استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حماس بعد «سيف القدس»: في الطريق لقيادة النظام الفلسطيني

السبت 22 مايو 2021 12:40 م

حماس بعد «سيف القدس»: في الطريق لقيادة النظام الفلسطيني

عملية «سيف القدس» اخترقت «الأسوار» وتخطت «حارس الأسوار» وينسب الدور الرئيس في نتائجها لحركة حماس أساسا.

بدأ العالم يرى اختلال توازنات القوى الفلسطينية فحماس اليوم وليس السلطة عنوان الفلسطينيين الذي كرسه الصمود الإسطوري لشعب فلسطين بقيادتها.

ستعمل عواصم القرار الإقليمي والدولي على تعويم السلطة واستنقاذها لأن لا مصلحة لأحد في دفعها للسقوط والانهيار أقله بالمدى القريب والفوري.

صورة إسرائيل تتضعضع بالغرب بفعل انتهاكاتها المنهجية لحقوق الإنسان الفلسطيني وافتضاح نظامها العنصري وتآكل قدرتها على الردع.

سيستخدم الغرب ملف إعادة الإعمار والحالة الانسانية بغزة ويتكئ على حلفاء لا يتوانوا في تقديم الخدمة على محورين: تأهيل حماس وإبقاء السلطة بغرفة الانعاش.

تخبو صور الجيش الذي لا يُقهر والدولة التي لا تعرف سوى انتصارات خاطفة فقد بات هذا من الماضي وإسرائيل بعد انتفاضة القدس وسيف القدس لم تعد إسرائيل ذاتها.

*     *     *

حين تعلن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، أن الوقت قد حان للبدء في حوار «غير مباشر» مع حركة حماس، فمعنى ذلك أن الوقت بالنسبة لدول غربية أخرى، ربما يكون قد نضح لإجراء «حوار مباشر» مع الحركة.

ومعنى ذلك أيضاً، أن الباب قد فُتح موارباً، لحوار مباشر لاحق، ستجريه الدول «المترددة» مع حماس في قادمات الأيام.

التصريح الألماني مشبع بالدلالة، فألمانيا تقف بقوة خلف إسرائيل، وهي تتخذ مواقف متشددة حيال حركات الإسلام السياسي، الإخواني بعامة، وحماس بصفة خاصة، وألمانيا فوق هذا وذاك، لديها «حساسية مفرطة» حيل كل ما يتعلق بأمن إسرائيل ووجودها، متأسسة على إرث المحرقة وعقدها.

الموقف الألماني الجديد، جاء مبكراً، وحتى قبل أن تضح الحرب الإسرائيلية على غزة أوزارها، وقد تزامن مع تصريحات أمريكية تستعجل إمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية وتتحدث عن إعادة إعماره، وتقر بحق الفلسطينيين والإسرائيليين (بالقدر ذاته) من الحرية والرفاه.

هذا تطور في الموقف الغربي عموماً، يعكس اقتراباً من لحظة التوازن، لم يبلغها بعد، على أنه سائر في الطريق نحوها.

صورة إسرائيل ومكانتها تتضعضع في الغرب، ليس بفعل انتهاكاتها المنهجية المنظمة لحقوق الانسان الفلسطيني، وتكشّف بعض صور نظامها العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني فحسب، بل ولتآكل قدرتها الردعية، وخبو صور «الجيش الذي لا يُقهر» و«الدولة التي لا تعرف سوى الانتصارات الخاطفة».

هذا كله بات من الماضي، وإسرائيل اليوم، وتحديداً بعد انتفاضة القدس وسيفها، لم تعد هي إسرائيل ذاتها، وتلكم حقيقة أولى.

في المقابل، لقد بدأ العالم يقتنع على ما يبدو، باختلال توازنات القوى الفلسطينية الداخلية. حماس اليوم، وليس السلطة، هي عنوان الفلسطينيين الذي كرسه الصمود الإسطوري لشعب فلسطين بقيادتها.

الغرب، راقب بكل قلق، الأداء الهزيل للسلطة الفلسطينية، وتصدّر حماس للمشهد ... الغرب يراقب انتقال مركز ثقل القرار الفلسطيني من رام الله إلى غزة، وربما لهذا السبب بالذات، تحولت الدوحة، «حاضنة حماس في الخارج»، إلى محور الاتصالات الدولية حول الأزمة الأخيرة.

ويبدو واضحاً لكل أعمى وبصير، أن عملية «سيف القدس»، التي اخترقت «الأسوار» وتخطت «حارسها»، إنما ينسب الفضل الأول والرئيس في نتائجها إلى حركة حماس أساساً.

أما خروج الشعب الفلسطيني بمئات الآلوف، ومن مختلف المدن الفلسطينية، داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة والقطاع، وبعفوية تامة، للاحتفال بانتصاره، إنما كان تصويتاً لصالح حماس، وعلى حساب خصومها ومجادليها على الساحة الفلسطينية، وتلكم حقيقة ثانية.

بالطبع، ستعمل عواصم القرار الإقليمي والدولي النافذة، على محورين اثنين في المرحلة القادمة:

الأول؛ تعويم السلطة واستنقاذها، لأن لا مصلحة لأحد في دفعها للسقوط والانهيار، أقله في المدى القريب والفوري.

والثاني؛ تأهيل حماس للانخراط في النظام الفلسطيني، توطئة لقيادته، وتلكم مهمة سيقع الجزء الأكبر منها، على كاهل كل من قطر وتركيا، تماماً مثلما حصل في أفغانستان، حيث باتت طالبان هي المحاور الرئيس لواشنطن، وتحولت حكومة أشرف غني إلى «شاهد ما شفش حاجة».

وسيستخدم الغرب، في مسعاه، أدوات عدة من أهمها «ملف إعادة الإعمار» و«الحالة الانسانية» في غزة، وسيتكئ على حلفائه الذين لن يتورعوا في تقديم الخدمة، وعلى المحورين: تأهيل حماس، وإبقاء السلطة في «غرفة الانعاش» ...

لكنه هذه المرة، سيكون أكثر تخففاً من ثقل الشروط و«فيتو» إسرائيل، بعد أن فقدت تل أبيب، الكثير من عناصر تفوقها المعنوية والأخلاقية في حواضنها الغربية.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

الغرب، إسرائيل، فلسطين، حماس، سيف القدس، السلطة، النظام الفلسطيني،

نصر الله يحذر: الانتهاكات ضد القدس ستؤدي لحرب إقليمية

هنية يبشر الفلسطينيين ببدء انتفاضة جديدة في الضفة الغربية المحتلة