استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اليمين الديني الأميركي.. رهان إسرائيل الخاسر

الأربعاء 2 يونيو 2021 10:58 ص

اليمين الديني الأميركي.. رهان إسرائيل الخاسر

ينظر معظم «الإنجيليين» إلى اليهود باعتبارهم الشيء الذي يجب كسره لتحقيق تصورهم الديني عن نهاية العالم.

أقصى هذا النهج الإسرائيلي الناخبين «الديمقراطيين» الذين يتزايد أعداد من ينظرون منهم إلى السياسات الإسرائيلية باعتبارها مؤسفة.

سعى حزب الليكود لكسب قصير الأمد بالتقرب من المسيحيين المحافظين لكن هذا كلفهم وضع كل البيض في سلة واحدة: سلة «الإنجيليين اليمينيين».

خلق النهج الإسرائيلي أيضاً حالة عدم الارتياح وسط يهود أميركيين أصغر سناً ينأون بأنفسهم عن أولويات محافظة أوسع نطاقاً تتبناها القيادة «الجمهورية».

معتقد اليمين المسيحي المهيمن يدعم إسرائيل لأنه يرى «جمع اليهود» خطوة أولى ضرورية لتحولهم للمسيحية مما يمهد لعودة المسيح ليحكم ألف عام قبل القيامة.

*     *     *

 في مؤتمر عُقد في الآونة الأخيرة، رد «رون ديرمر»، السفير الإسرائيلي السابق في أميركا، على انتقاده بأنه ركز، أثناء فترة توليه منصب السفير في واشنطن، على التقرب إلى المحافظين أكثر من سعيه للتقرب إلى الأميركيين الليبراليين.

وأكد في رده على أنه ركز اهتمامه بالفعل بشكل أكبر على المحافظين لأن «المسيحيين الإنجيليين»، هم العمود الفقري للدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة». ولم يقدم الكثير من الملاحظات الإضافية فيما أضافه في رده.

وأشار إلى أن الليبراليين، ومن بينهم أغلبية الجالية اليهودية، لديهم اهتمامات كثيرة متنافسة، وإسرائيل ليست في قمة قائمة أولوياتهم. أما المسيحيون الإنجيليون، فإن إسرائيل في محور عقيدتهم.

وبالإضافة إلى هذا، أشار إلى أن الفجوة بين الدعم «الجمهوري» و«الديمقراطي» لإسرائيل ليست أمراً جديداً. فمنذ أربعة عقود واليمين الديني هو القوة التي تدفع «الجمهوريين» لأن يكونوا أكثر تأييداً لإسرائيل.

ولم أتفق على رأي من قبل قط مع «ديرمر»، لكن ملاحظاته صحيحة. فقد أظهر استطلاع للرأي نشرناه في الأيام القليلة الماضية أن الانقسام الحزبي يدور حول قضايا تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الذي لعبه اليمين المسيحي في خلق هذه الفجوة بين وجهات النظر «الجمهورية» و«الديمقراطية».

وكما أشار «ديرمر»، يشكل الإنجيليون 25% من جمهور الناخبين الأميركيين ويمثلون أكثر من 40% من كل أصوات «الجمهوريين». وأظهر استطلاعنا للرأي انقساماً بين اتجاهات «الديمقراطيين» و«الجمهوريين»، وهذا يرجع في معظم الأحوال إلى آراء «الإنجيليين المحافظين».

وبفحص البيانات، وجدنا اختلافات كبيرة بين توجه «الديمقراطيين» و«الإنجيليين» من الجناح اليميني، فيما يتعلق بوجهات النظر نحو إسرائيل في مقابل الفلسطينيين. فـ«الديمقراطيون» الذين يؤيدون الفلسطينيين تبلغ نسبتهم 51% في مقابل 46% يؤيدون الإسرائيليين.

وهناك تفاوت أيضاً في الميل نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهناك اثنان من كل ثلاثة «ديمقراطيين» لديهم وجهة نظر غير مؤيدة تجاه الزعيم الإسرائيلي. و«الديمقراطيون» يعارضون مساعي إسرائيل في طرد الفلسطينيين عنوة من منازلهم في القدس الشرقية، بينما يؤيد «الإنجيليون» حقهم في هذا.

وللجماعتين وجهات نظر مختلفة في قضيتين أخريين. فـ«الديمقراطيون» يؤيدون بشدة سياسة أميركية أكثر توازناً تجاه الصراع، وأيضاً يدعمون الحق في مقاطعة إسرائيل بسبب برنامجها الاستيطاني.

وهناك مجالان تلتقي فيهمها توجهات «الديمقراطيين» والإنجيليين اليمينيين. فكلاهما يؤيد بشدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين متساوون ويستحقون حقوقاً متساوية. وتتفق الجماعتان أيضاً على تأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كجزء من حل الصراع.

لكن «ديرمر» تجاهل أو ربما عن غير وعي بالقضتين الأخريين المتصلتين بالموضوع. فالمعتقد الديني المهيمن على اليمين المسيحي يدعم إسرائيل لأنه يرى في «جمع اليهود» خطوة أولى ضرورية في تحولهم إلى المسيحية، مما يؤدي إلى عودة المسيح ليحكم 1000 عام قبل قيام القيامة.

بعبارة أخرى، ربما يحب إنجيليو الجناح اليميني إسرائيل، لكنهم لا يحبون اليهودية بالضرورة. ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن تأثير إنجيليي الجناح اليميني قوي وسط دوائر «الجمهوريين»، لكنهم يخسرون الدعم وسط الإنجيليين الشباب. وتوجهات الإنجيليين الشباب في طائفة من القضايا، ومن ضمنها إسرائيل، تميل إلى السير في ركاب أقرانهم من الفئة العمرية نفسها في الجانب الليبرالي من الطيف السياسي.

صحيح أن «ديرمر» وحزب الليكود الذي ينتمي إليه سعيا إلى كسب قصير الأمد بتركيزهم على التقرب من المسيحيين المحافظين، لكن هذا كلفهم أيضاً. فقد وضعوا كل البيض في سلة واحدة، وهي سلة «الإنجيليين اليمينيين».

ويتناسون أن هذه السلة يتفكك نسيجها وأن «الإنجيليين» ينظرون إلى اليهود باعتبارهم الشيء الذي يجب كسره لتحقيق تصورهم الديني عن نهاية العالم.

وفي الوقت نفسه، أقصى هذا النهج الإسرائيلي الناخبين «الديمقراطيين» الذين يتزايد أعداد من ينظرون منهم إلى السياسات الإسرائيلية باعتبارها مؤسفة. والنهج الإسرائيلي أيضاً خلق حالة من عدم الارتياح وسط اليهود الأميركيين الأصغر سناً، الذين يريدون النأي بأنفسهم عن قائمة الأولويات المحافظة الأوسع نطاقاً التي تتبناها القيادة «الجمهورية».

* د. جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي- واشنطن

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، الإنجيليين، اليمين الديني، إسرائيل، الحزب الديمقراطي، الحزب الجمهوري،