الجارديان: الإطاحة بنتنياهو لن تغير السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية

الاثنين 7 يونيو 2021 06:57 م

اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الإطاحة بأطول رئيس وزراء حكماً في تاريخ إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، لن تؤثر بمسار السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية.   

وأوردت الصحيفة عدة أسباب لهذه المقاربة، بعضها يرجع إلى ترسيخ "نتنياهو" بعض المفاهيم في ذهنية الإسرائيليين، وبعضها يعود للمشاركين في الائتلاف المتنافر والذي يضم 8 أحزاب.

وذكرت الصحيفة أن أعضاء الائتلاف، فيما عدا حزب القائمة الموحدة (عربي)، ليسوا مهتمين بالقضية الفلسطينية، ويتفقون على أن النزاع مع الفلسطينيين يمكن إدارته، وهي فكرة دافع عنها "نتنياهو" وعززها خلال سنوات حكمه في الوعي القومي للإسرائيليين، ما يجعلها "إرثا دائما".

وأشارت الصحيفة إلى أن القائمة الموحدة تحاول استخدام أربعة مقاعد حصلت عليها من أجل الحصول على مكاسب ضيقة لناخبيها، ومثل غيرها من الأحزاب الأخرى، وافق زعمائها على عدم التورط في الموضوع الفلسطيني لتجنب الخلافات، ومن ثم انهيار التحالف.

وذكرت الصحيفة أن "نتنياهو" تغلب على التحذيرات الغربية من الاستمرار في عمليات الاستيطان وانتهاك حقوق الفلسطينيين بعقد صفقات اقتصادية مغرية

وعلى الصعيد الداخلي، أخبر "نتنياهو" الإسرائيليين أن فكرة احتلال وانتهاك ملايين الأراضي الفلسطينيين يمكن التحكم بها كتهديد غير مريح، وليس كتهديد وجودي.

وبدا وكأن رؤية "نتنياهو" تحققت من خلال العناق الدافئ له مع "دونالد ترامب"، وما تبع ذلك من نقل السفارة إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان ومعاهدات التطبيع مع دول عربية.

وفي وسط هذا "النجاح الوطني"، لم يكن صعبا تسويق هذا السرد للناخبين، وهو أن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني مستعص على الحل، وأن الفلسطينيين هم المتعنتون، ومن المهم هنا ليس حل النزاع بل وإدارته وتقليصه.

وأوضحت الصحيفة أن رؤية "نتنياهو" ليست مختلفة عن رؤية "يائير لابيد"، رئيس أكبر كتلة في الائتلاف، ومن المتوقع أن يصبح رئيس وزراء عام 2023، هذا لو استمر الائتلاف.

وذكرت أن "لابيد" يمثل قطاعا من الوسط والعلمانيين الذين يطالبون بالاعتراف بالزواج المدني ودعم العناية بالأطفال وتسيير الحافلات في الأعياد اليهودية أكثر مما يطالبون بمواجهة احتلال لا يترك إلا أثرا قليلا على حياتهم.

 

وبالنسبة لـ"نفتالي بينيت"، المرشح لأن يكون رئيس الوزراء المقبل، وكان مرة مقربا من "نتنياهو"، فقد عمل أكثر من أي شخص آخر لإعادة تشكيل مشروع الاستيطان داخل إسرائيل. وحوّل "بينيت" حزبا دينيا صهيونيا من مجموعة من المتحمسين الذين يحتلون التلال إلى حزب يزعم بأنه جامع لكل اليهود.

وبات النقاش حول طبيعة الاستيطان واحتلال المناطق الفلسطينية مقبولا لدى قطاع واسع من الإسرائيليين عندما تم تصويره بأنه عملية أمنية وليس تعبيرا عن تعصب ديني.

كما أن وجود بعض الصهاينة اليساريين في الائتلاف والمتهالكين على فرصة لإثبات أهميتهم السياسية لن يحيي الموضوع الفلسطيني.

فحزب "ميريتس" ليس لديه ما هو جديد سوى التمسك بفكرة حل الدولتين من أجل إثبات أن إسرائيل يمكن أن تكون يهودية وديمقراطية في نفس الوقت.

وعقّبت الصحيفة أن "سنوات نتنياهو أثبتت وهم هذا التفكير اليساري، فقد تم تفضيل الطابع اليهودي للدولة على حساب الطابع الديمقراطي، وبهجوم متواصل على القضاء والإعلام".

وليس لدى التحالف الذي تجمع للإطاحة به أي نية لإلغاء هذه السياسات ووقف التدهور الديمقراطي، وفقا للصحيفة

وأوضحت أن "نتنياهو" طالما اختار المرجعية الصهيونية القديمة التي أدت لولادة الدولة عبر الحرب والصراع.

وكان السلاح السري فيها هو "لا خيار"، وفي ظل "نتنياهو" لم يكن هناك أي خيار غيره ولا خيار إلا الحفاظ على الوضع القائم، ومن هنا فالخيارات التي ستأتي بعده لن تغير إلا القليل.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

القضية الفلسطينية ائتلاف التغيير إسرائيل بينامين نتنياهو

نتنياهو: حكومة لابيد لا تستطيع حماية إسرائيل

وفاة ضابط مخابرات إسرائيلي بظروف غامضة في سجن عسكري

على غرار هجوم الكابيتول.. تحذيرات من استهداف أنصار نتنياهو للكنيست

هل يتحول نتنياهو إلى النسخة الشرق أوسطية من ترامب؟

ذعر إسرائيلي من التحول الأمريكي تجاه الفلسطينيين

خلال ساعات.. عصر نتنياهو ينتهي بتصويت الكنيست على حكومة التغيير

ذي إيكونوميست: القضية الفلسطينية لم تعد تهم العالم العربي والسبب حكامه