هآرتس: تعثر دبلوماسية السيسي حول سد النهضة ينذر بحرب إقليمية

الجمعة 4 يونيو 2021 06:47 م

حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من اندلاع حرب إقليمية بسبب أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.

وأشارت الصحيفة في عددها الجمعة إلى التمرين العسكري المشترك بين مصر والسودان "حراس النيل" الذي يعتبر بالنسبة لمصر أهم من حرب غزة التي اندلعت مؤخرا لأنه يأتي مع وجود خطر وجودي وهو نية إثيوبيا البدء في المرحلة الثانية لملء خزان سد النهضة. 

ومنذ فترة، يجري السودان ومصر مناورات عسكرية مكثفة؛ ما أثار تكهنات باحتمال لجوء البلدين إلى خيار آخر، في حال تمسكت إثيوبيا بموقفها في ظل مفاوضات متعثرة، ضمن أزمة مستمرة من 10 سنوات.

وقالت إن مصر حاولت إفشال الخطة، باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية المتاحة لها. لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق وتنتظر مصر الآن المساعدة من الإدارة الأمريكية الجديدة، التي لم تقم بعد بترسيخ سياستها بشأن هذه الأزمة التي قد تتسبب في اندلاع الحرب.

وحسب الاقتصاديين المصريين فإن مصر التي تحصل على معظم مياهها من نهر النيل، يمكن أن تفقد ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا من أصل 50 مليار متر مكعب تلقتها حتى عام 2019.

وتدرك مصر أنه لا يمكن وقف بناء السد ، لكنها تطالب بملء خزانه على مراحل تتراوح بين 12 و21 سنة، بينما تعارض إثيوبيا هذا الطلب لأنها تسعى إلى تشغيل محطات الطاقة - التي ستوفر الكهرباء لـ60% من سكانها الذين يفتقرون إليها حاليًا - في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير المياه والطاقة الإثيوبي إن السد الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار قد اكتمل بنسبة 80% ، وإنه من المقرر أن ينتج 15.5 جيجاوات من الكهرباء سنويًا، مقارنة بإنتاج إثيوبيا الحالي البالغ 4.5 جيجاوات.

وبحسب الصحيفة، فقد وجدت مصر صعوبة في التعامل مع شبكة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي أقامتها إثيوبيا في السنوات الأخيرة.

وطلب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عدة مرات الضغط على إثيوبيا، لكن كل ما استطاع الحصول عليه هو جهد أمريكي لعقد قمة حضرها مندوبون من مصر والسودان وإثيوبيا لم تسفر عن نتائج حقيقية.

ولم يتمكن "السيسي" أيضًا من انتزاع أي مساعدة من الصين في معركتها ضد ملء الخزان، بينما تمسكت دول الخليج الحليف المقرب لمصر ، بإصدار إعلانات الدعم التي يبدو أنها لا تؤثر على إثيوبيا.

كما أفادت السعودية بأنها تخطط لبناء خط كهرباء يربط بين إثيوبيا والمملكة عبر اليمن كبديل لاستخدام النفط والغاز لإنتاج الكهرباء في دول الخليج.

وتبرع الملياردير السعودي "محمد حسين العمودي" بأكثر من 8 ملايين دولار في عام 2011 لبدء بناء السد وأقنع الحكام السعوديين أيضًا باستثمار مليارات الدولارات في التنمية الزراعية في إثيوبيا حتى تتمكن من تصدير الحبوب إلى المملكة العربية السعودية.

ومع قيام إدارة "جو بايدن" بجعل المواجهة مع الصين على رأس أولوياتها الدبلوماسية والنظر على ما يبدو إلى الشرق الأوسط العربي باعتباره عبئًا غير مرغوب فيه، فمن المشكوك فيه أن يستطيع "السيسي"، الذي تلقى أول مكالمة هاتفية من "بايدن" فيما يتعلق بحرب غزة، أن يجعل الرئيس الأمريكي يتبنى موقفًا من شأنه إلحاق الضرر بإثيوبيا أو على الأقل إجبارها على إبطاء عملية ملء الخزان.

المصدر | الخليج الجديد + هآرتس

  كلمات مفتاحية

مصر إثيوبيا السودان سد النهضة

مع تصاعد أزمة سد النهضة.. قطر وأمريكا تبحثان التطورات بالقرن الإفريقي

وزير خارجية مصر الأسبق: الصدام مع إثيوبيا حتمي

خبراء يوضحون أسباب فشل إثيوبيا في إتمام الملء الثاني لسد النهضة

السودان: تعنت إثيوبيا في أزمة سد النهضة قد يجر المنطقة لمزالق لا تحمد عقباها

مصر: عجز الموارد المائية يصل إلى 56 مليار متر مكعب سنويا

أزمة سد النهضة.. قضية عربية أم أفريقية؟

حمّله مسؤولية "الهزيمة" أمام إثيوبيا.. رئيس تحرير الأهرام الأسبق يدعو السيسي للتنحي