6 محطات لعلاقات السعودية والإمارات.. هكذا تحول الحليفان إلى متنافسين

الأحد 25 يوليو 2021 12:44 م

استعرض كبير الباحثين في مركز "وودرو ويلسون الدولي"، "ديفيد أوتاواي" 6 محطات تاريخية تطورت فيها العلاقة بين السعودية والإمارات من التحالف إلى التنافس، مشيرا إلى أن الإمارات ترسم مسارها الخاص في المزيد من القضايا، ولم يكن مطلبها لرفع مستوى إنتاجها من النفط في اجتماع تكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها (أوبك+) سوى أحدث مثال على منافستها الحادة للسعودية على الصدارة العربية والعالمية.

وذكر "أوتاواي"، في مقال نشره بموقع المركز، أن التنافس بين الرياض وأبوظبي وصل إلى أبواب واشنطن، حيث أثبتت الإمارات أنها، رغم حجمها وثروتها الأصغر بكثير، ذات رصيد سياسي وعسكري قيِّم للولايات المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك، أصبحت السعودية، في ظل حكم ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، شريكًا مزعجًا لواضعي السياسات في الولايات المتحدة، إذا لا يزال في مرحلة التعافي من تداعيات القتل الوحشي للصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي" عام 2018، وهو الفعل الذي خلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إلى مسؤولية "بن سلمان" عنه، ما جعله ضيفًا غير مرحب به في البيت الأبيض.

خطت الإمارات خطوات كبيرة نحو استبدال السعودية كشريك عسكري عربي مفضل لواشنطن عندما أصبحت أول دولة عربية تحصل على الطائرة المقاتلة الأمريكية الأكثر تقدمًا (F-35)، في وقت أوقفت فيه إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بيع جميع الأسلحة الأمريكية الهجومية للسعودية بسبب جرائم الحرب ضد المدنيين في اليمن.

وهنا يشير "أوتاواي" إلى أن أصول التنافس الإماراتي السعودي تعود إلى ما قبل 12 عامًا عندما تحدت الإمارات القيادة الإقليمية لشقيقها الكبرى بعد 3 أسابيع من موافقة مجلس التعاون الخليجي على خطط عام 2009 لإنشاء بنك مركزي مشترك في الرياض، حيث أعلنت فجأة أنها ستنسحب من هذه الخطط.

ضغطت الإمارات ليكون البنك في عاصمتها (أبوظبي) لكن السعوديين أصروا على الرياض باعتبار أن المملكة تمتلك أكبر اقتصاد في العالم العربي وأول عضو عربي في مجموعة العشرين المرموقة.

وقضى اعتراض الإمارات على كل الآمال في إنشاء بنك وعملة خليجية مشتركة، وجعل من السهل على سلطنة عُمان أن تعارض علنًا إعلان العاهل السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز"، في أعقاب الانتفاضات العربية عام 2011، بأن "الوقت قد حان للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة اتحاد داخل كيان واحد".

ومنذ فشل الجهود السعودية لتشكيل سوق خليجية مشتركة على النمط الأوروبي، تباعد قادة الرياض وأبوظبي بشكل متزايد في سياساتهما الخارجية حتى مع استمرار تصوير أنفسهم على أنهما أصدقاء.

وحتى وقت قريب، كان الحاكم الفعلي للإمارات "محمد بن زايد" يوصف على نطاق واسع في الصحافة العربية والغربية بأنه أقرب مستشار لـ"بن سلمان".

التحالف لم ينته، لكن محطة التنافس الثانية كانت في اليمن، حيث قادت السعودية والإمارات التحالف العربي الذي غزا البلد في مارس/آذار 2015 لسحق المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بعد أن سيطروا على أكثر من ثلثي البلاد، غير أن الحرب آلت إلى سحب الإمارات قواتها العسكرية أولا، تاركة السعودية بمفردها في مواجهة الصراع الخاسر مع الحوثيين، ثم دعمت الحركة الجنوبية الساعية إلى الانفصال عن شمال اليمن.

كما اختلف الحليفان المتنافسان بشأن سياستهما تجاه قطر بعد أن فرضا، في يونيو/حزيران 2017، مع البحرين ومصر، حصارًا جويًا وبحريًا وبريًا على الدولة الصغيرة الغنية بالغاز بسبب دعمها لشخصيات معارضة من تلك الدول.

قررت السعودية إنهاء الحصار بمفردهم تحت ضغط كبير من الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" والبنتاجون، الذي يستخدم قطر كمقر إقليمي متقدم للقيادة المركزية الأمريكية، وحذت الإمارات حذوها على مضض.

وذهب كلا البلدين في طريق منفصل بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذ أخذت الإمارات زمام المبادرة في إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، في حين اعترض "بن سلمان" على خلفية انقسام حاد بشأن الموضوع داخل العائلة المالكة السعودية.

وفي الوقت ذاته، شرع ولي العهد السعودي في تحدي الإمارات باعتبارها المركز الرائد للأعمال والمواصلات في الشرق الأوسط، وأعلن قرارا مفاده أن الشركات الأجنبية الراغبة في الاستمرار بالعامل في بلاده عليها نقل مقارها الإقليمية إلى السعودية.

كما أعلن "بن سلمان" أنه يعتزم إنفاق 147 مليار دولار لجعل السعودية "المحور اللوجستي" الجوي والبحري الرئيسي للمنطقة، مع إنشاء خط سكة حديد عالي السرعة، وشركة طيران جديدة، وخدمات موانئ موسعة، والآن يخوض الحليفان المتنافسان صراعًا بشأن سياسة النفط ويواجهان احتمال أن يصبحا خصمين.

ويرى "أوتاواي" أن الأمر الأكثر لفتًا للنظر في هذا الصراع هو استعداد الإمارات لتحدي القيادة السعودية لـ"أوبك+"، وهو التكتل الذي قادته المملكة منذ فترة طويلة بسبب قدرتها الإنتاجية الكبيرة، مضيفا: "ربما يكون هذا الانقسام حول حصص الإنتاج نذير تنافس حاد بين البلدين على حصة السوق، حيث يتقلص الطلب العالمي على الوقود الأحفوري في مواجهة الضغوط الدولية لاستبدال الوقود الأحفوري بمصادر متجددة".

ومع ذلك، فإن الكثير من القواسم المشتركة لا تزال قائمة بين النظامين في الإمارات والسعودية، وأهمها محاربة التوسّع الإيراني ومكافحة الإرهاب والدفاع عن الملكية أمام نشاط مؤيدي الديمقراطية، ولذا هرع "بن زايد" إلى الرياض في اليوم التالي لاتفاق "أوبك+" لتذكير "بن سلمان" بذلك، حسبما يرى كبير الباحثين في مركز "وودرو ويلسون".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات واشنطن اليمن قطر ديفيد أوتاواي أوبك محمد بن سلمان محمد بن زايد

ما وراء أوبك.. سباق التنويع بين السعودية والإمارات

بعد 7 أشهر من قمة العلا.. الانقسامات تواصل تهديد مجلس التعاون الخليجي

ببطء لكن بثبات.. هكذا تتغير السياسة السعودية في المنطقة