الاحتجاجات تتسع.. لهيب الصيف يفاقم معاناة العراقيين

الجمعة 2 يوليو 2021 09:09 ص

بشكل عنيف، يعاني العراقيون من صيف قائظ هذا العام، مع درجات حرارة قياسية تجاوزت الخمسين مئوية.

وضاعف من معانتهم معدلات انقطاع غير مسبوقة للكهرباء، بعد أن أوقفت الجارة إيران إمدادت الوقود؛ بسبب تضخم حجم الدين العراقي المستحق لصالحها؛ ما أفرز احتجاجات واستقالة لوزير الكهرباء.

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن المؤسسات الحكومية جنوبي العراق علقت العمل، وسط درجات الحرارة الحارقة وانقطاع التيار الكهربائي، بعد أن أوقفت إيران إمدادات الطاقة الحيوية؛ مما دفع بأزمة الطاقة في البلاد إلى حافة الانهيار.

وقدم وزير الكهرباء العراقي "ماجد مهدي حنتوش" استقالته، هذا الأسبوع، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في المناطق الجنوبية مثل البصرة؛ حيث اندلعت احتجاجات ضد النقص الحاد في إمدادات الكهرباء، وفق الصحيفة.

وجاء ذلك في الوقت الذي تعاني فيه إيران من ضائقة مالية، علما بأن إمداداتها من الغاز والكهرباء تلبي ما يصل إلى ثلث احتياجات العراق من الطاقة.

وقلصت إيران الصادرات البترولية إلى جارتها بشكل كبير، ربما في محاولة لتكثيف الضغط على الحكومة لدفع المبالغ المستحقة، كما تقول "الإندبندنت".

وتشير الصحيفة إلى أن العراق مدين لإيران "بالمليارات مقابل الغاز والكهرباء"، وأن إيران "تعاني من نقص وانقطاع في الطاقة".

ونقلت عن مسؤول في وزارة الكهرباء العراقية إن هناك انقطاعا في التيار الكهربائي يصل إلى متوسط "18 ساعة في اليوم؛ مما يؤثر على المنازل والمستشفيات والشركات".

وأضاف أنه "كان هناك مشاكل من قبل، لكن فقدان الإمدادات من إيران جعل الأزمة أسوأ بشكل كبير".

وقال "إياد خلف"، من شركة توزيع الكرخ، للصحيفة إن "الحكومة العراقية في وضع سيء للغاية؛ بسبب الفساد والتخطيط العشوائي واستمرار الاعتماد على إيران في إنتاج الطاقة".

وتوفر إيران الغاز للعراق من خلال خطي أنابيب يُستخدمان لمحطات الطاقة في المناطق الجنوبية، البصرة والسماوة والناصرية وديالى، بحسب الصحيفة.

وانخفض الإنتاج من هذه المحطات؛ مما يشير إلى أن "الإمداد من إيران لهذه المحطات منخفض أيضا".

وتردف الصحيفة: "كان تأثير ذلك فوريا وعنيفا".

وقال "سجاد جياد"، من "مؤسسة القرن" البحثية، لـ"الإندبندنت"، إن الطلب على الكهرباء في جميع أنحاء العراق يرتفع إلى ما بين 20 و30 ألف ميجاوات خلال الصيف، لكن هذا الأسبوع لم يتلق سوى حوالي 12500 ميجاوات.

ويضيف المحلل العراقي: "لم نلب الطلب بشكل كامل يوما، ولطالما عانينا من انقطاع التيار الكهربائي والمولدات، لكن الوضع الآن سيء للغاية"، مضيفا أن معظم المناطق لديها فقط أربع أو خمس ساعات في اليوم من الكهرباء من الشبكة الوطنية.

وفي البصرة، قال سكان للصحيفة إنه لا توجد كهرباء في بعض المناطق على الإطلاق وأن التوترات تتصاعد.

وقال أحد الصحفيين للصحيفة: "تعتمد معظم العائلات على المولدات الكهربائية الخاصة إذا كانت قادرة على تحمل تكاليفها".

وكإجراء احترازي، قامت العديد من المحافظات الأكثر تضررا مثل النجف والديوانية وديالى بتقليل ساعات العمل؛ بحيث تعمل من الثامنة صباحا حتى الظهر لمساعدة المواطنين على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة، بحسب الصحيفة.

وفعلت البصرة الأمر نفسه، وقال سكان محليون لـ"الإندبندنت" إن المحافظ أعلن أيضا عطلة رسمية يومي الأربعاء والخميس بسبب الحر.

وتشير الصحيفة إلى وجود مخاوف من أنه إذا استمر النقص الحاد في الكهرباء، فستتكرر موجة الاضطرابات التي حصلت في عام 2018 التي أدت إلى استقالة الحكومة آنذاك.

وتزامنت تلك الاحتجاجات مع تراجع إمدادات الكهرباء من إيران بسبب عدم سداد فواتير مستحقة.

وبسبب العقوبات الأمريكية، لا يستطيع العراق أن يدفع لإيران مباشرة مقابل الواردات، لكنه يدفع بدلا من ذلك، ثمن البضائع والأدوية والنفقات الأخرى للبعثة الدبلوماسية لطهران والشركات الإيرانية العاملة في العراق، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

ومع ذلك، تقول الصحيفة إن إيران تشتكي من أن هذه المدفوعات لا تتم بالسرعة الكافية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

انقطاع الكهرباء أزمة البصرة ديون العراق محطات كهرباء موجة حر