مأزق أوبك.. الإمارات تحاول الخروج عن الظل السعودي

الثلاثاء 6 يوليو 2021 07:30 م

فشلت المحاولة الثالثة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لحل مأزق اختلاف الإمارات والسعودية حول معدلات إنتاج النفط، بعدما امتدت الانقسامات بين الحلفيين إلى الأسواق المالية العالمية.

وألغت منظمة "أوبك" اجتماعا كان مقررا عقده الإثنين لتحالف "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا، بعد أن رفضت أبوظبي، التي كانت واحدة من أكثر حلفاء الرياض تأييدا وموثوقية، الموافقة على اتفاق تدعمه السعودية لتخفيض إنتاج النفط، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة.

وذكرت الصحيفة أن إلغاء الاجتماع والخلافات العلنية بين الرياض وأبوظبي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 1% إلى 76.96 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى له منذ 2018.

ووفق الصحيفة فإن الإمارات تريد أن يتضمن أي اتفاق السماح لها بإنتاج المزيد من نفطها للاستفادة من ارتفاع الأسعار الحالي.

 ويأتي عدم استعداد الإمارات لتقديم تنازلات، في وقت تتباعد فيه مصالح الرياض وأبوظبي على عدة جبهات، اقتصادية وجيوسياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات استثمرت بكثافة في إنتاجها الخاص؛ بهدف ضخ المزيد من النفط بشكل أسرع لتمويل عملية الانتقال إلى اقتصاد أكثر تنوعًا.

وفي هذا الصدد، قال "روجر ديوان"، محلل النفط في شركة "آي إتش إس ماركت ليمتد": "لقد تطورت استراتيجية الطاقة في دولة الإمارات لتأخذ في الاعتبار تحول الطاقة، والسرعة التي تريد بها تطوير مواردها".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين خليجيين ودبلوماسيين عرب قولهم إن المواجهة الأخيرة بين أبوظبي والرياض، بمثابة توجه جديد أكثر حزما من قبل ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، وسط خلافات اقتصادية وسياسية مع ولي العهد الأمير السعودي "محمد بن سلمان".

لكن ووفقا للصحيفة من غير الواضح إلى أي مدى يرغب "بن زايد" في استمرار المواجهة. ولم تذكر "أوبك" متى قد تجتمع مرة أخرى، وأشارت إلى أن السعودية، أكبر منتج في المجموعة إلى حد بعيد، سبق أن أقدمت على اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لمواجهة عقبات "أوبك".

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن الإمارات تتوقع أنها عبر إصرارها على موقفها الحالي، يمكن أن تحصل على صفقة أفضل.

ووفقا لمصادر الصحيفة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج فسوف يؤدى ذلك في تحرر الإمارات من الالتزام بالاتفاق، ومن ثم ضخ المزيد من النفط، وإلحاق الضرر بسمعة السعودية بعدم تمكنها من الحفاظ على تماسك منظمة "أوبك".

وأشارت الصحيفة إلى أن متحدثا باسم وزارة الطاقة السعودية أكد أن الخلافات بين البلدين ليست مرتبطة بخلافات في التوجهات السياسية.

ولفتت الصحيفة أن وليي العهد في البلدين، وكلاهما يدير شؤون البلاد فعليا، لديهما ارتباط قوي منذ أن خيما مع بعضهما في الصحراء قبل نصف عقد من الزمن، وعززا بارتباطهما العلاقات الوثيقة بين البلدين.

غير أنه في الآونة الأخيرة، بدأ توافق "بن زايد" و"بن سلمان" في القضايا الإقليمية في التحول إلى خلاف.

واستشهدت الصحيفة بقيام الإمارات في 2019 بسحب قواتها من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن لمقاتلة الحوثيين، كما أدى اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل إلى خلافات مع قيادة السعودية.

ووفقا لمسؤولين ودبلوماسيين، فقد انزعجت الإمارات من السرعة التي تمت بها عملية التصالح بين السعودية وقطر، التي كانت عدوا علنيا لكليهما منذ فترة طويلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي رفيع قوله إن "صدام أوبك بين الرياض وأبوظبي لم يندلع بين عشية وضحاها"، مؤكدا أن السعودية والإمارات لديهما اختلافات كبيرة في وجهات النظر حول ملفات الشرق الأوسط.

وبعد فترة قصيرة من اتفاق المصالحة مع الدوحة الذي عقد في مدينة العلا السعودية، قالت الحكومة السعودية إنها ستتوقف عن منح العقود الحكومية للشركات التي يقع مقرها الإقليمي خارج المملكة، وهي خطوة تهدد موقف إمارة دبي كمركز للأعمال والتجارة والسياحة في المنطقة.

وقال دبلوماسي عربي كبير: "كانت مسألة وقت فقط قبل أن تتدهور العلاقة وتصل إلى اجتماعات أوبك.. تهدد أزمة أوبك بعرقلة المنظمة في واحدة من أكثر فتراتها أهمية في السنوات الأخيرة، فبعد ظهور النفط الصخري في الولايات المتحدة، بدا أن قوة المنظمة في التأثير على الأسواق تضاءلت إلى حد كبير".

وخفف التعاون الروسي من أزمة النفط الصخري، لكن تفشي فيروس "كورونا" وجه ضربة للأسعار التي وصلت إلى أرقام سالبة. وبعد التعافي من "كورونا" تلقي أزمة الإمارات بظلالها على المنظمة وتضيف إليها المزيد من الصعاب.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أوبك أوبك بلس تحالف أوبك بلس العلاقات السعودية الإماراتية

خلاف السعودية والإمارات.. تنافس اقتصادي أم صراع سياسي؟

أزمة أوبك.. مباحثات أمريكية مع مسوؤلين في السعودية والإمارات

أزمة أوبك+.. جذور اقتصادية للخلاف السعودي الإماراتي وتفكك محتمل لتكتل النفط

خلاف السعودية والإمارات مجرد إشارة لتحد أكبر يواجه "أوبك"