استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جديد التحالف الأميركي- البريطاني

الجمعة 16 يوليو 2021 05:40 م

جديد التحالف الأميركي- البريطاني

هناك مصالح مشتركة كثيرة تقلل أهمية الجانب الشخصي فعلاقات لندن وواشنطن سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستراتيجياً وثقافياً راسخة.

كان بايدن من معارضي بريكست الذين يرون فيه خطأ فادحا ولديه انطباعات سلبية متراكمة بسبب سياسات أو تصريحات جونسون أثارت امتعاض وضيق بايدن.

إدارة بايدن لا تستطيع الوقوف منفردة أمام تحديات مشتركة كالصين وروسيا وتغير المناخ وكوفيد-19 وبحاجة لحلفاء وتظل بريطانيا وحلف الأطلسي عنوانين بقيمة استراتيجية كبيرة.

*     *     *

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، ترسخت العلاقة الخاصة والمميزة عبر المحيط الأطلسي بين بريطانيا والولايات المتحدة، حتى أضحت مبدأ ونهجاً ثابتاً تبنته جميع الحكومات البريطانية المتعاقبة، العمالية والمحافظة على حد سواء. حتى أضحت الإمبراطوية العجوز التي لم تكن تغرب عنها الشمس تسير في ظل الإمبراطوية الأميركية الشابة إلى درجة عالية.

في ذات السياق، لم تقبل بريطانيا أن تكون في ذات المكانة في أوروبا كتابع، فسعت إلى أن تكون صاحب الامتيازات والدور الفاعل والمؤثر على المستوى القاري، وإن هي انخرطت في قيادة «الاتحاد الأوروبي» بالشراكة مع ألمانيا وفرنسا، إلا أنها لطالما كانت تعيش التردد بحيث ظلت بشكل ما خارج الوحدة الأوروبية في كثير من القوانين حتى وصلت الأمور إلى «بريكست».

في فترة حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصول بوريس جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية، تبين وكأن العلاقات بين البلدين تسمو على سواها، في ظل انتشار «الشعبوية» في العالم.

فالرجلان يتشاركان بعديد الأمور على رأسها الشخصية غير العادية التي تطلق مواقف وتتراجع عنها، ويستخدمان لغة «متحيزة» ضد المسلمين والمهاجرين، والأهم أنهما يتشاركان في الموقف من «الاتحاد الأوروبي».

فجونسون كان يرى ضرورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى من دون اتفاق، معتبراً أن بقاءها ضمن الاتحاد سيعود عليها بخسائر كبيرة، وهو ما كان يتوافق مع وجهة نظر ترامب الذي حث بريطانيا على الخروج بلا اتفاق، واعداً ومتعهداً بالتوصل إلى «اتفاق تجاري كبير جداً» مع المملكة المتحدة.

ووصف بريطانيا بعد «البريكست» بأنها «ستتخلص من مرساة معلقة في كاحلها». وأضاف: «سوف نتوصل إلى اتفاق تجاري كبير جداً، أكبر من أي اتفاق توصلنا إليه مع المملكة المتحدة. وفي وقت لاحق سيتخلصون من العقبة الحالية، وسوف تزول المرساة المعلقة في كاحلهم، لأن ذلك هو مشكلتهم الحالية».

رحل ترامب دون اتفاق موقع، وجاء جو بايدن بسياسة مغايرة تركز على إصلاح العلاقات عبر الأطلسي بعدما أضر بها ترامب، مركزاً على باريس وبرلين أكثر من لندن التي يهمها أساساً الاتفاق التجاري مع واشنطن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي فيما يعمل بايدن على إصلاح منظمة التجارة العالمية، وتحسين العلاقات التجارية مع «الاتحاد الأوروبي».

بطبيعة الحال، لن تمانع الولايات المتحدة بتعزيز الروابط الثنائية أكثر، فالرئيس الأميركي يقر بأهمية العلاقة الخاصة والمميزة مع بريطانيا حتى وإنْ كان من معارضي «بريكست» الذين يرون فيه خطأ فادحاً، ورغم الانطباعات السلبية المتراكمة بسبب سياسات أو تصريحات جونسون أثارت امتعاض وضيق بايدن.

فالأساس أن هناك كثيراً من المصالح المشتركة التي تقلل من أهمية الجانب الشخصي، فالعلاقات بين لندن وواشنطن، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واستراتيجياً وثقافياً راسخة.

كما أن إدارة بايدن تدرك أنها لا تستطيع أن تقف بمفردها أمام عديد التحديات المشتركة مثل الصين، وروسيا، وتغير المناخ، وكوفيد-19، والتحديات الاقتصادية، وأنها بحاجة إلى حلفاء، وتظل بريطانيا ومن بعدها حلف الأطلسي عنوانين لهما قيمة استراتيجية كبيرة.

* د. أسعد عبد الرحمن كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة، بريطانيا، بايدن، التحالف الأمريكي البريطاني، جونسون، الاتحاد الأوروبي، بريكست، ترامب،