تضارب التقييمات الأمريكية بشأن قدرة الجيش الأفغاني على مواجهة طالبان

السبت 10 يوليو 2021 11:08 ص

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء، السبت، على وجود تباين بين البيت الأبيض والكونجرس بشأن قدرة الجيش الأفغاني على مواجهة طالبان بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، مشيرة إلى أن الرئيس "جو بايدن" مطمئن لتلك القدرة، بينما يتشكك فيها مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيجار).

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن "بايدن" أدلى بتصريحات مفصلة في البيت الأبيض، معربا عن ثقته في الجيش الأفغاني لمواجهة عودة طالبان، رغم المكاسب الكبرى التي حققتها الحركة في الأسابيع الماضية والمخاوف من انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية.

ووجه "بايدن" حديثه للداعين لتمديد العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان، متسائلا: "كم من المزيد من آلاف البنات والأبناء الأمريكيين أنتم على استعداد للمخاطرة بهم؟"، مضيفا: "لن أرسل جيلا آخر من الأمريكيين إلى الحرب في أفغانستان، ليس هناك توقع منطقي بتحقيق نتيجة مختلفة".

ويرى "بايدن" أن بلاده حققت منذ فترة طويلة هدفها الأصلي من غزو أفغانستان في 2001، وهو استئصال تنظيم "القاعدة" ومنع شن أي هجوم آخر مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وهو ما عبر عنه بقوله: "حققنا تلك الأهداف.. التي ذهبنا من أجلها. لم نذهب لأفغانستان لنبني أمة.. هذه مسؤولية الشعب الأفغاني وحده وحقه في أن يقرر مستقبله وكيفية رغبته في إدارة بلاده".

وأكد الرئيس الأمريكي أن الجيش الأفغاني "لديه القدرة على التصدي لطالبان"، واعتبر أن سيطرة الحركة على أفغانستان "ليست حتمية"، رغم اعترافه بأنها "في أقوى حالاتها عسكريا منذ عام 2001".

وفيما يتعلق بتدريب وقدرات قوات الأمن الوطني الأفغانية والشرطة الفيدرالية، أكد "بايدن" أن طالبان "ليست قريبة حتى" من هذه القدرات، قائلا: "لقد قمنا بتدريب وتجهيز ما يقرب من 300 ألف من المنخرطين الحاليين" في الجيش الأفغاني (..) زودت الولايات المتحدة شركائنا الأفغان بجميع الأدوات -اسمحوا لي أن أؤكد- كل الأدوات والتدريب والمعدات لأي جيش حديث، بما في ذلك الأسلحة المتقدمة".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن "تريليون دولار" أُنفقت على تدريب وتجهيز مئات الآلاف من القوات الأفغانية، مضيفا: "القوات الأفغانية لديها 300 ألف شخص مجهز جيدا وقوة جوية ضد ما يقرب من 75 ألف عنصر من طالبان".

ورغم هذه الأرقام، إلا أن مسألة قدرة الحكومة الأفغانية على مواجهة التهديدات التي تلوح في الأفق بمكاسب طالبان، والتي تصاعدت منذ بدء الانسحاب الأمريكي، إلى جانب شبح الحرب الأهلية، لا تزال تلوح في الأفق، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، التي أشارت إلى تقرير صدر عن "سيجار"، في 30 أبريل/نيسان الماضي، أورد أن قوات الأمن الأفغانية "تواجه ثغرات حرجة في القدرات"، بما في ذلك صيانة الطائرات، مما يتطلب دعم دولي طويل المدى.

وفي 16 مارس/آذار الماضي، وأمام اللجنة الفرعية للرقابة على الأمن القومي في مجلس النواب، أكد المفتش العام "جون إف سوبكو"، "اعتماد الحكومة الأفغانية الشديد على المساعدات الخارجية، وحقيقة أن قوات الأمن الأفغانية ليست في مكان قريب من الاكتفاء الذاتي"، وفقا لتقرير المكتب، الذي يمثل هيئة رقابة أمريكية لإعادة الإعمار في أفغانستان، ويرتبط بالكونجرس.

وقال "سوبكو" إنه على الرغم من بعض التحسن، لا تزال القوات الأفغانية تواجه "تحديات طويلة المدى في القدرة والاستدامة تتطلب أشكالا مختلفة من الدعم العسكري الأمريكي المستمر".

وأضاف أنه "بدون القوات الأمريكية لتقديم الدعم لمكافحة الإرهاب أو تقديم المشورة والمساعدة للمؤسسات الأمنية الأفغانية، سيزداد التمرد وانعدام الأمن".

والأسبوع الماضي، حذر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، الجنرال "أوستن ميلر"، من أن البلاد ربما تكون في طريقها للانزلاق إلى أتون حرب أهلية.

ومنذ 3 أسابيع، قتل القائد الميداني في القوات الأفغانية الخاصة، العقيد "سهراب عظيمي"، وفريقه المؤلف من 22 رجلا على يد قوات طالبان أثناء دفاعهم عن قاعدة في ولاية فارياب الشمالية.

ومع تقدم طالبان في شمال أفغانستان، تراجع مئات من أفراد قوات الأمن الأفغانية وعبروا الحدود بين أفغانستان وطاجيكستان هذا الشهر، فيما يشير ضمنا إلى تدهور الأوضاع مع اقتراب القوات الأمريكية من استكمال انسحابها بعد حرب دامت نحو 20 عاما.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا أفغانستان طالبان جو بايدن

طالبان تعلن السيطرة على أكثر من 150 منطقة في أفغانستان

واشنطن بوست: قلق إيراني من احتمال سيطرة طالبان على أفغانستان

الولايات المتحدة: وجودنا العسكري في أفغانستان يقترب من نهايته