قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن مقتل الناشط والمعارض الفلسطيني "نزار بنات" بعد توقيفه من قبل سلطات رام الله، كشف عن نزعة سلطوية للسلطة الفلسطينية.  

وذكرت الصحيفة أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن كادرا في حركة "فتح" حضر لتظاهرة في ميدان الساعة برام الله نهاية يونيو/حزيران الماضي وهاجم المشاركين فيها الذين انتقدوا مقتل المعارض الفلسطيني.

وأعقب ذلك، هجوم من أنصار السلطة على المظاهرة السلمية، ورشقوا المشاركين بالحجارة وضربوهم بالهراوات وصواري الأعلام وانتزعوا هواتهم النقالة بعدما اشتبهوا أنهم يصورون الأحداث.

وذكرت الصحيفة أن مقتل "نزار بنات" الذي قارنها البعض بمقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2018 وما تبعها من انتهاكات من السلطات وأنصارها لفت الانتباه للحكم الاستبدادي المتزايد للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" (85 عاما)، كما سلط الضوء أيضا على القمع الصارخ للعملية الديمقراطية وحرية التعبير واستقلالية القضاء والمنظمات غير الحكومية.

ونقلت الصحيفة عن "وسام حسيني" (29 عاما) وهو معلم يوجا قوله: "لا يمكن التستر اليوم على انتهاكات سلطة عباس".

وعقب: "هذا هو احتلال ثان وليست حكومة".

وأكد "حسيني" أن من هاجموا المشاركين في مظاهرة نزار بنات" هم  من قوات الأمن الفلسطينية الذين ارتدوا الزي المدني.

ووصف السلطة بالفاسدة و"الجماعة الديكتاتورية".

ونقلت الصحيفة عن "خليل الشقاقي" من المركز الفلسطيني للدراسات المسحية والسياسية في رام الله، قوله إن "عباس عندما يشعر بالتهديد يصبح تسامحه مع المعارضة أقل وأقل".

 وأضاف: "لم نصبح بعد حافظ الأسد في سوريا أو صدام حسين في العراق ولكن من فصل السلطات إلى حرية التعبير إلى المجتمع التشاركي كلها تعرضت للتهديد".

وتقول "شذى حماد" (32 عاما) وتعمل صحفية في موقع "ميدل إيست آي" وقد جرحت وهشم هاتفها النقال خلال اعتداء أنصار السلطة على مظاهرة "نزار بنات": "ما فعلوه في الأيام الماضية أخاف الناس وأزعجهم".