استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل ينبغي فتح أبواب السياحة الدينية في الأردن؟

الثلاثاء 6 يوليو 2021 10:00 م

هل ينبغي فتح أبواب السياحة الدينية في الأردن؟

دول الخليج أوقفت المعونات والمساعدات، التي كانت تصل بشكل منتظم للبلاد.

العبادة وزيارة الأماكن المقدسة حق مطلق لكل البشر على اختلاف أديانهم وأماكنهم.

يُعاني الأردن أزمة اقتصادية، سببها حصار إسرائيلي خليجي مفروض على المملكة منذ 2016.

تنشيط السياحة الدينية سينعش القطاع الأهم في البلاد خاصة بعد ركود يُعاني منه منذ بداية 2020 بسبب وباء كورونا.

دولة الاحتلال أصبحت تقيم علاقات مباشرة مع الدول العربية، ولم تعد تحتاج للأردن من أجل أن تصل منتجاتها الى الأسواق العربية.

يحتاج الأردن لاجتذاب المسلمين من الشيعة الراغبين بزيارة أضرحة الصحابة فلا المسيحيون ولا الشيعة يُمكن أن يشكلوا خطراً على بلد عريق وراسخ كالأردن.

*     *     *

جدل واسع في الأردن حول السياحة الدينية، واحتمالات فتح الأبواب أمام الزوار من المسلمين الشيعة، للتردد على أضرحة ومقامات الصحابة المدفونين في الأردن، ما أعاد إلى الواجهة الجدل التقليدي بشأن إيران، والعلاقة معها، على اعتبار أنَّ هذا سيعني ضمناً تدفق أعداد كبيرة من السياح الإيرانيين، الذين قد يقصدون زيارة ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب (الطيار) جنوبي الأردن، وغيره من الأماكن.

لكنَّ أغرب ما في هذا الجدل، الذي يشهده الأردن أنك تجد من يُحذر من السياح الإيرانيين، ويدعي أنهم يشكلون خطراً على البلاد، بينما يغض الطرف عن آلاف الإسرائيليين، الذين يتدفقون على الأردن سنوياً تحت ستار السياحة.

كما أنك تجد من يُحذر من «التشيع» بينما لا يُحذر من موجة «الصهينة» التي تشهدها المنطقة العربية برمتها، وهؤلاء أنفسهم يتحدثون عما يسمونه «خطر إيران» بينما لا يتحدثون عن الخطر الإسرائيلي الذي يقف على الأبواب.

في الجدل حول فتح الباب أمام السياحة الدينية، والسماح للإيرانيين وغيرهم من المسلمين الشيعة بزيارة المقامات في الأردن، فإن من المهم تسليط الضوء على ما يلي:

أولاً: السياحة تُشكل واحداً من أهم أعمدة الاقتصاد في الأردن، وهي واحدة من أكبر القطاعات على الإطلاق، حيث بلغت إيراداتها عام 2019 (أي عام ما قبل كورونا) 5.8 مليار دولار، في ما يتدفق على الأردن أكثر من خمسة ملايين سائح سنوياً من مختلف أنحاء العالم، والصحيح أن تنشيط السياحة الدينية، سيؤدي لإنعاش القطاع الأهم في البلاد، خاصة بعد الركود الذي يُعاني منه منذ بداية عام 2020 بسبب وباء كورونا.

ثانياً: يُعاني الأردن أزمة اقتصادية، سببها حصار إسرائيلي خليجي مفروض على المملكة منذ عام 2016، حيث انخفض التبادل التجاري بين الأردن وإسرائيل بصورة حادة، بسبب أن دولة الاحتلال أصبحت تقيم علاقات مباشرة مع الدول العربية، ولم تعد تحتاج للأردن من أجل أن تصل منتجاتها الى الأسواق العربية.

أما دول الخليج فأوقفت المعونات والمساعدات، التي كانت تصل بشكل منتظم للبلاد، ومع هذا الحال فالعقل والمنطق يُفيدان بضرورة التنويع في الإيرادات، وكذا تنشيط القطاعات الواعدة مثل القطاع السياحي، الذي يُساهم بنحو 13% إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي للأردن.

ثالثاً: جميع أضرحة ومقامات الصحابة موجودة في مناطق أقل حظاً داخل الأردن، إذ لا يوجد أي مقام داخل العاصمة عمَّان، وهذا يعني أن تنشيط «السياحة الدينية» سوف يؤدي بالضرورة إلى تنمية هذه المناطق، وتقليل نسبة الفقر فيها، وخلق مزيد من الوظائف والاستثمارات، بما ينعكس إيجاباً على سكانها.

رابعاً: العبادة وزيارة الأماكن المقدسة، هو حق مطلق لكل البشر على اختلاف أديانهم وأماكنهم، فللمسيحيين الحق في زيارة الفاتيكان، وللمسلمين الحق في زيارة مكة المكرمة والقدس المحتلة، ولا يجوز لأحد أن يمنعهم، وكذا للمسلمين الشيعة وغيرهم الحق في زيارة مقامات الصحابة الكرام في الأردن.

خامساً: لا يُمكن أن تُشكل إيران خطراً على الأردن، ولا على غيره من دول المنطقة، إذ أن الخطر الذي يهدد الأمن القومي العربي يتمثل في إسرائيل، والمشروع الصهيوني، الذي يريد التهام المنطقة والهيمنة عليها، أما إيران وتركيا فهي دول أصيلة في هذه المنطقةن ولا يمكن أن تشكل أي خطر على جيرانها، بل إن الفضل يعود لإيران في إعادة إعمار جنوب لبنان، بعد حرب عام 2006، وكذا الفضل لإيران في تقديم الدعم للعديد من الفصائل الفلسطينية، ولم نسمع أن خطراً واجه الفلسطينيين ولا غيرهم إلا من الاحتلال.

والأهم من ذلك كله، أن الأردن فتح أبوابه منذ سنوات أمام السياحة الدينية المسيحية في منطقة «المغطس» الذي تم تطويره وتنميته لاجتذاب المسيحيين إلى محافظة مادبا، وهذا كان خطوة ممتازة باتجاه توسيع القطاع السياحي، وفتح الأردن أمام العالم.

وما يحتاجه الأردن هو اجتذاب المسلمين أيضاً من أشقائهم الشيعة الراغبين بزيارة أضرحة الصحابة، لأن الصواب هو أنه لا المسيحيون ولا الشيعة يُمكن أن يشكلوا خطراً على بلد عريق وراسخ مثل الأردن، تسكنه عشائر وقبائل متماسكة ومتراصة وواعية.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأردن، إيران، السياحة الدينية، الشيعة، أضرحة ومقامات الصحابة، جعفر بن أبي طالب،

الأردن.. الدين الحكومي ينخفض إلى 40 مليار دولار في يناير