استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أستاذ الجامعة بين الأمس واليوم والغد

الثلاثاء 8 يونيو 2021 05:57 م

أستاذ الجامعة بين الأمس واليوم والغد

أستاذ الجامعة بالأمس كان جامعا للمعلومات ناقلا لها متحفظا في رأيه وفي نقده احتراما وتبجيلا لمن سبقه.

العلم فتحٌ من الله طريقه التقوى والواجب تبليغ العلم وعدم كنزه واستخدام النهج الإلهي بحثا وتجربة وتحليلا واستنتاجا واستقراءً.

الأهم أن لا ينسى المعلم أن الله اختاره لسلك العلم، وسلك العلم تعلم وتعليم، وهو سلك وضع الله قواعده وأصوله وغاياته، كما وضع محاذيره.

أستاذ الغد هو المتطلع إلى التقدم والراغب في الاستفادة من دروس الأمس واليوم والعائد إلى طريق الصواب ومقاييس الاستفادة الإلهية علما وعملا، بإذن الله.

من لا يؤمن بسلك العلم الإلهي فيبحث عن بديل من فكر ليبرالي وعلماني فعليه البحث عن وظيفة أخرى لأنه سيكون موظفا وتكون أعماله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.

أستاذ اليوم مدعي يتعالى على الدراسة فاته أن من ظن أنه قد علم فقد جهل متجاوزا حدود أخلاقيات العلم وقوانين السلك الإلهي بحثا عن المادة والثراء يتناقض مع إدراك أن الله يرزق المجتهد من حيث لا يدري وبلا حساب!

*     *     *

أستاذ الجامعة أو المعلم عموما له تقييم خاص، فهو ليس موظفا حكوميا يخنقه مكتبه، أو هو مضطر لمداهنة رئيسه في العمل، حقيقة أنه يتقاضى مرتبه من الحكومة ويخضع لقوانين وقرارات الحكومة، إلا أنه كادر خاص أيضا.

لكن الأهم ألا ينبغي أن ينسى أن الله هو الذي اختاره لسلك العلم، وسلك العلم تعلم وتعليم، وهو سلك وضع الله قواعده وأصوله وغاياته، كما وضع خطوطه الحمراء.

أول قوانين هذا السلك الإلهي هو أن العلم فتحٌ من الله له طريقه وهو التقوى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}.

وثاني هذه القوانين واجب تبليغ العلم "بلغوا عني ولو آية" وعدم كنزه فعقاب ذلك ككنز الذهب والفضة يكوى به في نار جهنم.

وثالثها استخدام النهج الإلهي في البحث والتجربة والتحليل والاستنتاج والاستقراء. وهو ليس نهجا نقليا مكتبيا، بل يتجاوز المنقول إلى المعقول، فهو نهج إبراهيم عليه السلام في التوصل لمعرفة الحقيقة.

رابع هذه القوانين استخدام أدوات العلم الذاتية قبل الخارجية وهي وسائل سمعية وبصرية وفكرية: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}.

أما الخطوط الحمراء فأولها الكذب والسرقة، لأن العلم حق من الله الحق، وما لا يثبت صحته من النظريات ناتج عن عدم استخدام القوانين الإلهية ووسائل العلم الإلهية.

وثانيها إخفاء كل أو بعض النتائج العلمية، أو الشح في التبليغ والتعليم.

وثالثها الانغلاق على الجزئيات في المعلومات أو المصادر أو البحث أو الاستنتاج.

أما مكانة من يتبع النهج الإلهي في هذا السلك فهي معروفة لدى الجميع لكنهم لا يصدقونها ويستكثرونها على الله، فهم ليسوا ورثة الأنبياء فقط بل هم أحد ثلاثة مقامات عليا في الشهادة التوحيدية العادلة: {شهد الله أنه لا إله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط}.

أما خير الدنيا فلا يستطيع أن ينكره من في هذا السلك الإلهي. فمن لا يؤمن بسلك العلم الإلهي أو يضيق به أو يبحث عن مساعد أو بديل من الفكر الليبرالي أو العلماني فعليه أن يبحث له عن وظيفة أخرى، لأنه لن يكون عالما بل موظفا، وتكون أعماله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف.

العلاقة بين الأستاذ وتلميذه علاقة ربانية، نظمها الله لتكون لنا نبراسا، أقسم الله عليها بيوم حياتي كامل على مدار الساعة: {والضحى والليل إذا سجى}. لأنها علاقة لا تنفصم عراها: {ما ودعك ربك وما قلى} علاقة واعدة سعيدة مبشرة بمستقبل خالد: {وللآخرة خير لك من الأولى} فيها كل الخير الذي يتمناه التلميذ ويرضاه {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.

هذا الوعد له دلائل واقعية: {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى}. هكذا حال التلميذ يتيم إن لم يجد أبا، وضال إن لم يجد معلما، وفقير إن لم يجد مرشدا للكسب الحلال، من ثم فعليه مسئوليات ترتبت على هذا العطاء الكريم: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث} تذكر حال اليتم التي مرت بك فلا تقهر اليتيم، وتذكر حال الفقر الذي كنت تعانيه من قبل فلا تنهر من يطلب فضلك، وتذكر كرم معلمك وأستاذك فلا تجحده وتحدث عن فضله.

هكذا أيها المعلمون والتلاميذ، وأيها الأساتذة والطلاب يعلمنا الله  في خطابه لأحب الخلق إليه.

أستاذ الجامعة بالأمس كان جامعا للمعلومات، ناقلا لها، وكان متحفظا في رأيه وفي نقده لاحترام وتقديس من سبقه.

أما أستاذ اليوم فهو مدعي يتعالى على البحث والدراسة، فاته أن من ظن أنه قد علم فقد جهل، متجاوزا حدود أخلاقيات العلم، وقوانين هذا السلك الإلهي، باحثا عن المادة والثراء بطرق غير مشروعة، وهو ما يتناقض مع إدراك أن الله هو الرزاق، ويرزق المجتهد من حيث لا يدري وبلا حساب!

أما أستاذ الغد فهو المتطلع إلى التقدم، والراغب في الاستفادة من دروس الأمس واليوم، والعائد إلى طريق الصواب، ومقاييس الاستفادة الإلهية علما وعملا، بإذن الله.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

أستاذ الجامعة، العلم، التعليم، السلك الإلهي، تلميذ،