استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حينما ينتصر الغرب لمسلمي الإيغور ونحن نتفرج!

الأربعاء 5 مايو 2021 05:58 م

حينما ينتصر الغرب لمسلمي الإيغور ونحن نتفرج!

لم تنتصر الدول الإسلامية أو منظمة "التعاون الإسلامي" لمظلومية المسلمين الإيغور بل كانت أقرب للتخاذل والتواطؤ مع الصين!

تحتجز السلطات الصينية ما لا يقل عن مليون إنسان بمعسكرات اعتقال قدرتها مصادر بـ380 معسكرا مع 14 أخرى قيد الإعداد.

منذ عام 2014 يعاني الإيغور قمعاً ممنهجاً ومدروساً واضطهادا دينياً تحت حكم صيني بوليسي شامل يستهدف محو هويتهم الدينية والثقافية.

حكومات الدول الإسلامية في غالبها استبدادية وتنتهك حقوق الإنسان ولا تقيم لها وزناً ولا تريد أن تضع نفسها تحت دائرة النقد والاتهام.

*     *     *

الإيغور هم أقلية مسلمة ترجع أصولها العرقية الى مجموعة الشعوب التركية، ويبلغ عددهم في الصين حوالي 11 مليوناً، يشكلون نسبة تقارب 45% من إجمالي سكان إقليم شينغ يانغ الصيني، المعروف تاريخياً بتركستان الشرقية، على حين ينتشر حوالي 1.6 مليون منهم خارج الصين.

ووفقاً للتقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان العالمية، ومن بينها هيومان رايتس، فإنه، ومنذ عام 2014، يعاني الإيغور قمعاً ممنهجاً ومدروساً واضطهادا دينياً، في ظل حكم صيني بوليسي شامل، يستهدف محو الهوية الدينية والثقافية الخاصة بهم.

وتحتجز السلطات الصينية منهم ما لا يقل عن مليون إنسان في معسكرات اعتقال، قدرتها بعض المصادر بـ 380 معسكراً، مع 14 أخرى في طور الإعداد.

وتعبيراً عن رفض السياسة الصينية تجاه الإيغور، قررت الولايات المتحدة، العام الماضي، فرض حظر على استيراد البضائع الصينية القادمة من إقليم شينغ يانغ.

وفي يناير من هذا العام، أعلنت كل من بريطانيا وكندا فرض حظر على استيراد البضائع الناتجة كلياً أو جزئياً عن العمل القسري للإيغور، كإجراء لمواجهة ما وصفته بالهمجية الصينية.

تبع ذلك مؤخراً قيام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أربعة مسؤولين صينيين، وردت الصين من جهتها فوراً بإعلانها حظر دخول 10 أوروبيين إلى أراضيها بينهم خمسة أعضاء في البرلمان الأوروبي وأربعة كيانات، متهمة الاتحاد الأوروبي بالتدخل في شؤون الصين الداخلية ونشر الأكاذيب حول تعاملها مع الإيغور.

وفي المقابل، لم تتخذ الدول الإسلامية أو منظمتها الجامعة "التعاون الإسلامي" مواقف مشابهة، بل كانت أقرب للتخاذل والتواطؤ مع الصين، وقد يفسر هذا بالمصالح الاقتصادية بين الصين والعديد من الدول الإسلامية، والتي تقدر بالعشرات من مليارات الدولارات!

إلا أن البعض الأخر يرى أن السبب الأعمق هو في كون حكومات الدول الإسلامية في غالبها استبدادية، وهي ذاتها تنتهك حقوق الإنسان ولا تقيم لها وزناً، ولا تريد أن تضع نفسها تحت دائرة النقد والاتهام.

إن الدول الإسلامية مدعوة الى العمل بالمثل، واتخاذ خطوات جدية عملية لحمل الصين على وقف جرائمها بحق المسلمين الإيغور، وفضلاً عن أن ذلك هو ما يمليه الواجب الديني والإنساني.

وأشير هنا لدور هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الانسان والحريات التركية "إي هاها" IHH التي تقدم نموذجاً رائعاَ بحدود استطاعتها في هذا الملف، غير  ملتفته لخوفها من ربط عملها الخيري العالمي بالدفاع عن المسلمين وحرياتهم.

ليست العلاقات الاقتصادية مع الصين خياراً لا مفر منه أو قدراً محتوماً، حتى تكون أداة لتغطية العجز والتخاذل حينما نتحدث عن دماء غالية أمام رخص المنتوجات الصينية.

* د. سامر أبورمان كاتب وإعلامي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

تركستان الشرقية، الصين، إيغور، شينغ يانغ، الدول الإسلامية، الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، الاتحاد الأوروبي،