موظفون في فيسبوك غاضبون من تحيزه لإسرائيل ضد فلسطين

الجمعة 28 مايو 2021 10:40 ص

كشف موقع "بازفيد" الأمريكي عن حراك بدأ بين موظفي "فيسبوك" لإظهار الاحتجاج والتبرم من سياسة منصة التواصل الاجتماعي الأشهر حول العالم إزاء القضية الفلسطينية وانحيازها إلى إسرائيل، وهي الأزمة التي أفرزت صداما غير مسبوق بين ملايين من المستخدمين العرب و"فيسبوك" نتج عنها عاصفة تقييمات سلبية للمنصة على "جوجل بلاي" و "آب ستور" أحدثت هزة كبيرة لها.

وقال الموقع في تقرير له، ترجمه "الخليج الجديد"، إن مهندس برمجيات مصري داخل "فيسبوك" كتب رسالة مفتوحة إلى زملائه، في وقت سابق من الشهر الجاري، قال فيها إن "فيسبوك يفقد الثقة بين المستخدمين العرب".

وأضاف المهندس المصري أن "فيسبوك" مثل عامل مساعدة هائل للناشطين الذين استخدموه للتواصل خلال الربيع العربي عام 2011، لكن خلال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، جعلت الرقابة على المحتوى اللفلسطيني أو المحتوى المنتقد لإسرائيل من قبل "فيسبوك" المستخدمين العرب والمسلمين متشككين في المنصة.

وكدليل على ذلك، ضمن المهندس لقطة شاشة لصفحة "غزة الآن" على "فيسبوك"، وهو منفذ إخباري موثوق (حاز على العلامة الزرقاء)، وقال إنه عندما حاول الإعجاب بتلك الصفحة ظهرت له رسالة منبثقة تحذره من محتوى الصفحة وتقترح عليه مراجعة قراره بالإعجاب بتلك الصفحة.

وتابع المهندس المصري: "لقد أجريت تجربة وحاولت الإعجاب بأكبر عدد ممكن من صفحات الأخبار الإسرائيلية، ولم أتلق رسالة مماثلة مرة واحدة"، مشيرًا إلى أن أنظمة الشركة كانت متحيزة ضد المحتوى العربي، مردفا: "هل كل هذه الحوادث نتجت عن تحيز نموذجي؟".

أثار هذا المنشور سلسلة من التعليقات من الزملاء الآخرين. وسأل أحدهم عن تلقي تحذير بشأن "محتوى حساس" لدى النقر لمشاهدة منشور على "إنستجرام" للممثل "مارك روفالو" حول التهجير الفلسطيني.

وكتب موظف آخر على "فيسبوك" عن انعدام الثقة الذي يخيم على المستخدمين العرب والمسلمين، قائلا: "أخشى أننا وصلنا إلى مرحلة يكون فيها الخطأ التالي هو القشة التي تقطع ظهر البعير، ويمكننا أن نرى مجتمعاتنا تهاجر إلى منصات أخرى".

وقال التقرير إنه بعد التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية، فإن على "فيسبوك" الآن التعامل مع شريحة كبيرة من الموظفين الذين كانوا يتجادلون داخليا حول ما إذا كانت أكبر شبكة اجتماعية في العالم تظهر تحيزا معاديا للمسلمين والعرب.

وأضاف أن الأمر لم يتوقف عند بعض الملاحظات هنا وهناك على "فيسبوك" و"إنستجرام"، بل إن تطبيق "واتساب" للرسائل والاتصالات حظر صحفيين مقيمين في غزة من إجراء اتصالات عبره.

وكتب أحد الموظفين في مجموعة داخلية لمناقشة حقوق الإنسان: "يبدو الأمر حقا وكأنه معركة شاقة، في محاولة لجعل الشركة كلها تعترف وتبذل جهدا حقيقيا بدلا من التفاهات الفارغة في معالجة المظالم الحقيقية للمجتمعات العربية والإسلامية".

وأشار "باز فيد" إلى أن الوضع بات ملتهبا، لدرجة أن مجموعة من حوالي 30 موظفا اجتمعوا معا في وقت سابق من هذا الشهر؛ لتقديم طعون داخلية لاستعادة المحتوى على فيسبوك وإنستجرام الذي يعتقدون أنه تم حظره أو إزالته بشكل غير صحيح.

وكتب أحد أعضاء تلك المجموعة في منتدى داخلي: "هذا محتوى مهم للغاية على منصتنا، ولدينا التأثير الذي يأتي من وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض الواقع على الأرض لبقية العالم.. يعتمد الناس في جميع أنحاء العالم علينا ليكونوا مطلعين على ما يجري".

ولفت التقرير إلى أن ذلك التحيز المفترض يؤثر على العلامة التجارية للشركة، خاصة بعد عاصفة التقييمات السلبية لتطبيقاتها على متجري "أبل" و"جوجل".

وبعد تراكم الغضب من الخارج، والقلق في الداخل، أقر المتحدث باسم "فيسبوك"، "آندي ستون"، بأن الشركة ارتكبت أخطاء، وأشار إلى أن لديها فريقا على الأرض مع متحدثين بالعربية والعبرية لمراقبة الموقف.

وقال "ستون"، في بيان: "نعلم أن هناك العديد من المشكلات التي أثرت على قدرة الأشخاص على المشاركة على تطبيقاتنا.. قمنا بإصلاحها، وهو ما كان يجب أن يحدث في المقام الأول، ونحن نأسف لأي شخص شعر بأنه لا يستطيع لفت الانتباه إلى الأحداث المهمة، أو شعر بتعرضه لقمع متعمد. لم يكن هذا ما ننويه أبدا، ولا نريد أبدا إسكات مجتمع أو وجهة نظر معينة".

وأورد التقرير شهادة سريعة لموظفة سابقة في "فيسبوك" تدعى "مي المهدي"، التحقت بالموقع بعد انبهارها بدوره في الربيع العربي، لكنها غادرته لاحقا، على الحساسية المفرطة للموقع تجاه المسلمين، قائلة إن شخصا اقترح خلال اجتماع داخل الشركة، منذ 5 سنوات، بإزالة أي محتوى يتضمن عبارة "الله أكبر"؛ لأن ذلك قد يكون مرتبطا بالإرهاب، على حد قوله.

وأرجع موظفون آخرون التعامل السيئ مع المحتوى الفلسطيني على "فيسبوك" إلى بعض المسؤولين في فريق السياسة العامة لـ"فيسبوك"، الذين كانوا تابعين لحكومات معينة ويتبنون وجهات نظر ضد حكومات أو قضايا أخرى أو قد يتأثرون بجماعات ضغط سياسية ويفرضون وجهات نظرهم داخل "فيسبوك".

وأشار التقرير إلى دور محتمل لممثلة إسرائيل داخل "فيسبوك"، "جوردانا كاتلر"، في هذا الأمر؛ حيث كنت تعمل مستشارة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

ولم تخف "كاتلر"، في مقابلات صحفية، حجم نفوذها في "فيسبوك"، وهو ما أثار قلقا خاصا لدى موظفي الشركة، واتهام البعض لها بأنها تعمل لمصلحة حكومة الاحتلال أكثر من كونها موظفة في منصة عالمية للتواصل الاجتماعي، يفترض بها الالتزام بالمعايير والأعراف الدولية، بما في ذلك اعتبار الضفة الغربية أرضا محتلة، على سبيل المثال.

 وبحسب التقرير، لا يتوقف الأمر عند "كاتلر"؛ إذ إن نفوذ الإسرائيليين واسع وعميق في أروقة "فيسبوك"، وتأثيرهم على العديد من السياسات والتوجهات، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، اعتبار انتقاد الصهيونية تهجما على الدين اليهودي، ما أثار جدلا واسعا وسجالات داخلية عنيفة.

وشكلت "فيسبوك" فريقا خاصة لمراجعة أداء المنصة إبان عدوان الاحتلال على غزة، حيث خلص إلى أن "إسرائيل"، التي لديها 5.8 ملايين مستخدم، كانت مصدرا لأكثر الإبلاغات عالميا عن المحتوى المخالف بموجب قواعد الشركة لـ"مكافحة الإرهاب"، مع ما يقرب من 155000 شكوى.

وقال الموقع إنه لسنوات تساءل النشطاء وجماعات المجتمع المدني عما إذا كان الضغط من حكومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال طلبات الإزالة قد أثر على عملية صنع القرار بشأن المحتوى على "فيسبوك".

وفي تقريره الخاص هذا الشهر، تتبع "المركز العربي للنهوض بوسائل التواصل الاجتماعي" 500 عملية إزالة للمحتوى عبر المنصات الاجتماعية الرئيسية أثناء النزاع، وخلص إلى أن "جهود وحدة الإنترنت في وزارة العدل الإسرائيلية - التي قدمت على مدى السنوات الماضية عشرات من الآلاف من القضايا إلى الشركات دون أي أساس قانوني - هي أيضًا وراء العديد من هذه الانتهاكات المبلغ عنها".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فيسبوك تحيز إسرائيل القضية الفلسطينية تقييم فيسبوك انستجرام

إنستجرام يغيّر الخوارزمية التي حظرت المحتوى الفلسطيني

فيسبوك يعدمنا.. حملة لمناهضة حذف المنشورات الفلسطينية على مواقع التواصل

رايتس ووتش: فيسبوك وإنستجرام قمعا المحتوى الفلسطيني

ذي إنترسيبت: قائمة فيسبوك السوداء تظهر تشددا ضد المسلمين

اتهامات فلسطينية لفيسبوك بالرقابة على المحتوى الفلسطيني

دراسة داخلية لميتا تقر بالتحيز ضد الفلسطينيين