أكد رئيس الحكومة المغربية "سعدالدين العثماني" أن الرباط منحازة بالكامل، في هذا الوقت، إلى الفلسطينيين وحقهم في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، واصفا إياها، لاسيما في قطاع غزة، بـ"جرائم الحرب الفظيعة".

وقال "العثماني"، في حوار مع شبكة "الجزيرة" القطرية، إن القصف المستمر لمنازل المدنيين وقتلهم والاعتداء على الصحافة "جرائم حرب هزت الضمير العالمي"، داعيا المجتمع الدولي إلى إيقافها فورا.

وأوضح أن "لجنة القدس" في منظمة التعاون الإسلامي، التي يرأسها العاهل المغربي الملك "محمد السادس"، تعمل وفق مسارين: الأول سياسي، وهو معني بالتواصل مع رؤساء الدول والمنظمات الدولية والمسؤولين الدوليين لحثهم على إيقاف الاحتلال الإسرائيلي ووقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين، خاصة المقدسيين.

وأضاف أن المسار العملي يتمثل في بيت مال القدس، الذي يقدم دعما ماليا للمقدسيين في تكاليف الغرامات الباهظة التي يفرضها الاحتلال عليهم، ودعم التعليم والمؤسسات الصحية وترميم البيوت في مدينة القدس المحتلة.

وحول تفعيل "لجنة القدس"، أشار "العثماني" إلى أنه في الوقت الحالي تتم دراسة الدعوة التي تقدم بها وزير الخارجية الفلسطيني "رياض المالكي"، الأحد، والتي طالبت بتفعيل اللجنة، لكن التركيز اليوم ينصب على الجانب العملي من خلال جمع التبرعات في المغرب لـ"لجنة القدس"؛ من أجل دعم صمود المقدسيين، والوقوف في وجه التهويد والطرد من المنازل.

وتابع أن كل المبادرات المغربية الداعمة لفلسطين تم تفعليها، ووصل يوم الجمعة دعم إلى الضفة الغربية عبر الأردن، وسيصل الدعم إلى غزة خلال ساعات.

وأضاف أن جميع الأحزاب المغربية نددت بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، مؤكدا أن الجهود الشعبية المغربية لن تتوقف، وهي مساندة للموقف الرسمي المغربي الرافض للانتهاكات الصهيونية.

وقبل يومين، أمر العاهل المغربي بإرسال مساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وبحسب بيان نشرته وسائل إعلام مغربية، تتكون المساعدات الإنسانية من 40 طنا من المواد الغذائية الأساسية، وأدوية للحالات الطارئة والبطانيات، وسيتم تسليمها بواسطة طائرات القوات المسلحة الملكية.

يذكر أن المغرب طبع علاقاته مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بوساطة أمريكية، مقابل اعتراف واشنطن بسيادته على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو.

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين، منذ الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال، منذ الإثنين الماضي في قطاع غزة، 192 شهيدا، بينهم 58 طفلا، و34 امرأة، و1235 إصابة بجراح متفاوتة، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.