبت المعتصمين داخل المنازل بإخلائها، واعتقلت 4 شبان مقدسيين بعد الاعتداء عليهم وقمع المشاركين في مسيرة ضد الاستيطان، وفق صحيفة "القدس العربي" اللندنية.

وتخشى عشرات العائلات الفلسطينية بحي "الشيخ جراح" من طرد "وشيك" من منازلها التي تعيش فيها منذ عام 1956 لصالح مستوطنين.

وكانت السلطات الإسرائيلية أمهلت بعض أسر الحي حتى الأحد؛ لإخلاء بيوتهم لصالح جمعيات استيطانية متطرفة.

وتقول مؤسسات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية إن قرارات الإخلاء بحق المنازل في الحي تأتي ضمن مخطط لتهويد مدينة القدس.

ووصلت العائلات إلى الحي بعد نكبة 1948، وأقامت فيه بالاتفاق مع الحكومة الأردنية (حكمت الضفة الغربية بما فيها القدس حتى 1967)، و"وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا).

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن "صالح دياب"، وهو أحد النشطاء في حي الشيخ جراح، قوله إن النشاطات متواصلة بشكل كبير في الحي؛ للدفاع عنه ولحماية القدس بأكملها.

ويوجد حاليا 550 شخصا مهددين بالإخلاء قريبا من منازلهم في حي الشيخ جراح، من أصل 2200 مهددين بالإخلاء بشكل كامل من الحي خلال أسابيع.

من جهتها، طالبت حركة "فتح"، عبر بيان، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالوقوف عند مسؤولياتهما القانونية والإنسانية، أمام ما وصفتها بـ"المجزرة" التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق سكان حي الشيخ جراح.

فيما قالت حركة "حماس" إن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لترحيل أهالي حي الشيخ جراح "يستوجب تفعيل خيار المقاومة بأشكالها كافة".

وأضافت، في بيان، أنه "من المؤكد أن شعبنا سيذهب للخيارات كافة من أجل الدفاع عن المدينة المقدسة".

وإضافة إلى تطورات حي الشيخ جراح، يحتج شبان فلسطينيون منذ بداية شهر رمضان على منعهم من الجلوس على مدرج منطقة باب العامود في البلدة القديمة بالقدس؛ ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات الشبان الفلسطينيين، وجرحت آخرين خلال مواجهات باب العمود، قبل أن تضطر إلى الانسحاب من المنطقة الأحد الماضي.