تصاعد الاستياء داخل قطاعات شعبية وسياسة في إيران، بعد ساعات من بدء السلطات جدولة لانقطاعات التيار الكهربائي بسبب شح الطاقة المولدة وكثافة الاستهلاك مع بداية فصل الصيف.

وأرجعت السلطات عجز التوليد إلى ندرة الأمطار؛، مما أدى إلى جفاف المساقط المائية التي يوجد بها توربينات لتوليد الكهرباء، لكن خبراء اعتبروا أن هذا المبرر غير منطقي.

وقال النائب في البرلمان الإيراني "حسين حق وردي" إن انخفاض إنتاج الكهرباء بسبب قلة هطول الأمطار يجب ألا يتجاوز 3 آلاف ميجاوات، بينما تفيد التقارير بأن الانخفاض في إنتاج الكهرباء وصل إلى 12 ألف ميجاوات.

وأعلنت شركات الكهرباء الإقليمية، الأحد، بدء جدولة انقطاعات في التيار في محافظات طهران وألبرز وخراسان رضوي؛، ما سيحرم الأحياء من الكهرباء ساعتين على الأقل خلال النهار.

ولم تحدد السلطات المدى الزمني الذي ستستمر خلاله هذه الانقطاعات.

وشهدت العاصمة، السبت، انقطاعات غير معلنة مسبقا، كما أفادت وكالات إيرانية، مثل "إرنا" الرسمية و"إسنا"، بتسجيل انقطاع مماثل في مدن كبرى مثل شيراز وأصفهان اعتبارا من الجمعة.

واعتبر "حسين وردي"، خلال جلسة بالبرلمان، الأحد، أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في طريقه إلى أن يصبح "قضية أمنية حادة".

وأرجع نواب ومسؤولون السبب الأبرز في انقطاعات الكهرباء إلى أجهزة استخراج العملات الرقمية والتي انتشرت في البلاد، حيث يتطلب تعدين تلك العملات استخدام طاقة كهربائية كبيرة.

وانعكس الانقطاع المفاجئ للتيار سلبا على عدد من لاعبي الشطرنج الإيرانيين، الذين كانوا يشاركون في دورة آسيوية مقامة عبر الإنترنت.

وقطع التيار الكهربائي عن المبنى الذي يضم مقر الاتحاد الإيراني للشطرنج من دون سابق إنذار؛ ما أدى إلى خسارة اثنين من اللاعبين.

وأفاد التلفزيون الرسمي بأن المنافسات استؤنفت، الأحد، بوجود مولدات احتياطية.

إلى ذلك، أشارت وسائل الإعلام الإيرانية والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مخاطر انقطاع التيار الكهربائي على مرضى كورونا الذين يرقدون في المستشفيات أو في منازلهم.

وأفادت وكالة "إرنا" للأنباء، بأن رئيس شركة توزيع الكهرباء في طهران قال إن "الكهرباء لم تنقطع عن أي مستشفى في طهران" يومي السبت والأحد.

وتأتي هذه التصريحات بينما قال مسؤول الفضاء الافتراضي في المقر الوطني لمكافحة كورونا في إيران، "علي رضا وهاب زاده"، على حسابه في "تويتر": "هل تعلمون أن مرضى كورونا الذين يعتمدون على مولد أكسجين في المنازل لن يتمكنوا من التنفس إذا انقطعت الكهرباء؟".

من جهتها، روجت وزارة الطاقة الإيرانية لتطبيق اسمه "برق" عبر الهواتف الذكية، وأكدت أنها ستنشر خلاله الجدول الزمني لانقطاع التيار الكهربائي، وعلى الرغم من هذا فقد اعتبرت بعض وسائل الإعلام أن هذا الجدول الزمني مجرد "مزحة".

وكتبت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا): "تم اليوم نشر الجدول الزمني لانقطاع التيار الكهربائي، بينما أكد كثير من المشتركين أنه لا يتطابق مع الواقع أبدا وأنهم في حيرة من أمرهم".

كما وصفت نقابة منتجي الكهرباء في إيران، الأحد، الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بأنها "إرث" حكومة روحاني للحكومة المقبلة.