استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا جديدة؟

الأحد 23 مايو 2021 05:28 م

أمريكا جديدة؟

تحولات راهنة خلقت قاعدة إثنية متنوعة ملتفة حول الحزب الديمقراطي لأنها تراه أكثر «ليبرالية».

خلال رئاسته في البيت الأبيض، دشن ترامب ما اعتبر خروجا من جانبه على «ثوابت» السياسة الأمريكية.

مؤشرات تبرز أثر التنوع الإثني في عضوية مجلسي «الكونغرس» في السياسات الأمريكية، ما يحمل على التساؤل ما إذا كنا إزاء «أمريكا جديدة».

لم يعد الأمر مجرد إرهاصات محتملة لهذا التغيير فالمعطيات تظهر تسارع وتائره ويظهر ذلك إزاء مجموعة من الملفات الداخلية والخارجية.

تحولات بأمريكا عززت داخل الحزب الجمهوري الميول الشعبوية إزاء استيعاب المهاجرين الذي أظهر التنوع الديموغرافي الحاسم الذي يتبدى اليوم في بنية «الكونغرس».

*     *     *

في مجلسي «الكونغرس» الأمريكي (النواب والشيوخ) اليوم ما نسبته 23 في المئة من السود واللاتينيين والآسيويين والأمريكيين الأصليين، أي من المنحدرين ممن يُعرفوا ب«الهنود الحمر»، فيما كانت هذه النسبة قبل عقدين فقط 11 في المئة، ولم تتعد الواحد في المئة عام 1945.

هذه مؤشرات أوردها المحلل أنطوني زوتشر، في تحليل نشر على موقع «بي. بي. سي» يتناول أثر التنوع الإثني في بنية «الكونغرس» في السياسات الأمريكية، ما يحملنا على التساؤل ما إذا كنا إزاء «أمريكا جديدة».

مع ذلك اخترنا أن ينتهي العنوان بعلامة استفهام، فلعله من السابق لأوانه الحديث عن «نشوء» أمريكا جديدة، وهو ما جرى تناوله خلال السنوات الأربع التي قضاها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض، على خلفية ما اعتبر خروجاً من جانبه على «ثوابت» السياسة الأمريكية.

وازداد السجال حول هذا في الأسابيع التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الماضية التي خسرها ترامب، وأثير حولها لغط كبير.

إذا كانت التحولات في أمريكا قد عززت داخل الحزب الجمهوري من الميول الشعبوية، التي تظهر قلقاً من سياسات استيعاب المهاجرين، التي كان لها أكبر الأثر في ظهور هذا التنوع الديموغرافي الحاسم الذي يتبدى اليوم في بنية «الكونغرس»، فإنها، على النقيض، خلقت قاعدة ملتفة حول الحزب الديمقراطي؛ لأنها تراه أكثر «ليبرالية».

ولهذه القاعدة من يمثلها داخل الحزب؛ أبرزهم على الإطلاق السيناتور بيرني ساندرز، الذي خاض منافسة؛ للفوز بترشيح الحزب له في وجه كل من هيلاري كلينتون والرئيس الحالي جو بايدن؛ لكن ما يزال الوقت مبكراً لأن ينعطف الديمقراطيون نحو اختيار رجل مثله ليمثلهم في السباق الانتخابي.

رغم ذلك نجح بيرني ساندرز، في خلق مزاج يساري داخل الحزب، والدفع بوجوه شابة تتبنى نفس النهج إلى الواجهة، بينهم عضوات «الكونغرس»: الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب عن ولاية ميشيغن، واللاجئة الصومالية إلهان عمر عن ولاية مينيسوتا، وعن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو- كورتيز العائدة أصولها إلى بويرتوريكو، وفازت على مرشح محافظ للديمقراطيين؛ لأنها أكثر تعبيراً عن التنوع الذي عليه حزبها اليوم.

أمريكا الجديدة لم تتشكل بعد، ولن تتشكل في الأفق المنظور، وما اختيار الديمقراطيين لبايدن مرشحاً لهم بوجه ترامب إلا تعبيراً عن خشيتهم من تفكك منظومة التفكير التقليدية الموروثة، سواء داخل حزبهم أو حتى في الحزب الجمهوري المنافس!

لكن لم يعد الأمر يتصل بمجرد إرهاصات محتملة لمثل هذا التغيير، فالمعطيات تشير إلى تسارع وتائره، ويظهر ذلك إزاء مجموعة من الملفات، داخلية كانت أو خارجية.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

أمريكا، الكونغرس، التغيير، الحزب الديمقراطي، بايدن، ترامب، السود، لاتين، آسيويون، الهنود الحمر، بيرني ساندرز، الحزب الجمهوري، الشعبوية، ليبرالية،