استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العراق وأطباؤه

الجمعة 16 يوليو 2021 04:51 م

العراق وأطباؤه

سادت البلاد فوضى وخراب وفتن بعد قيام حكم أمراء الحرب المتصارعين على كل شيء، والمتفقين على أمر واحد هو الفساد.

يعيش العراق ظروفا طاردة منذ ثلاثة عقود حتى اللحظة فأي خسارة كبيرة وأي نزيف مخيف في الكفاءات والخبرات العلمية والثقافية ابتلي به العراق.

ألسنة النيران التهمت مستشفى الحسين ما أودى بحياة عشرات قضوا حرقاً بينهم ممرضة كانت ترعى المرضى ولا تزال عمليات البحث جارية عن ضحايا آخرين.

سبب الكوارث إهمال مرتبط أغلب الأحيان بالفساد في بلد يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة ومستشفياته بحالة سيئة واضطر عدد كبير من أطبائه للهجرة.

*     *     *

صديقي من العراق الدكتور حسّان عاكف، الطبيب في الأصل، نشر قبل سنوات قليلة على صفحته في «فيسبوك» صورة تضمّه هو ومجموعة من زملائه الأطباء العراقيين من خريجي عام 1973 في لقاء وصفه بـ«لم شمل»، تم في إحدى العواصم الأجنبية خارج العراق.

في التعليق على تلك الصورة كتب الدكتور عاكف: «المفارقة المحزنة أن ثلاثة فقط منا كنا حاضرين من بغداد ورابع من أربيل، وكل الزملاء الآخرين كانوا قادمين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة بسبب الظروف الطاردة التي يعيشها العراق منذ ثلاثة عقود حتى اللحظة، فأي خسارة كبيرة وأي نزيف مخيف في الكفاءات والخبرات العلمية والثقافية ابتليت به يا عراق».

طبعاً يضاف إلى هؤلاء أطباء عراقيون أكفاء آخرون سواء من دفعة عاكف أو من دفعات أخرى سابقة لها وتالية، ممن ينتشرون في بلدان أخرى بينها بلدان الخليج العربي، ممن وجدوا أنفسهم محمولين على مغادرة وطنهم في مراحل مختلفة.

إما بسبب الطغيان والحروب في الفترة السابقة لـ"الاحتلال الأمريكي"، أو بسبب ما ساد البلاد من فوضى وخراب وفتن بعد قيام حكم أمراء الطوائف والملل، المتصارعين على كل شيء، والمتفقين على أمر واحد رئيسي هو الفساد.

ليس فقط العراقيون الذين تخرجوا في كليات الطب في جامعات بلدهم من يتميزون بالكفاءة، فهي صفة يتمتع بها أطباء عرب أيضاً تخرجوا فيها، وبين دائرة أصدقائي ومعارفي مجموعة من الأطباء البحرينيين الذين درسوا الطب بجامعة بغداد وغيرها من جامعات العراق، رجالاً ونساء، مشهود لهم بالكفاءة في تخصصات الطب المختلفة، ما يشهد على جودة التعليم الذي تلقوه، وتمكّن الأساتذة الذين تعلموا على أياديهم.

خطر هذا وغيره من التداعيات وأنا أتابع المشاهد المروعة التي تبثها الفضائيات عن الحريق المروع الذي وقع في مركز لعزل المصابين بفيروس «كورونا» بمستشفى الحسين في مدينة الناصرية يضم سبعين سريراً؛ حيث أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى، ما أودى بحياة أكثر من ستين شخصاً قضوا حرقاً، بينهم ممرضة كانت ترعى المرضى، وربما لا تزال عمليات البحث عن ضحايا آخرين متواصلة.

ليس هذا الحريق هو الأول من نوعه في العراق في ظروف الجائحة، ففي إبريل/نيسان الماضي وقع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمرضى «كورونا» في بغداد أسفر عن أكثر من 80 قتيلاً، والسبب في المرتين واحد: الإهمال المرتبط في أغلب الأحيان بالفساد في بلد يبلغ عدد سكانه أربعين مليون نسمة ومستشفياته في حالة سيئة واضطر عدد كبير من أطبائه للهجرة.

* د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

العراق، أطباء، الاحتلال الأمريكي، الخليج العربي، مستشفى الحسين، مستشفى ابن الخطيب، كورونا،