تفاصيل جديدة حول دعم منظمة مسيحية فرنسية لميليشيا الأسد منذ 7 سنوات

الجمعة 11 يونيو 2021 11:55 م

كشف تحقيق لمجلة أمريكية، تورط منظمة فرنسية مدعومة من مانحين دوليين، بمساعدة نظام "بشار الأسد"، في ارتكاب جرائم قتل وتعذيب في سوريا.

ونشرت مجلة "نيوزلاينز" الأمريكية، تحقيقاً أكد تورط المنظمة الإنسانية الفرنسية (غير الحكومية) "SOS Chrétiens d’Orient" بتمويل ميليشيات داعمة لـ"الأسد".

وثبت تورط تلك المنظمة المرتبطة باليمين المتطرف والجيش الفرنسي، بدعم الميليشيات، في قتل وتعذيب السوريين، الأمر الذي اعتبره صحفيون "جريمة بحق السوريين مكانه في المحاكم".

ونقلت تفاصيل التحقيق الصحفية السورية "صبا مدور"، وأكدت أن "الملف ليس شأناً فرنسياً فحسب"، مشيرة إلى أن "جزءاً كبيراً من الأموال المقدمة من المانحين الدوليين، كانت تقدم لميليشيات تدعم نظام الأسد".

وبعد عقوبات "قيصر"، قامت المنظمة بتحويل الأموال لوكلاء في لبنان والعراق، وتعبئتها بأكياس وظروف مع أشخاص يدخلون إلى سوريا، فيما كانت المنظمة تزعم أنها تدعم المسيحيين المضطهدين بسوريا "دون التدخل بالنزاعات أو السياسات".

لكن في الواقع، حسب التحقيق، فإن المنظمة، والتي أسسها اليمين المتطرف، وعلى مدار 7 سنوات، كانت تخفي أجندتها لتضخيم دعاية "الأسد"، والضغط لأجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين دمشق ودول الاتحاد الأوروبي.

وتعمل المنظمة الفرنسية مع منظمات "أسماء الأسد" وتدير أيضًا حملة علاقات عامة واسعة مصممة لتصوير "الأسد" على أنه مدافع عن الأقليات المسيحية، وتبييض وجهه، حتى إنكار قائمته الواسعة من الجرائم ضد الإنسانية.

ونشر التحقيق عشرات الصور لأفراد من المنظمة، مع أفراد ميليشيات "الأسد"، وهم يرتدون زياً عسكرياً، ويلوحون بالسلاح في مواقع عسكرية في محافظة حماة وبلدة محردة، بما في ذلك ساحة دير القديس جاورجيوس التي حولها النظام إلى ثكنة عسكرية في انتهاك للقانون والأعراف الدولية الخاصة بحماية دور العبادة.

كما سبق أن تم تداول مقطع فيديو، على موقع "يوتيوب"، يظهر فيه قائد قوات الدفاع الوطني في محردة "سيمون إبراهيم الوكيل"، المتهم بارتكاب جرائم حرب مختلفة خلال الحرب في سوريا، بالزي العسكري الخاص بالنظام، يقدم الشكر للمنظمة الفرنسية، على دعمها لهم، نيابة عن "الأسد".

ويتابع التحقيق، أن القياديين في المنظمة "ألكسندر جودارزي" و"بنيامين بلانشارد"، ظهرا سابقا في إحدى الصور، وهما يحملان بنادق الكلاشينكوف وقاذف "آر بي جي" في سوريا.

وفي مقطع فيديو سجلته المنظمة عام 2016، يظهر "جودارزي"، وهو يقدّم المساعدات من بطّانيات ومواد غذائية لميليشيات الدفاع الوطني و"الشبيحة".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قدم ممثلو المنظمة "جودارزي" و"بلانشارد"، جائزة لـ"الوكيل"، حملت اسم "إنقاذ محردة"، لافتة إلى أن الجائزة تأتي كـ"مكافأة للذين يدافعون عن المسيحيين".

كما قدمت المنظمة جائزة مماثلة لـ"نبيل العبدالله"، قائد ميليشيا الدفاع الوطني في السقيلبية، بذريعة أنه أنقذها.

و"العبدالله" متّهم أيضاً بفتح معسكرات تدريب عسكرية للأطفال في سقيلبية ومحردة، حسب منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، ومقرها فرنسا، والتي تشير أيضاً إلى أن "العبدالله" و"الوكيل" يهدفان إلى زيادة عدد ميليشيات الدفاع الوطني.

ويلفت التحقيق إلى أن "الوكيل" و"العبدالله"، اللذين تفتخر بهما المنظمة الفرنسية، متهمان بارتكاب 7 جرائم حرب في حماة في 2012 و2014 و2017.

وحسب تقرير أعدته منظمة "مع العدالة" السورية غير الحكومية، فقد قُتل 25 مدنياً في عام 2012 في قصف منازلهم في حلفايا، على بعد كيلومتر واحد من محردة، بأوامر من الوكيل.

إضافة إلى ذلك، فإن الشبيحة تحت إمرة الرجلين، مسؤولون عن قتل 100 امرأة وطفل بالطعن والحرق في قرية القبير، على بعد 6 كيلومترات من محردة.

وبالعودة إلى تقرير المجلة الأمريكية، فإن المنظمة كان لها علاقة بحادث غريب بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، حيث اختطف حزب الله العراقي 3 من موظفي المنظمة في العراق، ليتم على أثره سحب القوات الفرنسية 200 جندي من العراق، مقابل الإفراج عنهم.

وحينها، حسب التحقيق، تم تبرير القرار رسمياً بجائحة "كورونا".

ووفق التحقيق، فإن المنظمة لم تقدم الدعم للمجتمعات المسيحية ماديا كان أو حتى معنويا، بل وظفت كل أموال المتبرعين لخدمة السلاح لصالح النظام السوري، وترويج "الأسد" في الاتحاد الاوروبي.

وأثبتت التحقيقات أن كل الروايات عن قطع رؤوس المسيحيين "كانت كاذبة"، وهي فقط لجمع تبرعات الفرنسيين في مكتب المنظمة، الواقع في متحف الجيش الفرنسي بباريس.

ووفق التحقيق، فقد تم حل المنظمة منذ أسبوعين، ومنع أعضائها من العمل السياسي، ولكن الأمر وفق الصحفية السورية "صبا مدور"، أخطر، ومكانه في المحاكم الفرنسية والدولية، للتورط بجرائم ضد السوريين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

منظمة فرنسية دعم الأسد ميليشيا الأسد شبيحة المسيحيين

لماذا يدعم بوتين قوات الأسد دائما ضد أردوغان؟

«الأسد»: المقاتلون المدعومون من أمريكا خونة وفرنسا تدعم الإرهاب