كشف ضابط في الجيش العراقي عن وصول قوة عسكرية أمريكية لمهام قتالية بشكل سري إلى معسكر المزرعة شرق مدينة الفلوجة، واستلامها قيادة المعسكر منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ولم يفصح الضابط في الجيش العراقي، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ«القدس العربي» عن عدد تلك القوات القتالية، لكنه رجح أنها «تهيئة لقدوم قوات برية أمريكية أكبر عددا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الفلوجة، والمناطق المحيطة بها».

وحسب معلومات أدلى بها الضابط، فإن «القوات الأمريكية بادرت فور وصولها إلى معسكر المزرعة باتخاذ عدة إجراءات من بينها معلومات تفصيلية عن جميع الضباط المنسوبين للمعسكر، والقوة المرابطة فيه، أو المحيطة به».

من ناحية أخرى، يجري الضباط الأمريكيون أشبه ببرنامج اختبار لقدرات الضباط العراقيين في معسكر المزرعة، «وقد عملوا على الإبقاء فقط على الضباط المتخرجين من الأكاديميات العسكرية، فيما استبعدوا الآخرين الذين يحملون رتبا عسكرية تم منحهم إياها في العام 2005، أو ما بعده، بموجب ما يعرف بقرارات دمج الميليشيات في القوات الأمنية ومنحهم رتبا عسكرية بما يتناسب مع طول مدة خدمتهم في تلك الميليشيات التي كانت تتواجد على الأراضي الإيرانية قبل غزو العراق»، حسب الضابط في الجيش العراقي.

واختم الضابط حديثه  بالقول: «إن تواجد هذه القوات هو ضرورة يفرضها واقع العمليات القتالية غير المجدية التي تنفذها القوات العراقية حول مدينتي الفلوجة والرمادي، ولسنا هنا بصدد القول عن قبولنا، أو عدم قبولنا، بتواجد بري أمريكي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية»، حسب قوله.

يذكر أن هناك العشرات من المدربين والمستشارين الأمريكيين في قاعدة التقدم الجوية قرب مدينة الخالدية في الأنبار ضمن البرنامج الأمريكي لتدريب المقاتلين من أبناء العشائر السنية في الأنبار، إلا أن القوات الأمريكية التي تتواجد الآن في معسكر المزرعة «جاءت لمهامَ قتالية لمساعدة القوات العراقية التي فشلت في استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ أقل من عامين»، حسب مصدر محلي في الفلوجة على صلة بما يجري هناك.

المصدر المحلي أشار إلى أن أكثر من 60 عملية عسكرية للجيش العراقي «فشلت في اختراق التحصينات الدفاعية للتنظيم حول المدينة»، ويعتقد بصعوبة استعادة المدينة حتى باشتراك القوات الأمريكية المتواجدة في معسكر المزرعة «على الأقل في المدى المنظور، ما لمْ تحدث تغيرات دراماتيكية تقلب موازين القوى القائمة اليوم» حسب تعبيره.

وحسب معلومات توفرت لديه، قال المصدر «لم تنفذ القوات الأمريكية حتى اليوم أية عملية قتالية، وأن القوات هي مجرد عشرات الجنود تساندهم عدد من الطائرات المروحية القتالية».

المصدر المحلي اختتم حديثه بالقول أن «هذه القوات جاءت بطلب من المستشارين الأمريكيين المتواجدين في قاعدة التقدم الجوية الذين يراقبون عن كثب سير المعارك التي تدور في محيط مدينة الفلوجة، وبناء عليه هم من أوصى بإيقاف العمليات القتالية هناك وتحييد الحشد الشعبي من المشاركة فيها نظراً لقلّة خبراتهم القتالية وتسببهم بإرباك خطط القوات الأمنية»، على حد قوله.