وصف وزير الخارجية الإسباني الجديد "خوسيه مانويل ألباريز"، المغرب بأنه "الصديق الكبير" لبلاده، مشدّدا على ضرورة "العمل مع الشركاء والأصدقاء وتعزيز العلاقة معهم".

ونقلت وسائل إعلام إسبانية تصريحات "ألباريز"، الإثنين، واعتبرتها بمثابة رسالة سياسية ودبلوماسية إلى الرباط، بعد الأزمة الأخيرة بين البلدين.

كما كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن مدريد "تريد إعادة العلاقات مع المغرب في أسرع وقت ممكن، لذلك تمت التضحية بوزيرة الخارجية الإسبانية "أرانشا سانشيز" في محاولة لامتصاص غضب الرباط، إذ جرى تعويضها بسفير مدريد في فرنسا".

وترجّح المصادر أن تتمثل المهمة السياسية المستعجلة لوزير الخارجية الإسباني الجديد في إعادة العلاقات مع المغرب بعد أزمة تدفق المهاجرين إلى مدينة سبتة، وقبلها تداعيات استقبال زعيم جبهة البوليساريو "إبراهيم غالي" في إسبانيا.

وأجرى رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"، السبت الماضي، تعديلا وزاريا شمل عدة وزارات ومناصب في ديوانه، وأطاح بوزيرة الخارجية "أرانشا جونزاليز لايا"، وذلك بعد 10 أيام من تناول تقارير محلية لـ"مغادرة وشيكة لأرانشا"، التي وصفتها الصحف الإسبانية بأنها "تشعل النار حيثما تحل".

ويرتبط التعديل الوزاري في إسبانيا بالأزمة التي اندلعت بين الرباط ومدريد، الشهر قبل الماضي؛ بسبب قبول إسبانيا استقبال "إبراهيم غالي"، زعيم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال إقليم الصحراء عن المغرب، للعلاج.

وأبلغت الخارجية المغربية السفير الإسباني احتجاجها على استقبال "غالي"، ولاحقا تخلى المغرب عن مراقبة الحدود البرية بينه وبين إسبانيا؛ ما تسبب في موجة هجرة غير مسبوقة أثارت غضب مدريد، التي ردت باستدعاء سفيرة المغرب للاحتجاج.

واتهمت الرباط آنذاك، وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة بتأجيج حدة الخلاف بين البلدين، ولا يزال التوتر يشوب العلاقات الثنائية رغم مغادرة "غالي" لإسبانيا منذ 2 يونيو/حزيران الماضي.