علي جمعة: العثمانيون وقفوا طوال تاريخهم ضد هجرة اليهود إلى القدس

الاثنين 24 مايو 2021 09:20 م

دافع مفتى مصر السابق "علي جمعة" عن العثمانيين وفترة حكمهم للعالم الإسلامي، مؤكدا أنهم "وقفوا طوال مدة حكمهم أمام أطماع اليهود ومحاولاتهم المتكررة للهجرة إلى القدس‏،‏ بالرغم من تعاطفهم مع اليهود الناجين من المذابح الإسبانية".

جاء ذلك خلال منشور لـ "جمعة" عبر فيسبوك، سرد خلاله تاريخ محاولة اليهود الاستيطان في القدس.

وذكر "جمعة"، في منشوره، أن العثمانيين فتحوا لليهود الناجين من المذابح الإسبانية، البلاد كلها على الرحب والسعة ما عدا مكة والمدينة المنورة والقدس، وهو ما لم يرق لليهود، "فبدأت أحلامهم وأطماعهم نحو القدس الشريف وفلسطين" حسب تعبيره.

وأضاف: "وظهرت أول دعوة لذلك عام 1665م على يد يهودي تركي اسمه شبتاي تاسفي الذي بدأ بجمع اليهود وتنظيمهم وتنبيههم إلى الهجرة نحو فلسطين، وظلت هذه الحركة سرية ثم أعلنت نفسها، فخرج المئات من أتباعه في مظاهرات صاخبة، عندها أمر السلطان بالقضاء على هذه الحركة فما كان من شبتاي إلا أن أمر أتباعه بالتظاهر بالإسلام والعمل بسرية لتحقيق أهدافهم الخبيثة، وعرفوا باسم يهود الدونمه".

وتابع: "مع مرور الزمن وصلت أعداد منهم إلى مناصب رفيعة في الدولة والجيش هيأت لهم ما كانوا يطمحون إليه، خاصة في عهد الضعف الذي مر على الدولة العثمانية مع تكالب الطامعين في أراضيها".

ولفت إلى أنه ما لبثت أن اصطدمت المطالب اليهودية بالموقف الحاسم للسلطة العثمانية بعد أن آل إليها حكم بلاد الشام، وهو ما دعا اليهود حول العالم إلى العمل ضد الدولة العثمانية.

وأردف: "ثم قامت الدولة العثمانية بعد ذلك بفصل شؤون القدس عن ولاية الشام وارتباطها مباشرة بوزارة الداخلية في إسطنبول، وظهرت في هذه الأوقات المستعمرات، وإزاء هذه المشكلة وخوف الدولة العثمانية من وقوع مدينة القدس تحت سيطرة اليهود قاموا بوضع حد للهجرة اليهودية، صدرت قوانين خاصة بالقدس والهجرة اليهودية من قبل الباب العالي عام 1882م، وكان مضمونها ألا يسمح لليهودي بالدخول إلى فلسطين إلا في حالة واحدة هي الحج والزيارة المقدسة ولمدة أقصاها 3 أشهر، على أن يحجز جواز سفر الزائر، ويودع في مراكز الشرطة حيث يتم استبدال الجواز الأحمر به مؤقتا".

وتابع مفتي مصر السابق: "ولكن اليهود اخترقوا هذه القوانين بمساعدة قناصل الدول الأوروبية وصار عدد اليهود يزداد يوما بعد يوم، مما أحدث صدامات بين الفلسطينيين واليهود عام 1886م، ودفعت هذه الصدامات الدولة إلى اتخاذ إجراءات جديدة، إذ طلبت من متصرف القدس إجراء اتصالات مع قناصل الدول الأجنبية لإبلاغهم استياء السلطان والسلطات العثمانية لعدم قيام القنصليات الأجنبية في القدس بخطوات من جانبها لتسهيل إخراج رعاياها من اليهود الذين انتهت مدة إقامتهم".

ولفت "جمعة" إلى أن "هرتزل- رئيس الجمعية الصهيونية- التقى السلطان عبدالحميد بهدف إقناعه بالسماح بالهجرة اليهودية إلى القدس نظير مبالغ طائلة يدفعها اليهود للسلطان وللدولة، إلا أن محاولات هرتزل لم تنجح، وهو ما دفع اليهود بعد هذا الموقف إلى العمل على إسقاط دولة الخلافة حتى يتسنى لهم التدفق على فلسطين، وانتقلت المعركة بعد ذلك بين الدولة العثمانية والدول الأوروبية التي تبنت مواقف اليهود".

وذكر مفتى مصر السابق أنه "بسبب هيمنة اليهود على معظم الدول الأجنبية التي وقفت معهم وشجعتهم على الهجرة حاول العرب حث الحكومة العثمانية على تطبيق القوانين بشكل فعال، إلا أن هذه المطالب لم تر النور بسبب خلع السلطان عبدالحميد 1908م، الرجل الذي وقف سدا منيعا في وجه الأطماع اليهودية، وهو الحدث الذي أدخل السرور والفرح على اليهود في ذلك الوقت، وصارت الهجرات اليهودية تتدفق على القدس وغيرها من فلسطين".

واختتم "جمعة" منشوره: "إنا على يقين بأنه تعالى سيعيد إلى المسلمين نهضتهم ويبعث من جديد هذه العهدة العمرية لتكون نبراسا لنا حينما يعود لنا قدسنا الشريف بما يحمل من حب ووئام وأمن وسلام للعالم كله".

وفيما اعتبر ناشطون على فيسبوك أن منشور "جمعة" يأتي متسقا مع تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قرأه آخرون في إطار التطور الإيجابي لمسار العلاقات المصرية التركية، خاصة أن مفتي مصر السابق معروف بتمثيله مواقف أجهزة الدولة السيادية، وله مواقف معلنة ضد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وداعمة لانقلاب 3 يوليو/تموز 2013.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

علي جمعة العثمانيين اليهود القدس الاستيطان

كتبها قبل قرن لوالده.. رسالة جندي عثماني أسير تصل إلى أحفاده

علي جمعة يهاجم الشاطبي.. وعلماء: ضيق أفق وأغراض نفسية وسياسية