الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. هل يدشن شعار فيتنام بايدن؟

السبت 10 يوليو 2021 10:31 م

رأت مجلة "فورين بوليسي" أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ربما تسرع عندما رفض المقارنة بين الانسحاب من أفغانستان وخروج الولايات المتحدة من فيتنام.

وبسؤال "بايدن" في مؤتمر صحفي، الخميس الماضي، عما إذا كانت هناك أوجه مقارنة بين انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وخروج الولايات المتحدة المهين من فيتنام قبل نصف قرن، نفى بشدة وجود أي أوجه شبه بين الحدثين.

وقالت المجلة الأمريكية في مقال لكبير مراسليها "مايكل هيرش" إن "بايدن" رد خلال المؤتمر الصحفي بأنه عندما كانت حرب فيتنام تقترب من نهايتها مطلع السبعينيات، كانت قوات فيتنام الشمالية أقوى بكثير من قوات" طالبان" اليوم وأنه لا يمكن مقارنتهما من حيث القدرات العسكرية.

وقال: "لن يكون هناك أي ظرف تشاهدون فيه انتشال الناس (لإجلائهم) من فوق سطح سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان".

وأضاف "بايدن" أن قوات الأمن الأفغانية التي تدعمها الولايات المتحدة قوامها 300 ألف شخص وهي مجهزة تجهيزا جيدا كأي جيش في العالم، وبوجود قوة جوية ضد قوات "طالبان" التي تقدر بنحو 75 ألفا فإنه "ليس من الحتمي" أن تنهار الحكومة الأفغانية كما حدث لحكومة فيتنام الجنوبية.

"فيتنام بايدن"

ورأى "هيرش" أن "بايدن" ربما تسرع في رفض تلك المقارنة، فعلى الرغم من كون قوات فيتنام الشمالية حينئذ أفضل تجهيزًا من "طالبان" الآن، فإن القوات الأفغانية المحبطة قد تخلّت عن أجزاء كبيرة من البلاد خلال 3 أشهر منذ إعلان "بايدن" قرار سحب القوات الأمريكية.

وقال: "إذا اشتدت إراقة الدماء في أفغانستان بعد اكتمال انسحاب القوات الأمريكية في 31 أغسطس/آب المقبل، كما أجمعت عليه توقعات المراقبين، فإن الجمهوريين الذين يبحثون عن نقاط ضعف في حكم "بايدن" قد يجعلون عبارة "فيتنام بايدن" شعارا للمرحلة قبل الانتخابات الرئاسية عام 2024 أو حتى خلال انتخابات 2022، وفق تحليل "هيرش".

وكان النائب الديمقراطي من ولاية فرجينيا، "جيري كونولي"، قد حذر خلال جلسة استماع للجنة من القوات المسلحة في مجلس النواب في مايو/أيار من العام الجاري من أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يحمل "بعض أوجه الشبه المخيفة" مع الانسحاب من فيتنام، وقال إنه "يبدو أن اللعبة الأمريكية هي تقليص الخسائر والمغادرة والأمل في أن يحدث الأفضل، فالمشكلة لا تعنينا".

وأوضح تحليل المجلة أن السفير الأمريكي السابق في أفغانستان "ريان كروكر"، و سياسيون آخرون من منتقدي الانسحاب من أفغانستان، يرون أن الاتفاق الذي أبرمه "بايدن" مع "طالبان" يحمل أوجه تشابه غير مريحة مع ما فعلته إدارة الرئيس الأمريكي السابق "ريتشارد نيكسون" عندما همشت الحكومة الفيتنامية الجنوبية في اتفاقيات باريس للسلام مع فيتنام الشمالية.

فقد تفاوضت إدارة "بايدن" مع "طالبان" في أفغانستان، واكتفت بتقديم وعود كلامية للحكومة الأفغانية، تمامًا كما فعل "نيكسون" مع الحكومة الفيتنامية الجنوبية.

وختم "هيرش" مقاله برأي "كروكر" الذي يعدّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الذي بدأته إدارة "دونالد ترامب" وتبنّته وإدارة "بايدن" خيانة للحكومة الأفغانية المنتخبة ديمقراطيًّا، رغم مساوئها، والتي دعمتها واشنطن باعتبارها السلطة الشرعية للبلاد.

وصرح في مقابلة بأن "بايدن تفوق على ترامب، وأراهن على أن هذه هي المرة الأخيرة التي سيلتقي فيها الرئيس (الأفغاني) أشرف غني بالرئيس بايدن".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان بايدن فيتنام طالبان ترامب الانسحاب الأمريكي

و.س. جورنال: 5 وكالات أمريكية تحقق بالانسحاب الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان

لتغيير العلاقة بين البلدين.. بايدن يعتزم زيارة فيتنام قريبا