استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المطلوب الآن من «حماس الخارج»

الثلاثاء 15 يونيو 2021 06:03 م

المطلوب الآن من «حماس الخارج»

توجه عالمي واضح وملموس لإجراء اتصالات مع حماس والاعتراف بوجودها ووجود قوى المقاومة الأخرى.

حملة التحريض التي يقوم بها الصهاينة (العرب) ضد المقاومة ليست مهمة ولا معنى لها وأغلب الظن أنها لا يمكن أن تنجح.

أجواء الانفتاح العالمي على حماس توجب عليها تكوين مؤسسات ودوائر خاصة بالعلاقات الدولية والاتصالات السياسية.

عناصر حماس خارج الأراضي الفلسطينية يتحملون عبئاً كبيراً حالياً وعلى عاتقهم مسؤولية مهمة مع موجة الانفتاح الدولي الجديدة.

على حماس التحرك سريعا لاستثمار التحولات الدولية تجاهها وتجاه فلسطين والاستفادة من أجواء جديدة إيجابية بالعالم نحو ما يجري هناك ونشهدها لأول مرة.

*     *     *

بعض الدول العربية المتحالفة مع إسرائيل والمعادية لحركة حماس، جنَّ جنونها بسبب موجة الانفتاح الدولي على الحركة، والرغبة العالمية بإجراء اتصالات وإقامة علاقات مع حركة حماس، التي تُهيمن على قطاع غزة، وتحكم نحو نصف الشعب الفلسطيني.

ولذلك فإن هذه الأقطار العربية بدأت بالفعل حملة تحريض في العواصم الكبرى ضد الحركة، وتحاول حالياً الدفع باتجاه اعتبارها منظمة إرهابية ومقاطعتها وملاحقة عناصرها.

حملة الصهاينة العرب من المطبعين والمتحالفين مع الاحتلال، يُتوقع أن تستمر وتتصاعد خلال الفترة المقبلة، وهذه حملة غير مفاجئة يستطيع أن يتوقعها كل من يقرأ ويفهم ما يجري في المنطقة، إذ أن الحرب الأخيرة أذابت كل الجهود التي بُذلت خلال السنوات الأخيرة من أجل التحريض على الفلسطينيين ومقاومتهم.

وضربت كل محاولات تجميل صورة الاحتلال في الشارع العربي، والأهم من ذلك أنها أظهرت فشل مشاريع التطبيع، التي قادها ترامب ونتنياهو وموظفوهم في هذه المنطقة.

حملة التحريض ضد حركة حماس، التي بدأتها بعض الأنظمة العربية في الولايات المتحدة وأوروبا، سببها وجود توجه عالمي واضح وملموس لإجراء اتصالات مع الحركة والاعتراف بوجودها، ووجود قوى المقاومة الأخرى.

كما أن ثمة سببا آخر وراء هذا التحريض، وهو الخوف من أن يشكل انتصار المقاومة في الحرب الأخيرة دافعاً جديداً لإنعاش الحركة الإسلامية في العالم العربي، كما حدث خلال عقد التسعينيات عندما كان صعود حماس داخل فلسطين بداية لصحوة إسلامية في العالم العربي استمرت لسنوات.

في ظل هذه المعطيات فإن حملة التحريض التي يقوم بها الصهاينة (العرب) ليست مهمة ولا معنى لها، وأغلب الظن أنها لا يمكن أن تنجح، فهذه الأنظمة لا تجد لها جمهوراً في العالم الغربي، ولا تجد من يُصغي إليها في عواصم صنع القرار المهمة.

وهذا يُذكرنا بحديث لمسؤول بريطاني مع أحد رموز الجالية العربية في لندن حيث قال له:

«إن السفارات العربية تزودنا بقوائم لإرهابيين عرب بشكل دوري ومستمر، لكننا نكتشف دوماً أن هؤلاء ليسوا سوى معارضين سياسيين سلميين لا علاقة لهم بالإرهاب ولا العنف، وإن هذه القوائم هي مجرد تحريض، حتى أصبحنا لا نقرأ ما يتم إرساله إلينا في هذا الصدد».

إذن فتحريض «الصهاينة العرب» في العواصم الكبرى ليس مهماً، ولا يبدو أنه ذو تأثير كبير، لكنَّ الأمر المهم في هذا السياق هو أن على حركة حماس أن تتحرك سريعاً، من أجل استثمار التحولات الدولية تجاهها وتجاه الفلسطينيين، وعليها الاستفادة من الأجواء الجديدة الإيجابية في العالم تجاه ما يجري في الأراضي المحتلة والتي نشهدها لأول مرة.

الاستفادة من أجواء الانفتاح العالمي على حماس يوجب على الحركة أن تكون لديها مؤسسات ودوائر خاصة بالعلاقات الدولية والاتصالات السياسية، إضافة إلى ضرورة تشكيل فريق للتفاوض يتولى أمر المحادثات غير المباشرة التي تجري مع اسرائيل سواء من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى أو اتفاق لإعادة إعمار القطاع.

كما يتوجب أن يكون القائمون على هذه الدوائر والمؤسسات، والفريق التفاوضي من الكوادر المؤهلة والمدربة، ومن ذوي المعرفة بالسياسة الدولية، وهؤلاء لا بد أن يكونوا أيضا من أبناء حماس في الخارج، الذين هم أقدر على فهم الخريطة السياسية الدولية، والظروف الداخلية للدول، والتشكيلات السياسية في الدول الكبرى وكذا جماعات الضغط السياسي والأحزاب في تلك الدول.

أي أن هذه المهمة يجب أن توكل لما يسمونه في حماس «إقليم الخارج» أي أبناء الحركة في خارج الأراضي الفلسطينية وليس من هم في داخلها.

عناصر حماس خارج الأراضي الفلسطينية يتحملون عبئاً كبيراً حالياً وعلى عاتقهم مسؤولية مهمة مع موجة الانفتاح الدولي الجديدة، وهؤلاء يتوجب عليهم أن يتولوا ملفات العلاقات الدولية والاتصالات السياسية، وهم الأقدر على القيام بذلك، كما أنهم الأكثر قبولاً لدى دول المنطقة والعالم، وهم الأكثر فهماً لخرائط السياسة وتوازناتها.

العديد من دول العالم ألقت رسائل يتوجب على حماس أن تقرأها جيداً وتتعامل معها، كما أن عدة دول في المنطقة أصبحت جاهزة لاستئناف العلاقات مع حماس أو تحسينها على الأقل، وهذه أجواء لا يمكن الاستفادة منها إلا بوجود فريق متخصص ومؤهل وقادر على التحرك سريعاً.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، العلاقات الدولية، المطبعون، حماس الخارج، الصهاينة العرب، إسرائيل،